نفذ المهندسون الأحرار وقفة احتجاجية في مبنى نقابة المهندسين في السويداء احتجاجاً على اعتقال زميلهم المهندس أكثم أبو الحسن الذي اوقف منذ عشرة أيام تقريبا على الحدود السورية اللبنانية، مؤكدين على استمرار اعتصامهم حتى الافراج عن زميلهم ومعرفة ظروف اعتقاله. وهذه هي حالة الاعتقال الثانية للمهندس أكثم أبو الحسن فيما يعتبر الاعتصام النقابي الحالي السادس من نوعه منذ بدء الثورة السورية.
السويداء التي تميزت بحراك نخبوي خلال الثورة السورية توصف أنها بركان خامد، أبناء المحافظة وفي الأشهر الأخيرة يميلون إلى التململ ازاء ما يجري في سوريا، فالدعاية المضادة والتصرفات المسيئة لما يعتبرها هؤلاء مبادئ الثورة السورية تثير قلقهم بقدر ما يثير حنقهم عنف النظام المنفلت من كل النظم الاخلاقية.
يقول أحد المهندسين المعتصمين :"جربناهم عام 2001 وسقط 42 شهيد، طوق بشار الأسد السويداء بالجيش وأنزل مدرعاته ودباباته إلى الشوارع، كانت هذه الذكرى حاضرة في أذهاننا منذ سقوط أول شهيدين للثورة السورية في درعا"، ويتابع: "لم يستطع الحراك النخبوي في المحافظة بداية الثورة التأثير في الشارع بالقدر المطلوب، كان واضحا أن الشارع العام سينأى بنفسه عن الانخراط الحقيقي في الثورة على النمط العنفي الذي افتعله النظام في محافظات أخرى.على المستوى الشعبي السويداء بدت أنها غير راغبة في دفع الضريبة. نحن اليوم نقوم بأضعف الإيمان، نمارس حقوقنا الشرعية والنقابية للمطالبة بزملائنا المغيبين قسرا وتوجيه رسالة للنظام أن في السويداء من يرفض الممارسات المنتهكة لحقوق الانسان".
استقبلت السويداء في الشهر الماضي جثمانين لشابين قضيا تحت التعذيب في أقبية المخابرات السورية، ويعتقد بعض النشطاء أن لا امتيازات لمعتقلي السويداء في فروع الأمن، خاصة بعد أن ردت الرموز الاجتماعية والدينية بالرفض القاطع على طلب اللبناني سمير القنطار الذي جاءها منذ شهرين مدفوعاً من حزب الله طالبا من قيادتها الدينية الإفتاء لشباب السويداء ضرورة المشاركة في قمع الثورة في المحافظات الأخرى. و الأخبار تقول أن مهندسي السويداء سيعلنون تحول وقفتهم الاحتجاجية التي ابتدأت يوم الاثنين إلى اعتصام مفتوح مطالبين بالحرية لزميلهم المعتقل ومعتقلي سوريا.