حذرت منظمة "الصحة العالمية" من تفشي مرض الكوليرا في 31 دولة، بينها سوريا، معتبرةً أن المرض يهدد أكثر من مليار شخص، حيث كان ينبغي هزيمة هذا المرض منذ زمن طويل، "ولكنه في الواقع آخذ في النمو".
وقال مدير عام منظمة "الصحة العالمية"، تيدروس غيبريسوس، إن أكثر حالات تفشي المرض إثارة للقلق في الوقت الحالي، هي في بوروندي والكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وتنزانيا والسودان وسوريا وزيمبابوي.
اقرأ أيضاً: الصرف الصحي المكشوف.. مشكلة مهملة في مخيم "الإخاء" بإدلب

وأضاف غيبريسوس في الجلسة الإعلامية للدول الأعضاء في مجلس الأمن بشأن الطوارئ الصحية، إن الأكثر تضرراً هي المجتمعات التي لا تستطيع الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي الأساسية.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن الصراعات والأزمات الإنسانية أدت إلى زيادة ضعف هذه المجتمعات، مضيفاً: "تضاعفت حالات الكوليرا المبلغ عنها في الفترة من 2021 إلى 2022، وسيكون هذا العام أسوأ".
أكثر من عام على انتشار المرض
قبل ما يزيد عن عام، بدأ مرض الكوليرا بالانتشار بشكل واسع في مختلف محافظات سوريا، حيث أعلنت الحالات الأولى للإصابة مطلع أيلول 2022.
خلال تلك الفترة، لم يصدر النظام السوري إحصائيات دقيقة لأعداد الإصابة في المناطق التي يسيطر عليها، لتبقى الأعداد مجهولة في ظل تعتيم حكومي على المرض، وهو ما يزيد من خطورة الوضع الصحي.
وفي شمالي شرقي سوريا، وصل عدد الوفيات إلى 29 حالة، بعد شهرين من الإعلان عن انتشار المرض في المنطقة، بحسب ما وثقته "شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة"، وتركزت غالبية الحالات في ريف دير الزور الشرقي، مترافقة مع مسير نهر الفرات.
قد يهمّك: الترصد الوبائي: ارتفاع حالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا شرقي سوريا

وأشارت الإحصاءات الواردة إلى أن النسبة الأكبر من الإصابات هي في المناطق المحاذية لنهر الفرات، وبحسب مصادر طبية فإن ارتفاع عدد الإصابات ناتج عن انخفاض منسوب مياه النهر، حيث تحول النهر إلى مستنقعات مائية راكدة، كوّنت بيئة حاضنة للفيروس، في الوقت الذي يستخدمه الأهالي في المنطقة لري محاصيلهم الزراعية وسقاية مواشيهم.
الكوليرا في شمالي غربي سوريا
بحسب "شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة" فقد وصل عدد حالات الإصابة بالكوليرا في شمالي غربي سوريا إلى 1108 حالات، منذ بدأ التوثيق، في أيلول من عام 2022.
وذكرت الشبكة في إحصائيتها الأخيرة الصادرة في 16 تشرين الأول الجاري، أن العدد الإجمالي للوفيات بلغ 24 حالة.
ووفق الإحصائية فإن النسبة الأكبر من الإصابات بالمرض تركزت في منطقة حارم بـ947 إصابة، تلتها منطقة إدلب بـ658 حالة، وعفرين بـ578 حالة.
وفي أواخر أيلول من العام الماضي، حذّر رئيس فريق منظمة الصحة العالمية المعني بالكوليرا وأمراض الإسهال الوبائي، فيليب باربوسا، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، من أن الوضع في سوريا ينذر بالخطر، بعد تفشي الكوليرا في 10 محافظات سورية وانتشاره في بقية المناطق، وفق وكالة "نوفوستي" الروسية.
الكلمات المفتاحية