"دورتي مو عيب".. حملة لمناصرة النساء وكسر خطاب الكراهية

خطاب الكراهية الموجه للنساء بسبب الدورة الشهرية في فترة الزلزال - روزنة
خطاب الكراهية الموجه للنساء بسبب الدورة الشهرية في فترة الزلزال - روزنة

نساء | 27 أكتوبر 2023 | روزنة

كشف زلزال السادس من شباط الذي ضرب سوريا وتركيا، عن خطاب كراهية مباشر توجه إلى النساء، وكان على ما يبدو يختفي ضمن جدران المنازل، " وهو الوصمة والكراهية التي تعاني منها بعض النساء خلال فترة الدورة الشهرية" الحيض".


ومناصرةً لقضايا النساء ومحاولة لزيادة التوعية المجتمعية، أطلقت مؤسسة مَوج التنموية، حملة " دورتي موعيب" لمناصرة النساء اللواتي تعرضن لخطاب كراهية وهنّ بفترة الدورة الشهرية أثناء الزلزال، عبر صفحتها على فيسبوك " ضمة وردية".

الضرورات تبيح المحظورات

امتنعت ومُنعت الكثير من النساء الدخول إلى الأماكن الدينية للاحتماء والإيواء، خلال فترة الزلزال بسوريا، إيماناً باعتقاد متوارث من بعض الأسر السورية أنّ الدخول إلى الأماكن الدينية بفترة الحيض "الدورة الشهرية" حرام وممنوع، لذلك تعرضت الكثير من حياة النساء للخطر.

وأثبتت مَوج من خلال حملتها وعلى لسان أهل الخبرة  أن " الضرورات تبيح المحظورات"، وهذا ما أشار إليه مفتي مدينة النبك محمد ياسر حافظ،  قائلاً:  "يحق للمرأة الحائض أن تدخل المسجد أثناء الكوارث للاحتماء والإيواء".

وأكّد الأب مارون توما قائلاً إنّ "الدورة الشهرية تعتبر علامة الخصب التي تؤدي للحمل، ولا تمنع المرأة من الدخول للكنيسة أثناء الدورة سواء بفترة الكوارث أو غيرها".

هل يعرف الرجال آلام النساء خلال الدورة الشهرية؟



أهداف الحملة: التوعية بخطاب الكراهية

منسقة الحملة رنيم خلوف، مديرة الإعلام والتواصل بمَوج، تحدثت عن أهداف الحملة قائلة لراديو روزنة إنّ "الهدف الرئيسي هو التوعية بخطاب الكراهية الذي توجه ومازال يتوجه للنساء بفترة الدورة الشهرية، وذلك  بالاعتماد على الحقائق العلمية والقانونية والدينية للتخلص من هذا الخطاب، ولاسيما وأن بعض المجتمعات ما تزال تمنع النساء من الاحتماء بالمساجد والكنائس أثناء الكوارث والزلازل على اعتبار أنها (نجسة) وغير طاهرة".

وتشير رنيم إلى أن "بعض النساء لا زلن يُمنعن من الطبخ خلال فترة الحيض وغيرها من الموروثات الشعبية التي ما تزال موجودة في مجتمعاتنا وتعاني منها النساء".

الصحفية غرام زينو، المشاركة في إعداد الحملة لفتت إلى وجود صعوبة في جمع المعلومات من نساء تعرّضن لخطاب الكراهية في الدورة الشهرية، لأنهنّ يخشين الحديث عنها ويشعرن بالحرج عند الجواب، وفق قولها.

وأضافت: "هناك نساء رفضن ذكر أسمائهن حرصاً على الخصوصية وخوفاً من تعرضهن لخطاب كراهية جديد لمجرد حديثهن عن الدورة الشهرية". 

رفض الأمومة!

لا يقتصر تأثير خطاب الكراهية الذي يوجه إلى النساء أثناء فترة "الحيض" الدورة الشهرية، على التأثيرات الصحية فقط، بل يتعداها إلى تأثيرات نفسية قريبة المدى وبعيدة المدى، تبدأ بالاكتئاب وعدم تقدير الذات، ولا تنتهي برفض دور الأمومة المقدّس، حسب الاختصاصية النفسية ميلانة زين الدين.

وقالت ميلانة لمؤسسة "موج": " إن هذا الخطاب قد يصل أحياناً إلى جعل النساء يرفضن دور الأمومة المقدس، إضافة إلى الدونية، الاكتئاب عدم تقدير الذات، والكثير من المشاعر السلبية الأخرى" . 

وعززت الدراما والمناهج التربوية موضوع خطاب الكراهية الذي يتوجه إلى النساء بفترة الدورة الشهرية" الحيض"، سواء بعدم المرور على الموضوع مطلقاً، وترك المجتمع يتحكم بتربية الجيل في هذا السياق، أو بالمرور عليه بطرق غير مدروسة، وهذا ما تسعى الحملة أيضاً إلى توضيحه والتوعية به.

ربما يحتاج موضوع التوعية بخطاب الكراهية الذي يتوجه إلى النساء بفترة الدورة الشهرية، لسنوات حتى يظهر أثره، لكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة. 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق