سيارات نقل الجند تشق طريقها في الزحام بطريقة جنونية، أصوات سيارات الاسعاف الذاهبة والآتية تملأ المكان، فيما يحاول أحد عناصر اللجان الشعبية تنظيم السير. تصف "سمر" الحالة في السويداء ذلك اليوم، وعند سؤالها أحد عناصر اللجان عما يحدث، أجاب: " صاروا قريبين يا اختي عند المزرعة " ناحية تبعد 16 كم عن السويداء"، ولما سألته: من؟. أجاب: "الجيش الحر"، لم يقل العصابات المسلحة أو يستحضر الشتائم المعتادة، بحسب ما أكدت "سمر".
في طريق العودة من قرية الدويرة التي تبعد 25 كم عن السويداء، وكانت الأقرب إلى المعركة، يروي " أبو زياد" سائق التكسي: "ليلتها أهل دويرة خرجوا من قريتهم، خاصة النساء والأولاد، وفي اليوم التالي رجع بعضهم لتوضيب الأغراض والرحيل بشكل كامل.. المسلحون هجموا على كتيبة الكيميا وكتيبة النقل بين الدويرة وتعارة. فنزلت قذائف من الجهتين على الدويرة".
ويضيف أبو زياد: "لو أن سكان دويرة وتعارة احترموا تاريخ الجيرة ما كانوا لاذوا بالفرار ولا شعروا بالخوف، ولكنهم قاموا بالتضييق على قرى حوران الشرقية.. أغلب كتائب المسلحين في المنطقة من البدو، وحواجز اللجان الشعبية ضايقت البدو بالمنطقة كثيرا لذلك يخاف السكان من الانتقام العشوائي".
كتائب تابعة لألوية العمري وجبهة النصرة، قامت الشهر الفائت، بمهاجمة كتائب النقل والتسليح والكيميا التي تقع على الحدود الشرقية لمدينة بصر الحرير التابعة لمحافظة درعا، هذه الكتائب تقطع طريق درعا - السويداء، وتسببت بأضرار كثيرة لمحافظة درعا.
تمت السيطرة على كتيبة النقل واغتنام عدد كبير من الآليات والذخائر الثقيلة والمتوسطة، وقتل ما يزيد عن 55 عنصرا من قوات النظام. في حين أصدرت العديد من الجهات العاملة في المنطقة كتنسيقية بصر الحرير، أم ولد وغرفة عمليات الجيش الحر بيانات ونداءات لعقلاء محافظة السويداء، بضرورة لجم عناصر اللجان الشعبية والشبيحة كي لا تنتقل المعارك إلى السويداء.
أهالي السويداء يصمون آذانهم عن أصوات قصف درعا، قصف لم يتوقف ليلة واحدة منذ حوالي السنة. يحاولون عدم التحدث عن الموضوع، كأن هذا التجاهل تحول إلى تميمة يعتقدون أنها ستقيهم ما يأتي به زمن يصبح أقرب كل ليلة، ينذر باقترابه قذيفة تقع بين بيوت المدنيين في قرى خط التماس كما حدث مؤخرا في قرية داما.