"حفاظاً على التركيبة الديمغرافية".. إغلاق مطعم سوري في إسطنبول

مطعم الأغر - الفاتح إسطنبول - من صفحة المطعم الرسمية على "فيسبوك"
أغلقت السلطات التركية مطعماً سورياً للشاورما في مدينة إسطنبول، في ظل تضارب الأسباب التي أدت إلى الإغلاق من قبل مسؤولي البلدية، وإبراز جميع التراخيص اللازمة من قبل إدارة المطعم، والتي لم تفد في منع إغلاقه.
ونشرت الصفحة الرسمية على "فيسبوك" لمطعم "شاورما الأغر" في منطقة الفاتح بإسطنبول، منشوراً، أمس الجمعة، قالت فيه إن السلطات التركية أغلقت المطعم، بحجة التسبب بازدحام في جادة أكدينيز، حيث ختمت البلدية المطعم بالشمع الأحمر.
اقرأ أيضاً: تسع ولايات تركية يقيم فيها غالبية السوريين.. لمن صوتت؟

وأبدت إدارة المطعم "أسفها" في المنشور، من قرار السلطات التركية، قائلة: " تعبنا عالاسم سنوات.. 3 أشهر بالديكور، تكلفنا تكاليف عالية، وحالياً أكثر من 65 موظفاً لديهم عائلات بدون عمل، وبضاعة أكثر من 350 كيلو غرام صارت للكب، لاحول ولا قوة إلا بالله، حسبي الله ونعم الوكيل".
"حفاظاً على البنية السكانية"
وفي تصريح خاص لـ"روزنة"، أكدت إدارة مطعم "شاورما الأغر" الإغلاق، والذي جاء نتيجة عدة أسباب، منها، وفق تصريح الإدارة، التذرع بعدم اكتمال التراخيص والأوراق، إضافة إلى شكاوى الجوار من الازدحام الذي يسببه وجود المطعم في الحي "الهادئ"، بحسب تقرير الموظف الذي أغلق المطعم، بعد طرد الزبائن، وتشميع المكان بالشمع الأحمر، "ما تسبب بخسائر كبيرة".
وأشارت الإدارة إلى أنها فوجئت أثناء لقاء مع إدارة التراخيص في بلدية إسطنبول برد المسؤول الذي أخبرهم بأن البلدية لا ترغب بتحويل جادة أكدينيز إلى جادة أمنيات التي يغلب عليها الطابع السوري، وتنتشر فيها المحلات والمطاعم السورية، مبرراً الإغلاق بأنه جاء "حفاظاً على البنية السكانية للحي".
وأضافت أن مسؤول مكتب التراخيص في البلدية رد على سؤال وجهته له الإدارة حول الخسائر التي سيتعرض لها مالك المطعم نتيجة الإغلاق بالقول: "بإمكانك بيع المطعم لشخص تركي، يدفع لك جميع التكاليف، وافتح في مكان آخر".
"وضعنا قانوني"
وأوضحت الإدارة أنها تمتلك وأبرزت جميع التراخيص القانونية اللازمة، منذ شراء المطعم بتراخيصه الكاملة، مؤكدةً أن جميع العمال في المطعم حاصلون على إذن عمل وسيكورتا (ضمان اجتماعي)، إضافة إلى سداد الضرائب المحددة من الحكومة التركية.
ونوه إلى وجود محامٍ يمثل الإدارة، يتابع القضية، مشيراً إلى نيتهم رفع دعوى قضائية على البلدية في حال لم يفض اللقاء المرتقب مع والي إسطنبول، يوم الإثنين، إلى نتيجة إيجابية.
مضايقات سابقة
ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض لها فرع مطعم "شاروما الأغر" في حي أكدينيز لمضايقات، من قبل الجوار والسلطات التركية، إلا أنها، وفق ما ذكرت الإدارة، كانت تحل عبر إزالة الأمور المتعلقة بالشكاوى.
قد يهمّك: تسع ولايات تركية يقيم فيها غالبية السوريين.. لمن صوتت؟

وكشفت عن تعرضهم لعدة مضايقات سابقة، منها شكاوى تتعلق بالمداخن، والتي عملوا على مدّها إلى أعلى البناء، وأخرى تتعلق برائحة الطعام وصوت التوربينات الخاصة بشفط تلك الروائح، والتي وضعوا لها كواتم صوت، إضافة إلى الازدحام أمام المطعم.
واستنكرت إدارة المطعم الطريقة التي تعامل خلالها موظفو البلدية مع الزبائن، أثناء إغلاق المطعم، حيث تم طردهم بطريقة "غير لائقة"، اعتبرت أنها "قد تؤثر على باقي الفروع التي تملكها في مناطق أخرى من إسطنبول وخارجها".
لا توجد إحصائية دقيقة لعدد المطاعم السورية في إسطنبول التركية، إلا أن عدداً كبيراً منها ينتشر في مختلف أحياء المدينة، والتي تعتبر مقصداً للاجئين السوريين في تركيا، إضافة إلى السياح العرب والأجانب الذين يفضلون تناول الوجبات السورية.
ويقيم في مدينة إسطنبول، بحسب بيانات المديرية العامة لإدارة الهجرة التركية بتاريخ 21 نيسان 2022، أكثر من 542 ألف سوري، وهي الأولى في أعداد السوريين المقيمين بتركيا.
الكلمات المفتاحية