دأب المحتجون في محافظة السويداء على التأكيد على مطالبهم وأهدافهم الواضحة منذ بداية الحراك السلمي في المحافظة، منتصف آب الماضي، ومازالوا يذكّرون بها، رافضين الشائعات ومحاولات "الركوب على المظاهرات"، من قبل جميع الأطراف السياسية.
ويستخدم المتظاهرون الذين يجتمعون في ساحة السير وسط المدينة، بشكل يومي، اللافتات المكتوبة والهتافات لإيصال رسائلهم إلى السوريين، ليؤكدوا على أهداف احتجاجاتهم، رافضين تمثيلهم من أية جهة كانت، وفق قولهم.
وفي كلمة أمام المتظاهرين في المدينة، اليوم، قال أحد المحتجين: "رجاء لو سمحتوا ما حدا يركب موجة الشارع، لا حزب، ولا معارضة، ولا حزب بعث، ولا أية جهة، طلبات الشارع بتطلع من هي الساحة، ما حدا بيمثل هي الساحة غير الموجودين فيها"، وذلك خلال مقطع فيديو نشرته شبكة "السويداء 24"، قالت إنه "رداً على ما يشاع عن تشكيل هيئة سياسية مدنية، ومحاولات تغيير مسار الحراك الشعبي".
نفي شائعات النظام السوري
روّج النظام السوري عبر إعلاميين ونشطاء مقربين منه إلى أن الاحتجاجات في محافظة السويداء تطالب بحكم ذاتي، والاستقلال عن سوريا، في محاولة لتشويه صورة الحراك الشعبي.
واتهم بشار برهوم الذي اشتهر على وسائل التواصل الاجتماعي بانتقاد حكومة دمشق، المتظاهرين بأنهم يطالبون بالانفصال، واصفاً إياهم بـ"الانفصاليين"، عبر مقطع فيديو على حسابه الشخصي في فيسبوك.
جاء الرد على اتهامات برهوم عبر هتافات وشعارات المتظاهرين في ساحة التظاهر، بأن "الشعب السوري واحد"، وأن تلك الاتهامات باطلة، تحاول تشويه صورة المظاهرات.
بدوره أكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في السويداء، حكمت الهجري، في مقطع فيديو نشرته شبكة "السويداء 24"، أن تلك الشائعات مرفوضة، مشيراً إلى أن أهل السويداء "قدموا دماءهم من أجل استقلال ووحدة هذه البلد (سوريا)".
وقال ضابط سابق من السويداء يشارك في المظاهرات، اعتقله النظام السوري 17 عاماً في وقت سابق، بأن له "إخوة في المحافظات السورية الأخرى"، مؤكداً أنه لن "يتخلى عنهم، وذلك في مقابلة مع شبكة "الراصد".
ودخل الإعلامي اللبناني حسين مرتضى، المعروف بمواقفه المؤيدة لـ"حزب الله"، على خط الاتهامات الموجهة ضد المتظاهرين في السويداء، ووصفهم في مقطع فيديو بـ"المخربين" الذين خربوا وكسروا وأحرقوا مؤسسات الدولة، معتبراً أن ما يجري هو "شيء خطير".
بيان صادر عن الزعيم الروحي للطائفة، حكمت الهجري، مع بداية انطلاق الاحتجاجات، شدد على ضرورة "المحافظة على الأملاك العامة والخاصة" في المحافظة.
ولم تنتشر أية صور أو فيديوهات تظهر عمليات تخريب للمؤسسات العامة في السويداء، منذ انطلاق الاحتجاجات وحتى اليوم.
رسالة للائتلاف
لم تكن الشعارات الموجهة للائتلاف السوري المعارض غائبة عن مظاهرات السويداء، عبر لافتة موجهة ضده، في الوقت الذي وجه المتظاهرون فيه هتافات حيوا فيها جميع المحافظات السورية، وجميع أطياف الشعب السوري.
ورفع المتظاهرون لافتات موجهة للائتلاف السوري المعارض الذي اعتبروا بأنه لا يمثلهم، مطالبين "بإسقاطه" و"إسقاط النظام".
كما عبروا عن تضامنهم مع أهالي منطقة عفرين، ضد ما وصفوه "انتهاكات الجيش الوطني" المدعوم من تركيا، والذي يمثل السلطة العسكرية التابعة للائتلاف الوطني السوري شمال حلب.
"قسد" ليست غائبة
وجه المحتجون في السويداء رسائل أكدوا فيها تضامنهم مع جميع السوريين ووقوفهم ضد ما وصفوه "سلطات الأمر الواقع" في جميع المحافظات السورية.
ورفع المتظاهرون لافتة تؤكد عدم قبولهم أي "تمويل" من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ولا من غيرها، إضافة إلى لافتات أخرى تتهم "قسد" بـ"سرقة البترول".
المتابع للافتات والشعارات التي يطلقها متظاهرو السويداء بشكل يومي، يلاحظ أنها تؤكد على التضامن مع مختلف أطياف الشعب السوري، وفي جميع المناطق، في المقابل يعاين كيف يعلن المتظاهرون رفضهم لجميع القوى والسلطات السياسية والعسكرية.
الكلمات المفتاحية