حذّرت قوى الأمن العام اللبناني اللاجئين السوريين من عصابات تستخدم حسابات وهمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تستدرجهم إلى الحدود، بحجة قدرتها على تسفيرهم خارج البلاد، فتخطفهم وتعذّبهم وتطالب بفدية مالية مقابل تركهم.
وذكرت "قوى الأمن الداخلي" في بيان، على الموقع الرسمي، اليوم الأربعاء، أنها أوقفت بتواريخ مختلفة أفراد شبكات وعصابات ينفّذون مثل هذه العمليات، مؤكدة أن تلك الحالات عادت لتظهر مؤخراً.
كيف تعمل تلك العصابات؟
قالت قوى الأمن إن تلك العصابات تستخدم حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وبشكل خاص على "تيك توك"، يعملون على استدراج اللاجئين إلى خارج الحدود، لتجنب توقيفهم من قبل الأمن.
وأوضح البيان، أن العصابات يوهمون اللاجئين أن باستطاعتهم تأمين سفرهم من لبنان إلى دول أوروبية، إما عبر تهريبهم بطريق غير شرعية، أو من خلال تأمين تأشيرات سفر إلى الخارج مقابل بدل مادي.
وتعمل تلك العصابات على اختطاف الضحايا عند وصولهم إلى المناطق الحدودية ومن ثم نقلهم إلى خارج الحدود اللبنانية، واحتجازهم داخل غرف في الأراضي السورية قرب الحدود، حيث يتعرضون للتعذيب بوحشية وتصوير عمليات التعذيب وإرسال الصور والفيديوهات إلى عائلة الشخص المخطوف بهدف الضغط عليهم والإسراع في دفع فدية مالية لقاء تحريرهم، وفق بيان الأمن اللبناني.
اقرأ أيضاً: ارتفاع ضحايا "قارب الموت" اللبناني والعشرات ما زالوا مجهولي الهوية

وشددت قوى الأمن على السوريين عدم الانجرار وراء الحسابات غير الموثوقة والإعلانات الكاذبة التي قد تعرّض حياتهم للخطر، وطالبتهم بالإبلاغ عن مثل هذه الحالات في أقرى مركز تابع لقوى الأمن الداخلي أو عبر رقم الطوارئ 112.
وتوثق مفوضية اللاجئين حتى نهاية عام 2020 حوالي 865 ألف لاجئاً سورياً مسجلاً لديها، فيما تقدر الحكومة اللبنانية عدد اللاجئين السوريين برقم يتجاوز المليون ونصف.
ويسعى سوريون في لبنان إلى الخروج من البلد، بطريقة غير شرعية، وفق تقارير إعلامية، بسبب سوء الأوضاع الأمنية والمعيشية والتضييق على اللاجئين السوريين، في ظل الحديث الدائم عن إعادتهم، ولا سيما في الآونة الأخيرة، فضلاً عن ترحيل العشرات بشكل قسري.
قد يهمك: برّي: لا استطاعة للبنان على تحمل خطورة مسألة النازحين السوريين

وأصدرت 19 منظمة لبنانية ودولية في أيار الفائت، تقريراً طالبت خلاله بوقف ترحيل اللاجئين السوريين، وقالت إنّ الجيش اللبناني رحّل مؤخراً مئات السوريين بموجب إجراءات موجزة إلى بلادهم، حيث يواجهون خطر الاضطهاد أو التعذيب.
وفي أيلول العام الفائت، انطلق قارب هجرة غير شرعي من لبنان، وغرق قبالة سواحل طرطوس، ووصل عدد الضحايا إلى 101 شخص، فيما بلغ عدد الناجين 20 شخصاً (12 سورياً و5 لبنانيين و3 فلسطينيين)، وفق ما صرح مدير عام الموانئ البحرية السورية، سامر قبرصلي.
وقال وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية بسام مولوي، قبل أيام إن "النزوح السوري يهدد ديمغرافية لبنان"، وانتقد تعاطي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في هذا الموضوع وامتناعها عن تسليم قاعدة البيانات الخاصة بالسوريين إلى الأمن العام اللبناني.
الكلمات المفتاحية