لقد عادت مجموعات كثيرة من الأسر العلوية، من العاصمة دمشق في اليومين الماضيين، وامتلأت مدن الساحل السوري وقراه من جديد.
توقع هؤلاء أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بقصف سوريا في الأيام القليلة القادمة. وهم يخشون فيما لو تسببت تلك الضربات الجوية بسقوط النظام السوري، أن يقوم المتشددون الإسلاميون بعمليات انتقامية منهم، بسبب موقفهم الموالي للنظام السوري.
لكن الخوف مازال يعتري الكثيرين منهم، رغم وصولهم إلى الساحل السوري. لأنهم يعتبرون أن سقوط النظام السوري سيفتح سوريا على معارك انتقامية لا تعرف حدوداً ولا توفر منطقة لا في العاصمة ولا في الساحل.
وقال أحد الرجال الكبار في حديث خاص، أن معلوماته القليلة تقول أن الأسلحة الكيميائية التي كانت موجودة في أماكن أخرى في سوريا تم إعادتها إلى أماكن آمنة في الساحل السوري. وهو يخشى أن تؤدي الضربات الجوية إلى تفجير مخازن الأسلحة الكيماوية في تلك الأماكن. وانتشار الغازات الكيماوية في الجو وإصابة السكان بها.
يؤكد أحد السكان لإذاعة روزنة، أنه اضطر إلى مغادرة منزله في دمشق مع أفراد عائلته. وهو متقاعد بالأساس. وغالبية من قدموا من دمشق هم من النساء والأطفال. أما من يقدر على حمل السلاح أو من هو متطوع في أجهزة الجيش أو الأمن أو الجيش الشعبي وفرق الشبيحة فقد بقوا في دمشق.
امرأة لا تملك مكاناً في اللاذقية
تقول أم محمد أنها لا تملك بيتاً في اللاذقية، لكنها تعرف الكثيرين. ويعرف زوجها الذي يعمل في أحد الفروع الأمنية في دمشق الكثير أيضاً. وهي اليوم ستبيت مع أولادها في غرفة تم تجهيزها لهم. ولا تعرف المدة التي ستبقى فيها. تخشى أم محمد من الانتقام وتخشى على حياة زوجها وولدها. وتقول إن ولدها متطوع في الجيش السوري. وتتمنى أم محمد أن تنتهي هذه الحرب ويعود إليها ولدها وزوجها.
لا توافق خديجة صديقتها أم محمد تشاؤمها. وتؤكد أن هناك طريق واحد للحل في سوريا. وهو الحرب المتواصلة على الإرهابيين، والقضاء عليهم كاملاً.
لقد أتت بالأمس إلى اللاذقية أيضاً لتقيم في منزل عائلتها. ولقد سبقتها أختها وعائلة أخيها إليه. لقد قتل ولدها الكبير في معارك دوما منذ العام الماضي، أما زوجها فهو يخدم في الجيش النظامي.
تريد خديجة أن تنتقم لدماء ولدها. وتريد أن يتم محاسبة كل المجرمين. وتقول أن اسم ولدها تكرر ذكره في التلفزيون الرسمي مرات عدة، وتشعر بالفخر لقاء ذلك. وتؤكد أنها مستعدة للتضحية فداء للوطن. لا تعرف خديجة ماذا يخبئ الغد لها، ولمن تبقى من أولادها. ولا تعرف دائماً أخبار زوجها. وتتمنى أن يعود إليهم في أقرب وقت، بعد انتهاء القصف الغربي على سوريا.
تخشى خديجة من انتقام الجماعات الإسلامية في سوريا. وتقول أنها مع أسرتها وقفوا مع الحكومة وأن الإرهابيين هم من فجروا الوضع وهم من أطلق الكيماوي وهم يرغبون باستقدام القوات الأمريكية.