يتجدد حماس عشاق كرة القدم مع انطلاق منافسات دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا 2023/2024، مساء اليوم الثلاثاء، وغد الأربعاء، حيث تتطلع الأندية المشاركة إلى بداية موفقة في الجولة الأولى من المسابقة.
وتتجه الأنظار نحو ملعب أليانز أرينا في ميونيخ، حيث القمة الأبرز، بين العملاق البافاري بايرن ميونيخ الألماني، وكتيبة الشياطين الحمر مانشستر يونايتد الإنكليزي، في مباراة واعدة بالإثارة.
نهائي مبكر في ميونيخ
عشاق دوري الأبطال القدامى يذكرون نهائي نسخة عام 1999، عندما تواجه مان يونايتد والبايرن في واحدة من أكثر المباريات النهائية للتشامبيونز ليغ إثارة وحماساً، على ملعب الكامب نو في برشلونة الإسبانية.
اقرأ أيضاً: لأول مرة في تاريخه.. مانشستر سيتي يفوز بدوري أبطال أوروبا
مع دخول الوقت بدل الضائع من تلك المباراة كان يظن الجميع أن اللقب يتجه نحو ألمانيا، حيث كان الفريق البافاري متقدماً منذ الدقيقة السادسة بهدف خادع به ماريو باسلر الحارس الدنماركي بيتر شمايكل.
وفي الدقيقة 90 و36 ثانية، ومع تقدم بيتر شمايكل لمساندة لاعبي فريقه في ركلة ركنية احتسبت لهم، ووسط يأس جماهير الشياطين الحمر، سجّل تيدي شيرينغهام هدفاً فجّر مدرجات الملعب بصراخ الجماهير الإنكليزية.
ازداد الحماس والإثارة لأن المباراة ستمتد إلى أوقات إضافية، ولكن كان لأولي سولشاير رأي آخر، حيث استطاع المهاجم النرويجي اقتناص هدف الفوز في الدقيقة 92 و17 ثانية! لم يصدق الألمان ماذا حدث وكيف خطفت منهم الكأس في أقل من دقيقتين!
لن تكون مباراة سهلة!
بعد 24 عاماً يلتقي الفريقان مرة أخرى مساء غد الأربعاء، في أوضاع مختلفة بالنسبة لكلا الناديين، ولكن يبدو حال بايرن ميونيخ أفضل، حيث يتقاسم البافاري صدارة الدوري الألماني مع باير ليفركوزن بثلاث انتصارات وتعادل مثير بينهما قبل أربعة أيام.
أما اليونايتد فيبدو في وضع حرج بعد مرور الجولات الخمس الأولى من الدوري الإنكليزي الممتاز، حيث تعرض الفريق إلى ثلاث هزائم، وفاز في مباراتين، ويحتل المركز الـ 13 في جدول ترتيب البطولة.
ولكن رغم هذا تظل ليالي الأبطال مختلفة عن المسابقات المحلية، وقد يتمكن الشياطين الحمر من كسب المباراة أو التعادل وهذه لن تكون مفاجأة، وحذّر الإنكليزي هاري كين المهاجم الجديد للبايرن من خطورة مان يونايتد.
هاري كين
وقال في تصريحات صحفية: "أدرك أن مانشستر يونايتد يمر بفترة صعبة، لكن في بعض الأحيان مثل هذه الفرق تكون خطيرة لأنها مطالبة بالعودة، وعلينا أن نكون على أهبة الاستعداد لمواجهتهم، ودوري أبطال أوروبا مناسبة استثنائية دائماً، وسأتذكر أول مباراة لي مع بايرن فيها، لذا أتمنى أن تكون إيجابية".
وسبق أن التقى الفريقان في 11 مباراة بدوري أبطال أوروبا، حسم التعادل 5 منها، وتفوق البايرن بـ 4 انتصارات، مقابل فوزين للمان يونايتد، وسجل البافاري 16 هدفاً في شباك اليونايتد، الذي سجل في مرمى الألمان 13 مرة.
وإلى جانب البايرن واليونايتد، تضم المجموعة الأولى أيضاً كلاً من كوبنهاغن الدنماركي، وغلطة سراي التركي، حيث سيتواجهان على ملعب علي سامي ين في إسطنبول، في مباراة تميل فيها الترشيحات للفريق التركي صاحب الأرض ذو التعاقدات القوية هذا الموسم.
عودة "المدفعجية"
تضم المجموعة الثانية وصيف الدوري الإنكليزي نادي آرسنال "المدفعجية"، الذين يعودون للبطولة بعد ستة أعوام من الغياب عنها، وينافسه في المجموعة كل من إشبيلية الإسباني بطل النسخة الماضية من الدوري الأوروبي، وآيندهوفن الهولندي ولانس الفرنسي.
يستضيف آرسنال نادي آيندهوفن على ملعب الإمارات في العاصمة الإنكليزية لندن، في مباراة تبدو نقاطها أقرب للآرسنال، الذي كاد أن يحقق لقب البريمير ليغ الموسم الماضي بقيادة المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا، ونجومه بوكايو ساكا ومارتن أوديغارد ومارتينيلي.
في المقابل يستضيف إشبيلية نادي لانس في إقليم الأندلس جنوبي إسبانيا، وتصب الترشيحات في صالح إشبيلية، ذو الخبرة الأوروبية الكبيرة، عكس لانس، الفريق غير المعروف على الصعيد القاري.
الريال صاحب الرقم القياسي
في المجموعة الثالثة يستضيف النادي الملكي ريال مدريد الإسباني، صاحب الرقم القياسي في تحقيق اللقب (14 مرة)، فريق يونيون برلين الألماني على ملعب سانتياغو بيرنابيو.
ويتطلع متصدر الليغا الإسبانية بالعلامة الكاملة إلى بداية جيدة في مسابقته المفضلة (دوري الأبطال)، وهو قادر على ذلك بقيادة نجومه والوافدين الجدد إلى النادي، وأبرزهم الإنكليزي المتألق جود بيلينغهام، وفي ذات المجموعة يحل بطل الدوري الإيطالي نادي نابولي، ضيفاً ثقيلاً على سبورتنغ براغا البرتغالي.
جود بيلينغهام
وضمن منافسات المجموعة الرابعة يحل إنتر ميلان الإيطالي وصيف النسخة الماضية من دوري الأبطال، والمنتشي بفوز ساحق على غريمه ميلان في الدوري الإيطالي بخماسية، ضيفاً على ريال سوسييداد الإسباني، والذي لن يكون لقمة سائغة، وهو الذي خسر بصعوبة أمام ريال مدريد قبل أيام بهدفين لهدف، بينما يستضيف بنفيكا البرتغالي فريق ريد بول سالزبورغ النمساوي في نفس المجموعة.
مجموعة سادسة نارية
سادس المجموعات هي الأبرز والأقوى، حيث تضم كلاً من باريس سان جيرمان الفرنسي، وميلان الإيطالي الواصل إلى نصف نهائي البطولة الماضية، وبوروسيا دورتموند الألماني، بالإضافة لنيوكاسل يونايتد الإنكليزي العائد إلى المنافسات الأوروبية.
يتوقع المحللون الرياضيون أن تكون مباريات هذه المجموعة هي الأكثر تنافسية في المسابقة، كونها تضم 4 من أبرز الفرق الأوروبية، التي تسعى جميعها للوصول إلى أدوار متقدمة في البطولة، ومن الصعب توقع المتأهلين عن هذه المجموعة الحامية.
ويستضيف ميلان نادي نيوكاسل يونايتد على ملعب سان سيرو، مساء اليوم، في أولى مباريات الجولة الافتتاحية، في مباراة لن تكون سهلة على الطرفين، بينما يستقبل باريس سان جيرمان فريق بوروسيا دورتموند على ملعب حديقة الأمراء، في ظل أوضاع ربما تكون صعبة للنادي الباريسي، الذي رحل عنه نجماه ميسي ونيمار، هذا الصيف.
وبالعودة إلى المجموعة الخامسة فهي تضم كل من فينورد روتردام بطل الدوري الهولندي، الذي سيستضيف سيلتك الاسكتلندي، وفي العاصمة الإيطالية روما يستقبل نادي لاتسيو فريق أتلتيكو مدريد الإسباني.
برشلونة محظوظ هذه المرة
حامل اللقب مانشستر سيتي الإنكليزي، الفائز بجميع مبارياته في البريمير ليغ هذا الموسم، لن تكون مهمته صعبة في المجموعة السابعة، حيث سيستضيف فريق النجم الأحمر الصربي في معقله على أرضية ملعب الاتحاد، في مباراة ربما تشهد مهرجان أهداف للسيتي، بقيادة نجمه المرشح للفوز بالكرة الذهبية النرويجي إيرلينغ هالاند، فيما يحل لايبزيغ الألماني ضيفاً على يونغ بويز السويسري في نفس المجموعة.
أخيراً يبدو أن الحظ ابتسم لبرشلونة الإسباني في قرعة دوري الأبطال هذا الموسم، حيث وقع البلوغرانا في المجموعة الثامنة مع كل من بورتو البرتغالي وشاختار دونيتسك الأوكراني، ورويال أنتويرب البلجيكي، بعدما كان يصطدم ببايرن ميونيخ في السنوات الماضية، وودع من الدور الأول في آخر نسختين.
ومن المتوقع أن يتمكن الفريق الكتلوني من حسم صدارة المجموعة لصالحه، حيث سيستقبل في مباراته الأولى رويال أنتويرب في مهمة سهلة، بينما يواجه بورتو نادي شاختار دونيتسك.
الجدير بالذكر أن النسخة الحالية هي آخر نسخة تلعب بالشكل الحالي، المكون من 8 مجموعات تضم كل واحدة 4 فرق، حيث سيتغير نظام البطولة الموسم القادم، وسيزيد عدد الفرق المشاركة إلى 36 بدلاً من 32.
الكلمات المفتاحية