وفاء " اسم مستعار" زوجة ضابط في جيش النظام السوري تقول في حديثها لروزنة أنها لن تقبض أي راتب تقاعدي أو معونة في حال قتل زوجها ولم تتعرف على جثته.
إذا لم تتعرف الأسرة على جثة ابنها العسكري في الجيش النظامي، فلن تحصل على أية تعويضات من الدولة.
تاريخ يعيد نفسه..
تقول السيدة فرح "اسم مستعار" إن والدتها ترملت وهي في ريعان الشباب، وقد كان زوجها يقاتل جماعات الإخوان المسلمين في الثمانينات، حينها اضطرت والدتها للخدمة في المنازل لتؤمن لقمة العيش لأبنائها، ولم تتمكن العائلة من قبض تعويض مالي، أو الحصول على راتب الزوج الذي تعتبره الجهات الرسمية "شهيدا" إلا بعد مرور ثلاث سنوات.
تبلغ فرح من العمر اليوم 23 عاماً، أمٌ لطفلة واحدة خسرت زوجها وهو يقاتل "المسلحين" على حد قولها. وهي الأخرى ماتزال تنتظر إعالة الجيش لها ولطفلتها، ولكن مامن أمل يلوح في الأفق وما من اهتمام من قبل هذا النظام بقتلاه، فهو يطلق عليهم تسمية شهيد ويتركهم للذكرى ويستفيد منهم في أجنداته الإعلامية بحسب فرح.
في الجانب الآخر "شهداء الثورة" ..
"من قال لهم أننا مستعدون للخسارة؟ لم نحضر نفسنا للموت بعد!!" قالت ذلك والدة أحد الشباب عندما تحدثت عن ابنها "الشهيد"، كانت على موعد مع تخرج ابنها من الجامعة ونيله لشهادة الهندسة، وزواجه من الفتاة التي اختارت له، وجدته نال شهادة من نوع آخر بحسب تعبيرها.
وعلى خلاف من يطلق عليهم النظام السوري "شهداء الجيش" فلا توجد مؤسسة رسمية ترعى أهالي أو أطفال "شهداء" المعارضة، ولا تعويضات أو مساعدات لأهلهم وأطفالهم وتختلف المسموحات والممنوعات فيسمح في حالات خاصة جداً بإقامة عزاء لمن قضى تحت التعذيب ويمنع أهالي من قضوا في القتال مع الجيش الحر أو كتائب المعارضة من مجرد ذكر الخبر أمام الآخرين.
لا يحصل "الشهيد" هنا إلا على الاسم الذي يتاجر به الجميع كما قال والد أحد "شهداء" الجيش الحر الذي وصف المعارضة بأنها تعتاش على دماء ولده، وبأنهم كعائلة لم يتلقوا أية مساعدة من القوى السياسية المعارضة، ويضيف الوالد الحزين، بأنه لولا معونة بعض المنظمات التي تعمل بشكل شبه سرّي، لكانوا ماتوا من الجوع.
يحظى بعض "الشهداء" بجنازات فاخرة تخرج فيها سيارات وزهور تكلل النعوش، بينما يمنع البعض الآخر حتى من ذكر اسمهم أو تعليق نعوة لهم، ويجبر أهاليهم وأصدقائهم على دفنهم في حدائق المنازل أو في أرض قريبة.. ويبقى المغمورون من الطرفين "شهداء" ربحوا التسمية فقط..