تسيطر حالة من الضبابية على ما حدث في مدينة معلولا، ذات الغالبية المسيحية، الواقعة على بعد 50 كيلومتراً شمال دمشق، بعدما دخلتها قوات المعارضة في بداية أيلول الجاري. وشكل ما حدث في المدينة من تبادل للسيطرة بين النظام والمعارضة، مادة دسمة للاتهامات بين الطرفين.
وأثيرت الأسئلة حول الأهمية العسكرية لمعلولا والغاية التي دفعت قوات المعارضة لدخولها والسيطرة عليها، فالبعض اعتبر أن دخول البلدة خطأ عسكريا، لأن موقعها الجغرافي ليس استراتيجياً لأحد. فهي بعيدة عن الطريق العام المؤدي الى حمص حوالى 40 كلم. وليست معبراً لقرية أخرى. لأنها من الجهات الأخرى محاطة بالجبال والاراضي الزراعية والجرود الوعرة.
ولكن أبو بلال القائد الميداني في جبهة تحرير القلمون، يقول أن الهدف من دخول البلدة، هو قطع طريق الإمداد من دمشق إلى حمص، واحكام الحصار على دمشق، مضيفا أن: "المناطق بجوار معلولا هي مناطق محررة وأحيانا تكون هناك عمليات تشبيحية من معلولا على تلك المناطق".
ويبدو أن ما يخيف سكان المدينة ليس قدوم الجيش الحر، وإنما ما قد يصيب المدينة وآثارها من تدمير، نتيجة الاشتباكات بين الأطراف المتنازعة، وقد شكل التنازع على البلدة، انقساماً في الشارع بين مؤيد لإخراج قوات النظام منها، وبين معارض ومطالب في تحييدها عن الصراع الدائر في البلاد.