سنة وعلويون في أسواق جبلة

سنة وعلويون في أسواق جبلة
تحقيقات | 18 سبتمبر 2013

"أغلب زبائني من العلويين، اعتدت التعامل معهم نقداً وبالتقسيط، هنالك ثقة متبادلة ولم يحدث أن أخلّ أحدهم بهذا التعامل". هكذا يصف نور "اسم مستعار" تاجر عطور وأدوات تجميل، ما كان عليه الوضع في مدينة جبلة، مضيفا أن زبائنه تخلوا عنه وهجوا متجره مع بداية الثورة، نتيجة سيل الإشاعات وحملات المقاطعة التي أطلقها مغرضون من قبل النظام بهدف ضرب التعايش وترويج فكرة الطائفية.

المكان هو المشكلة وليس التاجر!
سليم "اسم مستعار" صاحب متجر ألبسة في القسم السني من جبلة، أغلب زبائنه علويون وذلك لأسعاره المقبولة وجودة بضاعته، فقد تأثر بما حصل. يقول "لا أعرف إن كانت الحاجة هي ما دفعني لشراء متجر صغير في شارع العمارة ذي الطابع المختلط طائفياً، وهكذا حافظت على تجارتي". لكن الذي يستغربه "سليم" هو رفضُ العلويين الذهاب للمنطقة السنية من سوق جبلة والتي تمتد من دوار العلبي حتى البحر لشراء حاجياتهم، وفي الوقت نفسه يقبلون التعامل مع التاجر السني في الأحياء ذات الطابع العلوي.
   ثمة سوقٌ شعبيٌ قديم في جبلة يُدْعَى "السوق الضيق" تجد فيه كل ما تحتاجه، من طعام وملابس وحاجيات المنزل بأسعار زهيدة، يأتي إليه الناس من مختلف الطوائف كما وصف لنا أحد تجار السوق، وما إن بدأت الثورة، وبدأ انتشار الشائعات، حتى بات السوق مهجوراً بكامله، لا يدخله سوى قلة من الناس. وبعد مرور أكثر من عامين على بداية الثورة قد تجد بضعة أشخاصٍ يتجولون فيه.

فشل البديل..
و بعد أن خلت الأسواق التجارية السنية من العلويين كان لا بد من إيجاد بديل، فقام بعض التجار العلويين باستغلال هذا الوضع وعمدوا إلى افتتاح محلات تجارية جديدة، في مناطقهم ورفعوا أسعار  السلع إلى الضعف.
 تخبرنا ليلى "اسم مستعار" أن تجار سوق الخضرة في جبلة أغلبهم سنّة، ففتح العلويون سوقاً خاصاً بهم ولكن بأسعار أعلى. ما دفع هذه السيدة وكثيرين مثلها للعودة مجدداً للسوق السني، تقول "ابن طائفتي يستغلني بذريعة أنني لن أذهب للغريب ولكنني أجد استغلالهم لحاجتي أخطر ممن يحمل سلاحاً".
 كان من الصعب أن تنجح حملات مقاطعة السنة رغم المحاولات الأمنية كلها، فهنالك صناعات اختص بها السنة دون غيرهم، مثل معمل الحلاوة الطحينية، ومعمل الصابون العريق وخان الحبوب العريق. وهذه كلها تزود الريف بما يحتاجه من مواد يصعب على سكانه صناعتها.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق