ارتفع عدد المهاجرين السوريين الوافدين إلى قبرص هذا العام لأكثر من الضعف عن العام السابق، إذ بلغت نسبتهم حتى الآن 53 بالمئة من إجمالي المهاجرين، فيما بلغت نسبتهم العام الفائت 23 بالمئة، وفق أحدث البيانات الصادرة عن دائرة الهجرة القبرصية.
وذكرت صحيفة "فيلينيوز" المحلية القبرصية، أمس الثلاثاء، أنّ واحداً من كل اثنين من المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى قبرص عبر البحر هذا العام هم من السوريين، مقارنة بواحد من كل أربعة العام الفائت.
هذه الأرقام شكّلت حالة جديدة لدى وزارة الداخلية القبرصية، التي تقع ضمن اختصاصها قضية الهجرة الساخنة، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى أنّ العاصمة نيقوسيا، طلبت من المفوضية الأوروبية إعادة تقييم الوضع فيما يتعلق بالوضع الأمني في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن وزير الداخلية القبرصي، كونستانتينوس يوانو، قوله: "الحقيقة أنه لا يمكن إعادة السوريين إلى وطنهم بسبب الوضع المتفجر السائد في بلادهم".
ولفت يوانو أنه في حال اعتبار بعض المناطق في سوريا آمنة، سيتم فتح الطريق لعودة المهاجرين غير الشرعيين إلى سوريا.
وستطلب قبرص من بروكسل، أن تقوم الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل "فرونتكس" بدور نشط في إدارة الحدود لتقليل عدد الوافدين غير الشرعيين عن طريق البحر القادمين من سوريا ولبنان، وفق وزير الداخلية.
اقرأ أيضاً: "هيومن رايتس" تنتقد قبرص.. سوريا غير آمنة لإعادة اللاجئين

كذلك سجلت قبرص أعداداً متزايدة من اللاجئين غير الشرعيين من لبنان أيضاً، في ظل القصف المتبادل بين إسرائيل و"حزب الله" في الجنوب، الذي أدى إلى نزوح أكثر من 20 ألف، وفق تقارير أممية.
وحذّر وزير الداخلية، أنّ هذا يجعل قبرص غير قادرة على خدمة الأشخاص الذين هم بحاجة حقيقية.
وأواخر شهر تشرين الأول الفائت، وصلت سبعة قوارب إلى جزيرة قبرص انطلاقاً من سواحل لبنان، على متنها أكثر من 450 شخصاً، جميعهم من السوريين، وفق السلطات القبرصية، التي أعلنت عن دخولها في حالة تأهب، بسبب الأوضاع المتوترة في الشرق الأوسط.
وكان وزير الداخلية "يوانو" طالب "الاتحاد الأوروبي" منتصف أيلول الماضي، بإعادة تقييم ما إذا كانت سوريا آمنة للعودة حتى يمكن ترحيل طالبي اللجوء إليها أو إعادتهم إليها.
وأكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أنّ سوريا لا تزال غير آمنة لعودة اللاجئين، منتقدة مطالبات قبرص بإعادة تقييم ما إذا كانت سوريا آمنة لترحيل طالبي اللجوء أو إعادتهم إليها، واصفة تلك المطالبات بأنها "خطيرة وغير واقعية".
وحذّرت الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في أيلول، من تدهور الوضع الأمني في سوريا، مؤكدة أن "الظروف في سوريا تمنعها من تعزيز أو تسهيل عودة اللاجئين".
وأعربت الأمم المتحدة، في الـ 11 من شهر آب الماضي، عن قلقها حول ترحيل أكثر من مئة سوري إلى بلدهم، كانوا في قبرص ومنها رحلوا إلى لبنان.
وشهدت قبرص مطلع أيلول الماضي، مظاهرة مكونة من 300 شخص، اعتدوا على محال تجارية يديرها جاليات عربية وأجنبية، تحت شعار "اللاجئون غير مرحب بهم".
الكلمات المفتاحية