اقتحم أكثر من 10 مسلحين ملثمين الأسبوع الماضي منزل الوجيه الاجتماعي أبو معين جمال هنيدي "78 عاماً" في قريته "صما الهنيدات"، اشتبكوا معه بينما كان أعزلاً، ثم اطلقوا النار عليه مما أدى إلى اصابته في كلتا يديه. نقل بعدها إلى المستشفى الوطني لإجراء العلاج اللازم، حالة السيد جمال مستقرة إلا أن إصابته في إحدى يديه بليغة وأدت إلى تهتك كبير بالأنسجة.
من هو جمال هنيدي؟
يعتبر "أبو معين جمال" كما يطلق عليه أبناء محافظة السويداء أحد أهم الوجهاء الاجتماعيين في المحافظة، وهو عمود من اعمدة السلم الأهلي في المحافظة مع جارتها درعا. كان له دور كبير في التدخل لدى جهات الأمن من أجل اطلاق سراح العديد من معتقلي المحافظة، بالإضافة إلى مساهماته المهمة في إيجاد الحلول السلمية لأعمال الخطف المتبادلة بين السويداء ودرعا، كما أنه كان من أول المساهمين في العمل الاغاثي حيث استقبل في بيته أكثر من 30 عائلة وافدة إلى السويداء خاصة من قرى درعا المجاورة.
ما الذي تمثله الحادثة؟
يخبرنا الناشط تميم: "حادثة الاعتداء المسلح على منزل وجيه كجمال هنيدي بهدف اغتياله أو خطفه هي رسالة لكل المحافظة وأصحاب المواقف الوطنية الشجاعة فيها أن لا أحد بمنأى عن يد الشبيحة، النظام ممتعض جدا من العم أبو معين بسبب تقويضه محاولات الشبيحة من الجهتين لإثارة نزاعات مسلحة بين السويداء ودرعا، كما كان موقفه واضحا في رفض اقامة حواجز اللجان الشعبية في قريته". يضيف تميم : "موالو النظام اتهموا فورا العصابات المسلحة من جهة درعا وحملوها مسؤولية الاعتداء. لكنه زعمٌ لا يصدقه معظم أبناء السويداء، إذ أن للعم أبو معين وزنه بين عشائر درعا أيضا، وله أكف بيضاء في التعامل مع جيراننا الحوارنة ".
"أبو سعيد" أحد أفراد العائلة يرى أنها كانت رسالة من مجموعة تابعة للنظام. يتهمها السيد جمال باغتيال شيخ عقل الطائفة الدرزية أحمد الهجري الذي قضى العائم الفائت إثر حادث سير مثير للريبة.
بينما يتهم عضو الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني في السويداء "أبو كريم" عصابات الخطف المتبادل (درعا – السويداء) المحمية من الأجهزة الأمنية، بعد أن تعطل عمل هذه العصابات بفعل جهود أبو معين ووجهاء محافظة درعا.
الدكتور سمير وهو ناشط سياسي يعتبر ان النظام يتقصد إثارة الفوضى والبلبلة، ليدفع بوحدات الجيش الشعبي التي على ما يبدو استكمل بناءها وتدريبها بدعم من عناصر حزب الله والحرس الإيراني بحسب قوله. خاصة وأن اللجان الشعبية والشبيحة الذين اعتمد عليهم النظام خلال العامين الفائتين سببا الكثير من الاحتقان في المحافظة ضد النظام.