غسان مفلح | شائك الحديث عن التمثيل السياسي للثورة. قبل أن اتحدث عن الائتلاف لابد من الحديث عن المجلس باعتباري كنت منذ لحظة تأسيسه، وعضوا فيه. استطاع المجلس منذ البداية أن يقاوم التفاصيل الأمريكية وغير الأمريكية، لهذا تمت محاولة تشكيل الائتلاف، وقبل ذلك كانت غاية المجلس في الحقية، قبل أن تنخرط قوى ورموز المعارضة التقليدية في المجلس ويحدث التفاف سوري معارض- دولي( من مجموعة أصدقاء سورية ومما يسمى تشكيلة المكتب التنفيذي وما تمثله في المعارضة التقليدية) غايتنا العمل من أجل جلب دعم دولي لحماية المدنيين، وهذا ما تم خلطه مع موضوعة التدخل العسكري، هنا حدث الالتفاف على المجلس من الدول والقوى التي ذكرت، لأن هذه الدول ليست لا تريد التدخل الدولي لحماية المدنيين وحسب بل أيضا لاتريد لأي تمثيل سياسي ان يطالبها رسميا بذلك ويصر عليه، لهذا ازعجها كثيرا ان يخرج قسم من التظاهرات ويقول المجلس الوطني يمثلني، لأنني ازعم أن الشعب المتظاهر كان يريد تدخلا دوليا لحمايته.. على عكس ما رآه جماعة المكتب التنفيذي للمجلس أنه شرعية لهم وليس لبرنامج سياسي، وعلى عكس ما أشيع من أن المجلس طالب بالتدخل العسكري، المجلس لم يطالب رسميا ولا غير رسمي بتدخل دولي، وأصبحنا أقلية في المجلس.
جاء الائتلاف ليكرس الخط الأمريكي في التعاطي مع الثورة السورية( إما السورنة أو سلطة سوداء عميقة) سبق وأن عرضته في عدة كتابات لي وعرضه غيري..وما وصلنا له في الحقيقة هو تكريس الخط الامريكي في التعاطي مع الثورة السورية وتقوده اقليميا السعودية الآن.
الائتلاف هو إما لتزمين الثورة وبالتالي استنقاعها أو لتسويق نظاما بسلطة سوداء عميقة كمحصلة نهائية (لا مانع من بقاء الاسد- أمريكيا والاهم إسرائيليا مكافأة- فترة بعد ان ينسحب عسكره لثكناتهم) سلطة سوداء عميقة بشق شكلاني ديمقراطيا وشق عسكرتاري استخباراتي خلف اللوحة- تركيا قبل اردوغان ومبارك قبل الاطاحة به أو مصر الآن، كما يعد لها إن استطاعوا...كان المجلس الوطني وفق تركيبته يعيق أي قرار لا يخدم الثورة، لكنه عجز عن انتاج مؤسسة تمثل الثورة فعليا،لأسباب موضوعية وذاتية.
الأسباب الموضوعية تتعلق بالموقف الدولي عموما والامريكي خصوصا، أما الاسباب الذاتية فهي تتعلق بعقلية تقف خلف هذا النوع من الاداء السياسي، هذه العقيلة نفسها أو معظمها كانت بالمجلس، وفي قيادته وانتقلت أيضا لقيادة الائتلاف، باستثناء سهير الاتاسي عند لحظة تأسيسه، والان اضيف ميشيل كيلو من خارج المجلس، فماذا فعلوا هؤلاء اثناء وجودهم في قيادة المجلس حتى ينتقلوا لقيادة الائتلاف؟ بمباركة امريكية فرنسية ومع التشكيلية الجديدة اصبحت سعودية، اقصد بعد التوسعة، شخصيات مزمنة كالامراض المزمنة.
هنا لابد لنا من كلمة حول الموقف السعودي، رغم تعاطفه وتضامنه مع الثورة السورية، إلا أن ترجمة هذا التعاطف والدعم أيضا، لايمكن أن يتجرد من الاجندة السياسية، إن النموذج الذي تريده السعودية في الدول العربية، هو نموذج السلطات السوداء العميقة، العسكر والمخابرات خلف الديمقراطية الشكلانية، من هنا سر الدعم السعودي للانقلاب في مصر، بغض النظر عن موضوعة رفض الاداء السياسي لتجربة مرسي واخوان مصر في الحكم، خاصة على الصعيد الاقليمي والدور الايراني والتركي.
الائتلاف الآن على مفترق طرق بين قبول جنيف2 سعوديا- أمريكيا ودون أن يستطيع فرضه على قوى الداخل السوري، وبين رفض جنيف2 ويكون بهذه الحالة بالنسبة لقيادة الائتلاف سعوديا( كأنك يا ابو زيد ما غزيت). لأنني كما ذكرت أن امريكا تريد قيادة معارضة لينة مطواعة ولا تحرج امريكا. هنا لابد من التذكير أن كل هذه الكوكبة من المعارضة كانت تهاجمنا وتخوننا لأننا طالبنا بالتدخل( عملاء لامريكا نحن) مع ذلك نتمنى لهم النجاح في مسعاهم، من أجل تحقيق أهداف ثورتنا..
*مقالات الرأي لا تعبر بالضرورة عن رأي روزنة وإنما تمثل توجه كاتبها.