اختتمت مجموعة "بريكس" التي تمثل ربع الاقتصاد العالمي، وتضم خمس دول صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم، قمتها الـ 15، أمس الخميس، في جوهانسبرغ في جنوبي إفريقيا، وأكدت على السعي لنظام عالمي متعدد والتخلّص من هيمنة الدولار، وتوسيع عضويتها مع بداية عام 2024.
واتفقت دول بريكس في القمة على تسريع استخدام عملاتها المحلية، لتسوية المعاملات التجارية والاستثمارية فيما بينها، مع الاستمرار في تقليل اعتمادها على نظام الدفع العالمي والنظام المالي العالمي القائم على الدولار الأمريكي، وفق موقع "atlanticcouncil".
وأعلن قادة مجموعة بريكس، على فتح باب العضوية أمام ست دول جديدة اعتباراً من العام المقبل، إلى نادي كبرى الاقتصادات الناشئة، التي تسعى إلى إعادة تشكيل النظام العالمي.
واتفقت دول بريكس "البرازيل - روسيا - الهند - الصين - جنوب أفريقيا" على منح "الأرجنتين وإثيوبيا وإيران والسعودية ومصر والإمارات"، العضوية الكاملة اعتباراً من الأول من كانون الثاني المقبل، وفق موقع "فرانس برس".
الرئيس الصيني، شي جينبينغ، الذي تعد بلاده الأقوى في مجموعة بريكس، اعتبر أن "توسيع العضوية هذا حدث تاريخي".
وأضاف أن "التوسع يعد أيضاً نقطة انطلاق جديدة للتعاون بالنسبة لبريكس، فهو سيمنح آلية تعاون بريكس قوة جديدة وسيعزّز قوة الدفع باتجاه السلام والتنمية في العالم".
وقال الرئيس البرازيلي، لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، إنه مع انضمام ستة أعضاء جدد، يمثل التكتل الآن 46 بالمئة من سكان العالم وحصة أكبر من ناتجه الاقتصادي.
ولفت الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في كلمة أمام القمة إلى أن "فوائد عضوية إيران في مجموعة بريكس ستصنع التاريخ وستمثّل فصلاً جديداً وأقوى في اتجاه العدالة والإنصاف والأخلاق والسلام المستدام على الساحة الدولية".
اقرأ أيضاً: روسيا تؤيّد عقد اجتماعات "الدستورية" في مسقط

وبحسب غوستافو دي كارفاليو من معهد جنوب إفريقيا للشؤون الدولية فإن "إيران إضافة مثيرة للجدل، لكنني أعتقد بالتأكيد أنه كان مطلباً من روسيا".
وعلّق الرئيس الإماراتي، محمد بن زايد، على منصة "إكس": "نقدر موافقة قادة مجموعة بريكس على ضم دولة الإمارات إلى هذه المجموعة المهمة، ونتطلع إلى العمل معاً من أجل رخاء ومنفعة جميع دول وشعوب العالم".
كذلك علّق وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان لقناة "العربية" السعودية أن الرياض ستدرس دعوة "بريكس" للانضمام إليها، وأنها "ستتخذ القرار المناسب".
وإذا قبلت المملكة العربية السعودية الدعوة، فإن أكبر مصدر للنفط الخام في العالم سوف يجد نفسه في نفس الكتلة الاقتصادية مع أكبر مستورد للنفط في العالم، الصين، وفق موقع "cnn".
ويحدث التوسع في وقت تخوض فيه بعض الدول الأعضاء في مجموعة بريكس، وبالتحديد روسيا والصين، توترات متزايدة مع الغرب.
طلبات انضمام
وتقدمت نحو عشرين دولة بطلب رسمي للانضمام إلى المجموعة التي تمثل ربع الاقتصاد العالمي وأكثر من ثلاثة مليارات نسمة، فيما حضر نحو 50 رئيس دولة وحكومة آخرين القمة.
ووفق "فرانس برس" فإن مسؤولين أميركيين وصفوا الكتلة بأنها "مجموعة شديدة التنوع تضم دولاً صديقة وكذلك خصوماً ومنافسين".
وأعرب زعماء بريكس عن اعتقاد مشترك، بأن النظام الدولي، يخضع لهيمنة الدول والمؤسسات الغربية ولا يخدم مصالح الدول النامية.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن إصلاح "البنية المالية التي عفا عليها الزمن والمختلة وغير العادلة" في العالم أمر ضروري لكنه "لن يحدث بين عشية وضحاها".
وعقدت مجموعة بريكس قمتها الأولى في عام 2009 مع أربعة أعضاء، ثم أضافت جنوب أفريقيا في العام التالي، وأطلقت بنك التنمية الجديد في عام 2015.
وتسعى المجموعة منذ ذلك الوقت للتحول إلى قوة اقتصادية عالمية، على غرار دول مجموعة السبع الصناعية، وتتشارك المجموعة التوجه حيال بديل لنظام عالمي تهيمن عليه القوى الغربية، يخدم مصالح الدول النامية بشكل أفضل.
الكلمات المفتاحية