حرائق في سوريا.. مختص: التغير المناخي جعلها أكثر خطورة

حريق في حراج جسر الشغور - الخوذ البيضاء
حريق في حراج جسر الشغور - الخوذ البيضاء

خدمي | 17 يوليو 2023 | نور الدين الإسماعيل

مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، والتي فاقت معدلاتها السنوية بـ 3 إلى 7 درجات مئوية، خلال الفترة الحالية، وفق ما أكدت المديرية العامة للأرصاد الجوية السورية ازدادت أعداد الحرائق في مختلف مناطق سوريا، خاصة الأراضي الزراعية والحراجية، إلا أن أقساها تلك التي تتسبب بخسائر بشرية.


آخر تلك الحرائق اندلع، أمس، في عدة مناطق حراجية، في منطقة الباسوطة بريف عفرين، إضافة إلى أخرى في منطقة مصياف بريف حماة، وفي حراج نهر البارد وحير المسيل في منطقة الغاب.

سبق ذلك اندلاع حرائق في أحراج اللاذقية وجسر الشغور ومناطق من ريف حماة الغربي، التهمت مساحات واسعة من الغابات التي تنتشر في تلك المناطق.


دور التغير المناخي 


يلاحظ الأهالي زيادة نسبة تلك الحرائق في السنوات الأخيرة، قياساً بنفس الفترة من الأعوام السابقة، حيث يرجع خبراء السبب إلى التغير المناخي الذي يؤثر على كوكب الأرض.

اقرأ أيضاً: حرائق بالجملة في عدة مناطق حراجية سورية



يقول الصحفي المختص في قضايا البيئة، زاهر هاشم، لـ"روزنة"، إن تغير المناخ أضاف "بُعداً جديداً أدى إلى زيادة تواتر حرائق الغابات وشدتها وجعلها أكثر خطورة، لذلك من المرجح بقوة أن تكون التغيرات المناخية هي سبب هذه الحرائق، حيث تشهد البلاد تسجيل درجات حرارة عالية، مع توقع أن تستمر هذه الظروف طوال الصيف".

وبحسب "هاشم" فإن تغير المناخ يؤثر "إلى حد كبير على أنماط الطقس المعتادة، وينتج عنه أنماط طقس متطرفة مثل موجات الحرارة الزائدة والجفاف".

ويُرجع الصحفي المختص، السبب في زيادة نسبة حرائق الغابات إلى أن درجات الحرارة المرتفعة وانخفاض نسبة الرطوبة في الجو وسرعة الرياح الكبيرة تساعد على زيادة فرص اندلاع حرائق الغابات وعدم إمكانية الاستجابة السريعة لها، وبالتالي انتشارها لمناطق واسعة.

ويضيف بأن الحريق الناجم عن عوامل طبيعية أو بشرية يساعد في انتشاره الطقس الحار، إضافة إلى جفاف الأوراق والتربة والأعشاب الأرضية، "والتي تتحول بمجملها إلى وقود للحريق".

ويشير "هاشم" إلى أن التغيرات المناخية، وتغير استخدام الأراضي، يؤدي إلى زيادة تواتر حرائق الغابات وشدتها.

ويتوقع انتشار المزيد من حرائق الغابات على سطح الكرة الأرضية، "طالما بقيت الظروف المناخية القاسية، خصوصاً مع دخول العالم موجة جديدة من ظاهرة النينيو التي بدأ تأثيرها في زيادة حرارة المحيطات وبالتالي التأثير على الطقس في مناطق واسعة من العالم، والتي من المرجح أن تجعل عام 2024 أكثر الأعوام سخونة في العالم".


العامل البشري


يكون العامل البشري، في أغلب الأحيان، هو الشرارة الأولى لتشكل الحريق الذي تساعد العوامل الجوية على انتشاره، وامتداده عبر الغابات.

قد يهمّك: ممتداً إلى مواقع تاريخية.. حريق ضخم في حي ساروجة بدمشق القديمة



وحول هذه النقطة، يرى زاهر هاشم، أن التدخل البشري يؤدي في كثير من الحالات إلى اشتعال الغابات، أي تشكيل الشرارة الأولى للحريق، وقد ينتج الحريق بفعل البشر عمداً لدوافع تجارية، أو بسبب إهمال المصطافين وترك مخلفات قابلة للاشتعال، أو لأسباب عرضية غير متوقعة، وقد يلعب البرق دوراً في ذلك.

ولا يقتصر دور العامل البشري على "الشرارة الأولى" في اندلاع الحريق، بل يكون عدم القدرة على التعامل مع الحريق سبباً في انتشاره وامتداده إلى مناطق أخرى.

فيؤكد "هاشم" أن نقص الخبرات والإمدادات والتجهيزات يفاقم "حرائق الغابات في سوريا وزيادة الخسائر الاقتصادية الناتجة عنها، حيث لا تمتلك فرق الإطفاء تجهيزات حديثة وطائرات إطفاء وأنظمة إنذار مبكر متطورة، إضافة إلى غياب الحوكمة والاستقرار الأمني وهو ما يضاعف من حوادث الإشعال المتعمد بقصد السيطرة على الأراضي وتحويل الغابات إلى مناطق صناعية وسكنية".


أسبوع لاهب


بدأت يوم الخميس الماضي موجة حر وصفتها مديرية الأرصاد الجوية السورية بـ"اللاهبة"، والتي قالت إن ذروتها تنتهي اليوم الأحد.

وعلى الرغم من أن درجات الحرارة ستشهد انخفاضاً طفيفاً خلال الأيام القادمة، بحسب الأرصاد الجوية، إلا أنها ستبقى مرتفعة، لتتجدد موجة الحر مطلع الأسبوع القادم.

وتشير التوقعات التي ينشرها موقع "meteoblue" المهتم بأحوال الطقس والمناخ، إلى أن درجات الحرارة ستنخفض، في سوريا، اليوم الإثنين، إلى 35 درجة مئوية، إلا أنها سترتفع مجدداً يوم غد الثلاثاء لتصل إلى 42 درجة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق