شباب الساحل السوري يتهربون من الخدمة الإلزامية

شباب الساحل السوري يتهربون من الخدمة الإلزامية
تحقيقات | 17 يوليو 2013

  أصبح الالتحاق بالجيش انتحاراً حقيقياً في سوريا كما يراه ماهر "اسم مستعار". شاب في الثلاثينيات من عمره من ريف جبلة (مدينة تابعة لمحافظة اللاذقية الساحلية)، كان يعمل في إحدى شركات القطاع  العام في حمص، تخلف عن الخدمة الإلزامية التي  تمتد لعام ونصف، ويعتبر ماهر أن الخدمة الالزامية ستقضي على مستقلبله المهني وحياته، فهو ضد النظام وإن كان غير معجب بكثير من الأمور في الثورة، ولكنه يرفض أن يحمل بندقية في وجه أخيه في الوطن، ولن يقبل أن يأتي جثة لوالدته ويقال لها "قتله المتشددون التكفيريون!!".


أؤيده لكنني غير مستعد للموت
أما أحمد "اسم مستعار" شاب من محافظة طرطوس الساحلية، فرغم مواظبته على المشاركة في المسيرات المؤيدة للنظام الحالي ونشاطه الفيسبوكي المؤيد له، لم يقبل التطوع في الجيش ويضيف قائلاً: "أؤيد النظام وأحب القائد والوطن ولكنني غير مستعد للموت في سبيل أحد".


الفقير يُحرم حتى قبره!!
 أما من لا حول له ولا قوة مثل علي "اسم مستعار"، شاب فقير من ريف مدينة جبلة "مدينة تابعة لمحافظة اللاذقية"،  فقد طُلِب بعد عام ونصف على بدء الثورة للالتحاق بالجيش لكنه توارى عن الأنظار هارباً من الخدمة العسكرية، ويؤكد علي بأنه  لو كانت المعركة ضد إسرائيل لما تردد في الذهاب ولكنها معركة ضد السوريين!! . وأردف قائلاً "حتى جثتي لن تصل لأهلي، فالمجند غير المدعوم أو من لا ظهر له لا أحد يهتم بوصول جثته لأهله أو إقامة تشييع له، فالفقير يحرم حتى القبر".
 تقول عليا "اسم مستعار " باستنكار : "لم نسمع بشهيد من القرداحة أو بستان الباشا، فهم لا يشاركون بالعمليات القتالية، فقط أبناؤنا من يموتون، هل الفقر ما يسمح لهم بهذا؟؟؟ هل للموت مقامات أيضاً؟؟"


قطّاع طرق بصفة رسمية
رائد (اسم مستعار)، عسكري في الجيش تم الاحتفاظ به،  فخلال الأحداث تمّ الاحتفاظ بالكثير من مجندي الخدمة الإلزامية ولم يتم تسريحهم حتى الآن، بعضهم تجاوز الثلاث سنوات في الخدمة العسكرية، منهم دون إجازات والبعض الآخر بإجازات قصيرة لا تتجاوز اليومين.
" ليس جيش الدفاع الوطني واللجان الشعبية أكثر من قطاع طرق أعطوا غطاءً رسمي ليمارسوا السرقة والقتل".
أسس النظام السوري جيشاً سمّاه جيش الدفاع الوطني، وذلك بعد أن قام بتنظيم اللجان الشعبية التي كانت فيما مضى تسمى "لجان الشبيحة". تدفع الحكومة السورية رواتب مقبولة نسبياً لمتطوعي جيش الدفاع الوطني مقارنة بما تدفعه كرواتب لمن ينفذ خدمته الإلزامية، كما أن النظام عرض مكافأة قدرها خمسون ألف ليرة سورية لمن يتطوع من تلقاء ذاته او لمن هو بحكم الوحيد.
يقول سامر "اسم مستعار" : "إن تطوعت في جيش الدفاع الوطني فلا شيء يمنع النظام من اقتيادك للجيش النظامي إن أراد وضع  اسمك في قوائم الاحتياط".
إن امتناع الكثير من الشباب المعارض عن الخدمة في الجيش النظامي أمر نفهمه ونعرف الدوافع وراءه، أما  تخلف الموالين فهو أمر يثير الفضول، فإذا كانوا على حقّ لم لا يقاتلون في صفوف نظامهم ويدافعون عنه؟ أم أنهم يرونها معركة خاسرةً لا نفع من خسارة الروح في سبيلها، وإن كانت سوريا هي ما سيدافعون عنها؟؟


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق