آخرهم أم سورية.. ناشطون: محتالون يستغلون ذوي المفقودين المهاجرين

تعرضت أم سورية لعملية احتيال من قبل شخص زعم أنه يعرف مكان ابنها المفقود منذ فترة، خلال رحلة الهجرة بطريقة غير شرعية إلى الدول الأوروبية، وسط تحذيرات ناشطين من عمليات نصب مماثلة.

ونشرت صفحة "الإنقاذ الموحد" على فيسبوك مقطع فيديو وضحت من خلاله ما تعرضت له السيدة السورية، والذي تضمن مقطعاً صوتياً لها وهي تناشدهم في المساعدة للوصول إلى ابنها المفقود منذ 10 أشهر بالقرب من نهر إيفروس.

وروت الأم تفاصيل عملية النصب التي تعرضت لها، عبر أحد الأشخاص المجهولين، حيث ادّعى أنه يعرف مكان ابنها في أحد السجون اليونانية، طالباً مبلغاً من المال لمساعدة ابنها.

وكشفت الأم أن الشخص "المحتال" ادّعى معرفته بوجود ابنها في سجن لاريسا باليونان، وطلب مبلغاً قدره 150 يورو ليسلمه عن طريق وسيط لابنها داخل السجن، وبعد تحويل المبلغ إلى "الوسيط المفترض" في تركيا وحصوله عليه، اختفى.

اقرأ أيضاً: بظروف غامضة!.. مهاجران سوريان يفقدان حياتهما في الغابات الأوروبية

وذكر إيهاب الراوي، وهو القائم على صفحة "الإنقاذ الموحد" خلال مقطع الفيديو، أنه تواصل مع الحسابات التي أعطته إياها الأم للمحتال، ولكنه لم يحصل على رد.

وحذّر الأهالي وذوي المفقودين من الوقوع ضحايا للمحتالين مشدداً على ضرورة الانتباه من أنهم يبحثون عن ضحاياهم عبر منشورات الأهالي وإذاعات البحث التي يطلقونها، مطالباً الأهالي بعدم الوثوق في الأشخاص المجهولين، وعدم إرسال أية مبالغ مالية لأي سبب كان.

وأشار الراوي إلى تكرار عمليات النصب والاحتيال بشكل كبير عبر استغلال العائلات التي تبحث عن أبنائها المفقودين أثناء رحلة اللجوء.

وفي إحصائية صادرة عن "مهاجرون مفقودون" بلغ عدد المفقودين في الأراضي الأوروبية وصل إلى 1070 شخصاً، منذ عام 2014 وحتى 2023، حيث سجل عام 2023 وحده 127 مفقوداً.

وسجل المشروع فقدان 28196 شخصاً في البحر المتوسط منذ عام 2014، بينهم 2447 في عام 2023، وبذلك يكون عدد المفقودين في البحر المتوسط من المهاجرين هو أعلى رقم يسجله المشروع للمناطق التي يوثق فيها فقدان مهاجرين.

وخلال السنوات الماضية، فقد مئات السوريين حياتهم في رحلة اللجوء بطرق غير شرعية إلى أوروبا، في حوادث متفرقة، منها الموت تعباً أو مرضاً، أو عبر غرق المراكب، كحادثة مركب الموت الذي انطلق من لبنان العام الماضي، ومركب انطلق من ميناء طبرق في ليبيا هذا العام، وتسبب بوفاة أكثر من 120 سورياً.