الشاب التركي " umot" الذي التقيناه في شارع الاستقلال لحظة ضرب الشرطة التركية القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين، يقول : "إن السبب الرئيسي للاعتصام كان رفض بناء السوق التجاري ومعسكر المدفعية، وإزالة الحديقة، وهو مطلب شرعي لنا، لكن همجية تعامل الشرطة مع المتظاهرين حولت الاعتصام إلى قضية رأي عام".
الاحتجاجات في تركيا لها أسبابها، لكنها تختلف عن الثورة السورية بسبب اختلاف الظروف في كلا البلدين. ويرى علي "اسم مستعار"، أن لا مجال للمقارنة بين تركيا وسوريا، بسبب اختلاف طبيعة ونظام كل من الدولتين، لأن النظام في سوريا هو نظام أمني، ولأن المظاهرات فيها لها هدف واحد وهو اسقاط حكم الرئيس الأسد. بينما في تركيا، النظام ديمقراطي والمظاهرات فيها مشروعة، وغايتها ايصال صوت الناس الى المسؤولين وتنبيه الحكومة إلى أخطائها، بحسب تعبيره.
أخبرنا أحد المتظاهرين الأتراك أنه ضد معسكر المدفعية، ولكنه لا يرغب بتغيير النظام وإنما خرج من أجل المطالبة بإصلاحات وتغيير تعامل عناصر الشرطة مع المتظاهرين، ومن أجل المطالبة بمزيد من الديموقراطية، معبرا عن خوفه من تحول النظام الحالي إلى نظام ديكتاتوري.
ويقول الناشط السوري عقبة: "قام السوريون بالثورة لعدم وجود عدالة اجتماعية، هناك ظلم ودولة طائفية ولا يوجد دولة قانون، وليس هناك احترام للإنسان وحقوقه".
ربما تختلف أسباب الغضب الشعبي والاحتجاجات بين تركيا وسوريا وربما تختلف طبيعة الشعوب والحكام، ولكن يبقى العنف المتسخدم ضد المحتجين هو الثمة المشتركة في كلا الحالتين.