منذ الأيام الأولى للحراك الشعبي في السويداء، كانت النساء حاضرة إلى جانب الرجال في تلك التظاهرات التي تندد بالأوضاع المعيشية في سوريا، إضافة إلى المطالبة بإسقاط النظام السوري، وتنفيذ القرار الأممي 2254.
صور وفيديوهات عديدة نشرتها مواقع وصفحات محلية تظهر النساء في ساحات التظاهر يهتفن أو يتصدرن تلك المظاهرات بخطب تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير.
"شعرت أن روحي رجعت لي"
منشورات عبير (اسم مستعار) على حسابها الشخصي في "فيسبوك" كانت تعتمد على التلميحات في تأييد ومساندة الثورة السوية منذ انطلاقها عام 2011، إلا أنها وبعد انطلاق المظاهرات الأخيرة في السويداء بهذا الزخم والأسلوب جعلها تكون من أوائل المشاركين فيها.
اقرأ أيضاً: "حتى تغيير النظام".. بيان لمنظمي احتجاجات السويداء يحدد رؤيتهم

تقول عبير لـ"روزنة" إنها شاركت منذ بدء انطلاق المظاهرات في المدينة، وإن سائق التكسي الذي كان يقلّها إلى مكان التظاهر في أول يومين، كان يخشى الحديث عن المظاهرات أو حتى الاقتراب من الساحة، بداية الأمر، خوفاً من عيون المخبرين، "إلا أنه في اليوم الثالث وبعد نقاش طويل معه حول الموضوع قرر الوصول إلى الساحة للمشاركة في المظاهرة".
غابت عبير عن ساحة التظاهر عدة أيام بسبب عارض صحي، لتعود إليها من جديد، وتحدثت قائلة عن عودتها للمشاركة في الحراك الشعبي: "في الأيام التي اضطررت فيها الغياب عن ساحة التظاهر أحسست بأنني مخنوقة وينقصني شيء ما، لكن بعد مشاركتي مجدداً أحسست أن روحي رجعت لي".
"كلنا واحد ومطلبنا واحد"
لا يمكن فصل المشاركة النسائية في المظاهرات عن مشاركة الرجال، فالجميع يقفون في صفوف ويهتفون نفس الهتاف ويرفعون ذات الشعارات، بحسب مقاطع الفيديو التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
تحدثت سمر (اسم مستعار) وهي من مدينة السويداء لـ"روزنة"، حول هذه النقطة، قائلة: "هو ليس حراكاً نسوياً بالمعنى الخاص، بل هو حراك شعبي يضم مختلف أطياف المجتمع، فكلنا واحد ومطلبنا واحد، من أجل تحقيق مطالب الناس بالعيش الكريم والحرية، وتطبيق القرار 2254، والجميع يشارك تحت هذه الأهداف".
وأضافت سمر بأن الكل خرجوا في الحراك الشعبي من أجل جميع السوريين، "بعد 13 سنة من القتل والتهجير، والسياسات الاقتصادية التي أوصلت الناس إلى حد الفقر، وأنه لا يمكن الرجوع عن مطلبنا بتطبيق القرار الأممي المذكور، لأنه المخرج الوحيد مما نعيش فيه".
قد يهمّك: دخول احتجاجات السويداء أسبوعها الثاني.. ومظاهرات مسائية في درعا

الاحتجاجات مستمرة
لليوم العاشر على التوالي تستمر احتجاجات السويداء، بمشاركة عدة قرى وبلدات في المحافظة، وفق صفحة "السويداء 24".
وذكرت الصفحة أن قوات النظام السوري أطلقت الرصاص في الهواء، مساء أمس، على محتجين حاولوا إزالة صورة بشار الأسد عند مدخل مدينة شهبا، أثناء مظاهرة مسائية في المدينة.
وأشارت إلى تدخل وجهاء المدينة لضبط الشبان "الغاضبين"، لمنع حصول أي رد فعل عنفي تجاه الحاجز، "حفاظاً على سلمية الاحتجاجات".
وشهدت محافظة السويداء احتجاجات شعبية، قبل أسبوعين، تحولت إلى عصيان مدني وتنظيم مظاهرات ضد النظام السوري، مطالبين بإسقاطه وتطبيق القرار الدولي 2254.
الكلمات المفتاحية