عالجنة مباشر عالجنة مباشر .... اقطع كرت هوون .. عالمعبر عالموت .... من الجامعة عالموت.
هذه العبارات التي ينادي بها سائقو السرافيس التي تنطلق من ساحة الجامعة الكائنة وسط المدينة ، على الركاب الراغبين بالذهاب لمعبر كراج الحجز. سرفيس الجنة يوصل ركابه الى المعبر الذي يعبره الآلاف ويقنص فيه العشرات في كل يوم.
الركاب يخاطرون بحياتهم لشراء المواد الغذائية و الخضار من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، بعد مرور اكثر من ثلاثة اسابيع على حصار المدينة .
اعتاد "أحمد" على قطع المعبر عدة مرات في اليوم الواحد منذ أن بدأ الحصار ليس لشراء الطعام فحسب، إنما لكسب قوته اليومي ايضاً.
" أول يومين كنت أذهب لشراء الطعام لأهلي، ولكني الآن أحضر معي كميات أكبر من الخضار وأبيعها بسعر أغلى في مناطق النظام"، ويعبر أحمد عن خوفه من قناص النظام على الطريق وعن الرعب الذي يعتريه عندما يرى الأشخاص المقنوصين ممددين على الأرض أمامه، دون أن يقدر أحد على اسعافهم.
يؤكد أحمد أن مشكلته لا تقتصر على الهروب من قناص النظام بشكل يومي، بل إن عناصر الجيش الحر المتواجدين على حاجز بستان القصر يضايقوه أيضا. ويقول: " صاروا يتهمونني بالخيانة و إطعام الشبيحة.. وأنا بطنش وبمشي منين بدنا نلاقيها بس ".
قليل من العائدين يستقلون سرفيس الجنة اياباً بينما يعتمد المئات منهم على "السوزوكيات" التي تحمل الناس و غنائم المخاطرة في طريق العودة الى بيوتهم، ليعودوا في اليوم التالي ويستقلوا سرفيسا قد يأخذهم إلى الموت فعليا .