تتوالى الأنباء القادمة من ليبيا لتكشف حجم الكارثة الطبيعية الناتجة عن الإعصار "دانيال" الذي ضرب شرقي البلاد، قبل يومين، والذي خلّف آلاف الضحايا والمفقودين والذين باتوا بلا مأوى.
وبحسب وكالة "رويترز" فإن أحياء بأكملها انجرفت إلى البحر بعد انهيار السدود في عدة مناطق نتيجة العاصفة، جارفة معها مباني كاملة متعددة الطوابق، من مدينة درنة الساحلية، وكانت العائلات النائمة بداخلها.
اقرأ أيضاً: “طريق دموي” عبر ليبيا…مصائر المهاجرين إلى أوروبا بين “أجنحة الشام” و”جيش حفتر”

وأوضحت الوكالة أن هطول الأمطار الغزيرة تسبب بانهيار السدود في المدينة، وتدفق السيول، مدمرة مساحات شاسعة من مدينة درنة الساحلية.
وقال وزير الطيران المدني في الإدارة التي تدير شرقي ليبيا، هشام أبو شكيوات، في اتصال هاتفي مع "رويترز": "لقد أحصينا حتى الآن أكثر من 5300 قتيل، ومن المرجح أن يرتفع العدد بشكل كبير، وربما يتضاعف لأن عدد المفقودين يصل أيضاً إلى الآلاف".
ووفق المتحدث باسم السلطات الشرقية، طارق خرز، لـ"رويترز" فقد انتشلت فرق الإنقاذ 3200 جثة، "ولم يتم التعرف على هوية 1100 منها بعد".
البحر يلقي بالجثث
نقلت "رويترز" عن الوزير "أبو شكيوات"، قوله إن البحر يلقي عشرات الجثث باستمرار، ما يرفع أعداد الضحايا.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر انتظار عدد من الليبيين على شاطئ البحر في انتظار وصول بعض الجثث التي تحملها الأمواج، وترمي بها إلى الشاطئ.
بحر مدينة درنة يُخرج ضحايا إعصار دانيال وإنهيار سد المدينة 💔💔💔 الواحد عجز يلقي كلمات توصف وجع قلبه. #انقذوا_درنة #انقذو_الشرق_الليبي #ليبيا pic.twitter.com/FL7qSncjhF
— 𝑀𝑎ℎ𝑎 𝑎𝑛𝑖𝑒𝑙𝑎 (@oryx_aniela) September 12, 2023
"وفاة عائلة سورية"
ذكر موقع "أثر برس" السوري المحلي، أن عائلة مكونة من أم وطفليها فقدوا حياتهم نتيجة الفيضانات التي ضربت مدينة درنة، مشيراً إلى فقدان عدة عائلات سورية أخرى، إلى جانب المفقودين الليبيين.
وبحسب الموقع فإن العائلة فقدت حياتها في غياب الأب الذي كان خارج مدينة درنة أثناء وقوع الفيضانات.
السوريون في ليبيا
قبل انطلاق ثورات "الربيع العربي" كانت ليبيا إحدى الدول العربية التي يقصدها سوريون للهجرة والعمل، إلا أنها أصبحت مقصداً لهم بعد انطلاق الثورة السورية نتيجة عدة أسباب منها أن ليبيا باتت طريقاً للباحثين عن الهجرة إلى أوروبا، وفق تقارير سابقة.
ونقل موقع "فرانس 24" عن رابطة الجالية السورية في ليبيا، عام 2014، أن عدد اللاجئين السوريين في البلاد، من غير المسجلين في السجل المدني وصل إلى 5 آلاف شخص.
ولا توجد إحصائيات جديدة دقيقة لأعداد اللاجئين السوريين المقيمين في ليبيا، خصوصاً بعد أن أرسلت كل من روسيا وتركيا أعداداً كبيرة من المقاتلين السوريين للمشاركة في الحرب الليبية، إلى جانب الأفرقاء الليبيين، بين خليفة حفتر وحكومة الوفاق الوطني، وفق تقارير حقوقية.
الكلمات المفتاحية