يقول أبو أحمد "اسم مستعار": " تم العمل على توقيع عريضة من اهالي الحي يطلبون فيها من عناصر الجيش الحر إخلاء المدارس التي اتخذوا منها مقرات للراحة، ولكنهم لم يسستجيبوا للأهالي وبقي الأطفال بلا مدرسة للعام الثاني على التوالي".
حماية مقابل الحرمان !
أثمرت جهود بعض الناشطينَ عن افتتاح عدة مدارس في مناطقَ مختلفة من حلب، لكن عددا قليلا جدا منها، افتتح في أبنية المدارس الرسمية، بسبب إقامةِ عناصر الجيشِ الحرِ في هذه المدارسَ، حيث اتخذتها الكتائبُ كالفنادقِ وحولوها إلى غرفٍ للسكنِ والاستراحةِ، وتحولت باحاتها إلى ملاعبَ للترويحِ عنهم، بينما جلس معظم الأطفال في بيوتهم.
المدرس" محمد" أحد المشرفين على التعليم، وأول من افتتح مدرسة للتعليم الاعدادي والثانوي في حلب، يقول:
" قمنا بافتتاح هذه المدرسة العام الماضي وكان الإقبال ضعيفا، لأن الأهالي اعتقدوا أن الأزمة قصيرة وستنتهي، ولكن هذا العام الإقبال كبير جدا، علما أنها المدرسة الوحيدة في هذا الحي ولاتتسع للجميع، ولم نستطع افتتاح مدارس أخرى بسبب تواجد عناصر الجيش الحر في باقي المدارس".
الحر لا يدرك حجم المشكلة
آلاف الأطفال محرمونَ اليومِ في حلب من فرص التعليم، والجهلُ بدأ يخيمُ على البلادِ والمستقبلُ الأسودُ يخفي للسوريين كارثة كبيرة، والفصائل المسلحة، لا تدرك حتى الآن حجمَ المشكلةِ التي يسببها البقاء في المدارس، فالناشطونَ هناك يطلبون من الجيشِ الحرِ إفراغَ بعضها فقط، لتأمين حق التعلم للأطفال قبل فوات الأوان.