انتخابات الائتلاف السوري المعارض.. آراء لروزنة: تبديل طرابيش في جسم ميّت!

من جلسة للائتلاف السوري المعارض - من الإنترنت
من جلسة للائتلاف السوري المعارض - من الإنترنت

سياسي | 12 سبتمبر 2023 | نور الدين الإسماعيل

مع اختيار الائتلاف السوري المعارض لهادي البحرة رئيساً له، في الانتخابات التي أجريت اليوم، عبر سوريون في شمالي غربي سوريا عن عدم اهتمامهم بتلك الانتخابات، لأنه لم يعد يمثلهم، وفق وصفهم.


وأعلن الائتلاف عبر حسابه في فايسبوك، "انتخاب قيادة جديدة" له، ممثلة بهادي البحرة رئيساً، وكل من عبد المجيد بركات وديما موسى وعبد الحكيم بشار نواب له، وهيثم رحمة أميناً عاماً,

وللوقوف على آراء بعض السوريين من شرائح مختلفة في شمالي غربي سوريا، توجهت "روزنة" بعدة أسئلة لعدد منهم، حول ما تعنيه تلك الانتخابات لهم، وما الذي يمكن أن يضيفه لهم انتخاب رئيس جديد للائتلاف.
 

"فقد شرعيته"


اعتبرت الناشطة الحقوقية حلا الإبراهيم التي تقيم في مدينة الدانا، أن الائتلاف الوطني السوري "فقد شرعيته"، ولم يعد يمثل الثورة السورية لدى أبنائها في الداخل السوري، على الرغم من اعتراف بعض الدول له كممثل لها في الخارج، وفق وصفها.

اقرأ أيضاً: "الترحيب بالتطبيع".. انتقادات لرئيس "الحكومة السورية المؤقتة" والأخيرة ترد



وأضافت الإبراهيم، في حديث لـ"روزنة" بأن انتخاب هادي البحرة رئيساً جديداً له، لن يغير ولن يضيف شيئاً جديداً، لأنه "لم يأت وفق انتخابات شرعية، وإنما هو عبر تعيين مباشر من بعض الدول، ولا يوجد لأعضائه أي وجود أو اعتراف شعبي من السوريين في الداخل".

ونوهت إلى أن كل من يأتي إلى هذه المؤسسة بطريقة غير شرعية "حتى ولو كان إنساناً جيداً"، فوجوده غير شرعي، لأنه لم يصل عبر الانتخابات، وإنما عبر التعيين من الخارج. 


"لا يجوز على الميت إلا الرحمة"


سوريون آخرون يعيشون في المخيمات شمالي غربي سوريا، نسي بعضهم وجود الائتلاف السوري، ولم يعودوا مهتمين لسماع آخر أخباره، وفق تعبير بعضهم.

أبدى علاء الدين الإسماعيل المقيم في مخيم البردقلي، استغرابه من طرح السؤال عليه حول رأيه في الانتخابات الجديدة، معتبراً أن "الائتلاف السوري الذي يمثل السوريين جسم ميّت، ولا يجوز على الميت إلا الرحمة".

وعبر عن عدم اهتمامه بمن يصل إلى رئاسة أو عضوية الائتلاف، "فهم ليس لهم أي تأثير، ولا نعتمد عليهم أساساً".


"تبديل طرابيش"


من جهته اعتبر الصحفي السوري محمد العلي أن تلك الانتخابات لو أنها أجريت في الداخل السوري، وسارت بشكل ديمقراطي حقيقي، وفق تمثيل حقيقي "وقتها كان الأمر يعنيني جداً"، معبراً عن أسفه من آلية اختيار الرئيس الجديد.

ووصف الصحفي السوري خلال حديث لـ"روزنة"، الانتخابات التي يجريها الائتلاف السوري منذ فترة وحتى الآن بأنها عملية تبديل طرابيش ما بين أشخاص مفروضين على السوريين فرضاً، ليس لهم ولاء للداخل السوري ولا للثورة السورية".

وضرب العلي مثالاً لما وصفه ابتعادهم عن السوريين، في كارثة الزلزال الذي ضرب شمالي غربي سوريا، حيث "لم يدخل من أعضاء الائتلاف أي شخص للوقوف إلى جانب المتضررين، سوى نصر الحريري الذي دخل بصفته كطبيب فقط".


"ما الذي قدمه الائتلاف"؟


عدد من السوريين المهجرين الذين يعيشون في ريف حلب الشمالي، تساءلوا عما قدمه لهم الائتلاف السوري، قبل وبعد تهجيرهم من بلداتهم.

وأجاب الحقوقي السوري أيمن الفضل على سؤال "روزنة" بسؤال عن الذي قدمه الائتلاف له كسوري أولاً ومهجر ثانياً حتى يتذكره، مضيفاً: "جميعهم بعيدون عنا، تماماً، من حيث الواقع ومن حيث الإنجازات".

قد يهمّك: شعارات الشارع في السويداء تواجه شائعات وادعاءات أفرقاء السياسة



وأضاف الفضل بأن أعضاء الائتلاف أنفسهم "لم يحققوا شيئاً لأنفسهم، فكيف سيحققون لي، سوى المحافظة على مناصبهم ووظائفهم"، ووصفه بأنه مكتب "يمتص جزءاً من الأموال المقدمة للسوريين، فهو عالة علينا وليس أكثر من ذلك".


"لماذا هذه التكاليف"؟!


"تحولت مؤسسة الائتلاف إلى مكان لتبادل المناصب وتحقيق المكاسب الشخصية، إضافة إلى إصدار البيانات بأوامر خارجية، دون تقديم أية خدمات حقيقية للسوريين، في الداخل والخارج"، قالت رهف التي تعيش في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي.

وسخرت رهف التي تعمل معلمة من الانتخابات، قائلة: "لماذا يعذبون أنفسهم ويجتمعون! يكفي تعميم اسم الرئيس المعين من الدولة التي اختارته (لم تسمها)، لماذا كل تلك التكاليف والاجتماعات، لا أدري؟!".
 

"تهديد وإجبار"


تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي كلمة منسوبة للرئيس السابق للائتلاف نصر الحريري، زعم فيها أن أعضاء الائتلاف تناقلوا تهديداً صادراً عن رئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، قال فيه "بالصرماية ستتم الانتخابات يوم الثلاثاء 12 أيلول، وبالصرماية سيتم انتخاب هادي البحرة رئيساً".

            

التصريح المنسوب للحريري والذي لم تتمكن "روزنة" من تأكيد صحته أو نفيها، أثار موجة من الغضب لدى السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين أن "ذلك الأسلوب لا يختلف عن أسلوب النظام السوري".

وكان متظاهرون في السويداء قد رفعوا لافتات موجهة للائتلاف السوري خلال مظاهراتهم، والذي اعتبروا بأنه لا يمثلهم، مطالبين "بإسقاطه" و"إسقاط النظام".

يشار إلى أنه أُعلن تشكيل "الائتلاف الوطني السوري المعارض" في العاصمة القطرية الدوحة، عام 2012، وانتخب المعارض السوري معاذ الخطيب أول رئيس له في تلك الأثناء، بينما كان سالم المسلط هو الرئيس المنتهية ولايته، اليوم، بعد ما وصف بـ"التوافق على انتخاب هادي البحرة" رئيساً جديداً.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق