خمسة ضحايا، 3 نساء وطفل وطفلة، قضوا خلال يومين في جريمتين منفصلتين بمحافظتي دير الزور وريف دمشق، على يد أحد أفراد العائلة بأداتين حادتين، لأسباب مادية.
الجريمة الأولى حدثت في ناحية المعضمية بريف دمشق، حيث تلقى شخص اتصالاً يفيد بمقتل والدته وطفله البالغ من العمر 5 سنوات، وفق "وزارة الداخلية السورية".
وذكرت الوزارة في بيان مصوّر، أمس الأربعاء، أن الجريمة حدثت بقصد السرقة.
يروي والد الطفل وابن السيدة الضحية ما حدث بأسى: "دخلت إلى المنزل فرأيت والدتي ممددة في المطبخ وابني ممدداً في الغرفة".
وقال مدير منطقة داريا التي تتبع لها المعضمية، إنه وردهم خبر في الـ 19 من الشهر الجاري بوقوع جريمة قتل في مفرق داريا، وعند وصولهم وجدوا سيدة ستينية ممددة وغارقة بدمائها، وكذلك في الغرفة الثانية جثة طفل (خمس سنوات) أيضاً غارقاً بدمائه، توفيا طعناً بأداة حادة.
بعد الجريمة عثر على ورقة في غرفة النوم التي سرق منها المبلغ المالي "دون ذكر كميته"، فيها تهديد كتب عليها: "رح تندموا على كل شيء عملتوا فيني، لسا الخير لقدام".
بعد التحقيقات ألقي القبض على المشتبه به، وتبيّن أنه حفيد السيدة الستينية، "أنكر في البداية على قتل جدته وابن خاله"، وفق البيان، ولاحقاَ اعترف أنه خطط لسرقة منزل جدته لمعرفته بوجود مبلغ مالي كبير.
في البداية دخل لشرب فنجان من القهوة مع جدته، بحسب وزارة الداخلية، وأثناء وجودها في المطبخ أقدم على طعنها، ومن ثم تفاجأ بوجود ابن خاله (5 سنوات) وعندما هرب منه لاحقه و طعنه أيضاً.
اقرأ أيضاً: متهماً عصابة سرقة.. رجل ينهي حياة زوجته في أشرفية صحنايا

في دير الزور "قتل عائلته" أيضاً
وأمس الأربعاء، هزت جريمة مروعة أهالي مدينة العشارة في ريف دير الزور الواقعة في مناطق سيطرة النظام السوري، إذ أقدم شاب على قتل والدته وشقيقته وابنته.
وذكرت شبكة "تواصل" المحلية، نقلاً عن قائد شرطة دير الزور بلال محمود، أنّ شاباًَ يبلغ من العمر 27 عاماً، أقدم على قتل والدته (60 عاماً) وشقيقته (30 عاماً) وطفلته (5 سنوات) بأداة حادة، أمس.
وألقت السلطات المحلية القبض على الفاعل ويجري التحقيق معه، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وذكر موقع "فرات بوست" المحلي، أنّ المتّهم يعاني من اضطرابات نفسية، وقد عاد من ولاية أورفة جنوبي تركيا إلى مدينته العشارة قبل شهر.
وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات مفادها أنّ المتّهم ارتكب الجريمة بسبب خلاف على بيع أرض، فيما لم تعلن وزارة الداخلية بعد أي تفاصيل عن الجريمة.
اقرأ أيضاً: جامعة "الحواش" تعلق الدوام بعد مقتل شاب على يد أحد طلبتها

جرائم أخرى
وحدثت في الآونة الأخيرة العديد من الجرائم في مختلف مناطق سيطرة النظام السوري، إذ أنهى رجل حياة زوجته في بلدة أشرفية صحنايا بريف دمشق، إثر خلافات عائلية نشبت بينهما، بينما حاول إخفاء صلته بالجريمة عبر بعثرة أثاث المنزل واتهام عصابة سرقة، وفق وزارة الداخلية.
كذلك أعلنت وزارة الداخلية في التاسع من الشهر الجاري عن وقوع جريمة قتل في قرية سنيدة بمنطقة سلمية في حماة بحق سيدة خمسينية طعنت بأداة حادة بسبب خلافات عائلية مع أحد أقاربها.
ونشرت صفحات محلية في منتصف آب خبراً عن قتل شاب لزميله بأداة حادة خلال عملهما معاً في معمل قيد الإنشاء على طريق بين حماة وسلمية، بعد شجار نشب بينهما.
وفي ذات الفترة، منتصف آب، أعلنت جامعة الحواش الخاصة في سوريا، تعليق الدوام في كليّاتها بعد مقتل شاب يسكن في بلدة المزينة على يد أحد طلبتها.
وأدت مشاجرة بين مجموعة من الطلبة، لوفاة الشاب مراد على يد أحد طلبة الجامعة، بعد ضربه حتى الموت على رأسه بقطعة طوب، وفق ما تناقلت صفحات ووكالات إخبارية محلية عبر مواقع التواصل.
ظاهرة لم تتوقف
في آذار الماضي، أصدرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، تقريراً في اليوم العالمي للمرأة، ذكرت فيه أن حوادث العنف ضد المرأة القائمة على النوع الاجتماعي والعنف الأسري لم تتوقف خلال سنوات، واتسعت ممارستها بحق النساء النازحات والمتأثرات بالنزاع والأزمات الإنسانية.
ووثق التقرير منذ آذار/ 2022 حتى آذار/ 2023 ما لا يقل عن 16 حادثة عنف ضد المرأة من بينها حالتي قتل طالت النساء بدافع جنساني على يد أسرهن أو شركائهن، معظمها بذريعة "الشرف" أو رفض النساء لتزويجهن قسرياً، أو حالات ناجمة عن عنفٍ من الرجل.
واعتبر التقرير أن هذه الاعتداءات والجرائم انعكاس واضح لمدى هشاشة البنية القانونية والقضائية الناظمة لحقوق المرأة.
واحتلت سوريا المرتبة الثامنة عالمياً بارتكاب الجرائم، من أصل 142 دولة، والمرتبة 135 عالمياً في نسبة الأمان أيضاً من أصل 142 دولة، للعام 2023 وفق موقع "نامبيو" المهتم بتقييم مستوى الأمان والجريمة في العالم.
الكلمات المفتاحية