بموافقات أمنية.. تحقيق صحافي: 600 عائلة فقط عادت لمخيم اليرموك

بموافقات أمنية.. تحقيق صحافي: 600 عائلة فقط عادت لمخيم اليرموك
سياسي | 13 نوفمبر 2023 | نور الدين الإسماعيل

كشف تحقيق صحافي أن عدد العائلات التي حصلت على موافقات أمنية من قبل الجهات الأمنية التابعة للنظام السوري، للعودة إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق حتى الآن لا يتعدى 1650 عائلة من أصل أكثر من 6 آلاف طلب، وعادت بشكل فعلي 600 عائلة فقط.


وأشار التحقيق الذي نشرته صحيفة "المجلة"، أمس، نقلاً عن مصدر أمني، رفض الكشف عن اسمه، إلى أن عدد العائلات التي عادت بالفعل إلى منازلها المخيم، لا يتجاوز بشكل فعلي 600 عائلة.

وأضاف المصدر إلى أن هناك شروطاً قاسية وضعتها محافظة دمشق على عودة النازحين إلى المخيم، ربما تكون سبباً في ضعف العودة. إضافة إلى أن قسماً كبيراً من سكان المخيم، لجؤوا إلى دول غربية وعربية.

اقرأ أيضاً: لماذا يرفض النظام عودة أهالي مخيم اليرموك لمنازلهم؟

"لن يعود كما كان"

رجح المصدر الذي تحدث للمجلة عدم عودة معظم الشباب الذين هاجروا خارج سوريا، مضيفاً: "لا أتصور أن هؤلاء سيعودون في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة في البلاد (...) تركوا مفاتيح منازلهم في فلسطين وأوراق ملكية الأراضي عند كبار السن هنا".

ونقلت عن مصدر آخر قوله: "قد يعود كثير من العائلات مع مرور الوقت، وقد تعود الخدمات، ولكن أعتقد ومثلي كثيرون، أن المخيم لن يعود بوصفه أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في الخارج، وعاصمة الشتات الفلسطيني، ورمزا لحق العودة. حتى اسمه جرى تغييره رسميا وشطبت منه كلمة مخيم، فأصبح شارع اليرموك وشارع فلسطين".

وتساءل مصدر غيره عن أسباب عدم عودة الخدمات للمخيم بعد سيطرة قوات النظام السوري عليه قبل 5 سنوات، على غرار ما حدث في الغوطتين وبعض مناطق جنوب دمشق: "لماذا هذا الإهمال الحكومي للمخيم؟ (...) حتماً وراء الأكمة ما وراءها".



عاصمة الشتات الفلسطيني

عرف المخيم في أوساط الفلسطينيين بأنه عاصمة الشتات الفلسطيني، لأنه يضم 36 في المئة من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، البالغ عددهم قبل الحرب 564.691 لاجئــاً وفق ما ذكرته "الأونروا" في إحصائيـة أصدرتها في 4 تشـرين الثانـي 2013.

وتشير "الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية" إلى أن مخيم اليرموك تأسس عند نقل اللاجئين الفلسطينيين سنة 1954-1955 من المساجد والمدارس والمستشفيات في دمشق، إلى تجمع سكاني جديد، والذي عرف لاحقاً بمخيم اليرموك.

اقرأ أيضاً: القانون رقم 10 يثير جدلاً بين مصادرة الأملاك وإعادة الإعمار

وتذكر الموسوعة أن "الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب في سوريا" استأجرت في عام 1954-1955 قطعة أرض، تبلغ مساحتها 2,1 كيلومتر مربع، ويملكها آل الحكيم والمهايني، وتتبع عقارياً منطقة شاغور– بساتين في مدينة دمشق، أصبحت في وقت لاحق تحمل اسم "مخيم اليرموك".

ونقلت عن الكاتب الفلسطيني علي بدوان، أن الحاج أمين الحسيني هو من أطلق التسمية على المخيم خلال زيارته للمنطقة في صيف عام 1954.

مراحل السيطرة

بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، بدأ مخيم اليرموك مرحلة جديدة، انتهت لاحقاً بتدمير الحي وتهجير أهله.

ووفق تحقيق المجلة، بعد عام 2012 دخلت إلى المخيم فصائل من المعارضـة السورية المسـلحة والتي كانت تتخذ من منطقة الحجر الأسود مقراً لها، إضافة إلى تشكيل فصائل مسلحة داخله، بينما حاصرت قوات النظام السوري والفصائل الفلسطينية الموالية لها المخيم.

شددت قوات النظام حصار المخيم ومنعت دخول المواد الغذائية والوقود إليه، بالتزامن مع تكثيف عمليات القصف الجوي التي تستهدف المخيم، بحسب التحقيق.



وفي عام 2015 اندلعت اشتباكات بين الفصائل العسكرية التابعة لـ"الجيش الحر" في مخيم اليرموك و"تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش)، والتي انتهت بسيطرة التنظيم على 70 في المئة من مساحة المخيم.

السيطرة على المخيم

شنت قوات النظام السوري عملية عسكرية موسعة على المخيم عام 2018، مصحوبة بقصف جوي مكثف، انتهت بالسيطرة عليه بعد تدمير 60 في المئة من المخيم، "دماراً هائلاً"، وفق تحقيق "المجلة".

وفي تشرين الأول من عام 2020، ووضع النظام السوري ثلاثة شروط لعودة سكان المخيم، هي: "أن يكون البناء سليماً"، و"إثبات المالك ملكية المنزل العائد إليه"، و"حصول المالكين على الموافقات الأمنية اللازمة للعودة إلى منازلهم".

وأكد التحقيق أن وضع الدمار في المخيم لم يتغير كثيراً، بعد مرور أكثر من 5 سنوات على السيطرة عليه من قبل قوات النظام، إضافة إلى عدم "وجود أي مؤشرات على عودة الأهالي إليها أو أي أعمال لجهات حكومية لإعادة خدمات أساسية إليها، مع حركة ضعيفة للسيارات والمارة".

وتشير تقارير صحافية إلى أن عدد سكان المخيم وصل ما بين 500 و600 ألف نسمة، بينهم أكثر من 160 ألف لاجئ فلسطيني، والذي عرف عنه بأنه أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في كل من سوريا ولبنان والأردن، "ورمزاً لحق العودة"

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق