"وزن زائد وبداية ديسك"، دفع الشابة السورية أمل (33 عاماً) لإجراء عملية "تكميم معدة" قبل 3 سنوات، بنصيحة من الطبيب، لكن النتائج لم تكن مرضية.
فشل في العملية ضاعف مشكلاتها الصحية وأدى إلى غيبوبة استمرت 3 سنوات، اتتهت بوفاتها قبل يومين.
يروي شقيقها أمجد، لروزنة، ما حصل مع أمل منذ البداية، وسبب إجرائها للعمل الجراحي، وهي أم لثلاث فتيات (4 شهور - 5 و7 سنوات )، كانت مقيمة في ولاية مرعش جنوبي تركيا.
"البداية ديسك" لا أكثر!
"وزن أمل الزائد سبّب لديها بداية مرض ديسك، نصحها الطبيب بعد العديد من عدم جدوى الحميات الغذائية التي اتّبعتها بإجراء عملية تكميم معدة لخسارة الوزن"، يقول أمجد.
ويُعرف تكميم المعدة طبياً باسم جراحة تصغير المعدة، وهي من أكثر الطرق شيوعاً لعلاج البدانة جراحياً، يُزال جزء كبير من المعدة بشكل لا رجعة فيه عن طريق الجراحة.
أجرت أمل عملية تكميم المعدة بالمنظار في أحد المستشفيات العامة بولاية مرعش.
اكتشفت لاحقاً أن جزءاً من العملية كان فاشلاً إذ يوضح أمجد لروزنة: "وضع الأطباء خرزات على المعدة، إحداها لم توضع بشكل صحيح، ما جعل الطعام يتسرب إلى خارج وأطراف المعدة"، حسب روايته.
ارتفعت حرارة شقيقته أمل، ونقلت إلى المستشفى، وتبيّن للأطباء أن هناك تسريباً من المعدة، ما اضطرهم لإجراء عمل جراحي ومن ثم خياط المعدة، لتبقى تتغذى لاحقاً على "السيروم" لمدة ثمانية أشهر.
لم تعترض عائلة الشابة على ما حدث في المستشفى، على أمل عودة ابنتهم إلى صحتها.
اقرأ أيضاً: مسؤول سوري يربط نجاح الجراحة بالقمر.. أطباء لروزنة: خرافة!
"بدي نام"
آخر الكلمات التي قالتها أمل لوالدتها قبل دخولها الغيبوبة: "بدي نام".
هنا "توقف قلب أمل" حاول الأطباء إنعاشها في العناية المشددة، لتعود نبضات قلبها للعمل مجدداً لكنها دخلت في غيبوبة.
5 أشهر قضتها الشابة في المستشفى بعد دخولها الغيبوبة، استطاعت عائلتها بعد ذلك أخذها إلى المنزل للعناية بها "كل أعضاء جسمها كانت تعمل"، يبيّن أمجد، مضيفاً: "اشترينا كل الأجهزة اللازمة مثل جهاز التغذية والأكسجة".
انتظار و"أمل"
انتظرت الفتيات استيقاظ والدتهنّ لمدة 3 سنوات على أمل عودتها إليهنّ، والإثنين الفائت فجعن وعائلتها بوفاتها.
يحدثنا أمجد: "قبل 25 يوماً تسارعت دقات قلبها، أخذناها إلى المستشفى، وتبيّن أن معها التهابات أثرت على الكلى، وبعد العلاج عاد جسمها إلى طبيعته".
ويتابع: "أثناء الغيبوبة تحرّكت أمل وحركت معها أنبوب التغذية الموصول إلى أمعائها، هنا احتاجت إلى عمل جراحي لإعادته إلى داخل جسمها، طلب الأطباء موافقتنا وهو ما فعلنا، لا خيار أمامنا إلا ذلك".
أجرى الأطباء العملية، ووفق قولهم، إنها عادت إلى طبيعتها، وكان علينا الإثنين الفائت تخريجها من المستشفى إلى المنزل، لكن لم يحصل ذلك "غادرت أمل الدنيا" ووفق الأطباء توفيت بسبب "توقف قلبها".
وبحسب دراسة لمجلة "الأناضول الأكاديمية الدولية على الإنترنت للعلوم الصحية" نشرت في آب عام 2020، إن عملية تكميم المعدة عملية خطيرة ولا رجعة فيها، وتتضمن إزالة غالبية المعدة، ومن أهم مضاعفاتها النزيف وتسريب الخط الأساسي.
وفي آب العام الفائت، نشرت صحيفة "turkiyegazetesi" خبر وفاة سيدة (52 عاماً) بعد شهرين من إجرائها لعملية "تكميم معدة" في ولاية أفيون ببحر إيجه، حيث عانت من نزيف حاد.
وادعى ابن شقيق المرأة أن حالة عمته بدأت بالتدهور بعد يومين من العملية وفقدت الوعي إثر ذلك، لتدخل إلى وحدة العناية المركزة، وأكد الأطباء أن لا خطر على حياتها، لكنها كانت تعاني من نزيف داخلي قبيل ساعات من وفاتها.
وطالبت عائلة السيدة السلطات التحقيق في الأمر، في حين لم تقدم عائلة أمل أي شكوى، حتى لحظة نشر المادة.
الكلمات المفتاحية