تضامن سوري مع حادثة "مركب اليونان".. والنظام يستمر بتجاهلها!

وقفات تضامنية في السويداء وإدلب
وقفات تضامنية في السويداء وإدلب

اجتماعي | 19 يونيو 2023 | نور الدين الإسماعيل

أطلق ناشطون سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في الساعات الماضية، وسماً "هاشتاغ" يطالب بفتح تحقيق في قضية الضحايا الذين قضوا نتيجة غرق المركب الذي يقل مهاجرين غير شرعيين، بينهم العشرات من سوريا، قبالة السواحل اليونانية الأربعاء الفائت.

 

اقرأ أيضاً: بينهم سوريون.. تلاشي الآمال بالعثور على ناجين من قارب الموت



وفي ظل التفاعل السوري والعالمي الواسع مع حادثة "مركب اليونان"، وسعي ذوي الضحايا والناجين لمعرفة المستجدات والتعرف على الجثامين،  يستمر تجاهل النظام السوري لها بشكل تام، ذلك بعد مرور أكثر من خمسة أيام على حادثة غرق ما اصطلح عليه "قارب الموت".


تفاعل إلكتروني


وانتشر وسم "#JusticeForTheBoatVictims" (العدالة لضحايا القارب) عبر السوشال ميديا، للمطالبة بفتح تحقيق دولي في حادثة الغرق، وسط اتهامات للسلطات اليونانية بمسؤوليتها في المساهمة بـ"إغراق المركب".

 كما تداول نشطاء غربيون وسوريون على تويتر، وسم "#greeceShipwreck" (حطام سفينة اليونان)، لتسليط الضوء على معاناة المهاجرين غير الشرعيين، نتيجة الأوضاع الأمنية المتردية في بلادهم.

ودعا عدد من المغردين الاتحاد الأوروبي لتحمل مسؤولياته بحماية هؤلاء الأشخاص، الذين وصفوهم بـ"المستضعفين".

           


شموع في إدلب والسويداء


تركت حادثة غرق المركب الذي تحدثت بعض المعلومات، بحسب رويترز، أنه كان يقل بين 400 و750، مهاجراً بينهم 150 سورياً، أثراً لدى غالبية السوريين.

ونظم عناصر من فرق "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، أمس، وقفة تضامنية على مدرج حديقة التحرير في مدينة إدلب، أشعلوا خلالها الشموع، ورفعوا لافتات للمطالبة بفتح تحقيق في أسباب غرق القارب، ومحاسبة النظام السوري "الذي هجّر السوريين وأجبرهم على هذا الخيار".



كذلك، تحت عنوان "السهل نعى.. والجبل يعزي بشهداء التمرد على الهوان". تجمع عدد من أهالي السويداء، في وقفة تضامنية بساحة الطرشان وسط المدينة، أضاؤوا خلالها الشموع، "حداداً على أرواح ضحايا قارب الموت الذي غرق في البحر الأبيض المتوسط". 


 

منظمة: "عمل إجرامي متعمد"


اتهمت "الرابطة السورية لحقوق اللاجئين" اليونان بالتورط في حادثة غرق المركب الذي كان يقل لاجئين قبالة السواحل اليونانية، بينهم 150 مهاجراً سورياً، داعية إلى فتح تحقيق دولي في الحادثة.

وأكدت الرابطة في بيان لها، عقب الحادث، تلقيها معلومات من أحد الناجين، "تفيد بأن هذا كان نتيجة عمل إجرامي متعمد ارتكبه خفر السواحل اليوناني".

وأوضحت الرابطة أن الأدلة حصلت عليها من أرض الواقع "تدعم هذا الاتهام لليونان ومؤسساتها، ولا يوجد دليل يدحض ادعاءنا".

وعززت اتهامها بمنع السلطات اليونانية للمنظمات الإنسانية وعائلات المفقودين وأقاربهم من الوصول إلى الناجين، والتواصل معهم. معتبرة أن "هذا يؤكد شكوكنا بأنهم يحاولون التستر على جريمة بشعة".

وأشارت المنظمة الحقوقية السورية إلى نقل جثث الغرقى الذين تم انتشالهم، من جزيرة كالاماتا إلى العاصمة أثينا، "في محاولة واضحة لإخفاء دليل هذه الجريمة المروعة".

وناشدت الأمين العام للأمم المتحدة ببدء تحقيق دولي عاجل. داعية الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى إرسال وفد سياسي، "يرافقه خبراء الطب الشرعي وخبراء الطب الطبي، لفحص الموضوع، عن كثب وتقديم تقريرهم إلى رئيس الجامعة الحالي لاتخاذ الإجراءات اللازمة".


النظام.. تجاهل تام!


وفي حين أعلنت السلطات اليونانية، الخميس، الحداد ثلاثة أيام على ضحايا "قارب الموت"، لم تأتِ  وسائل الإعلام الرسمية والمقربة من النظام السوري، على خبر غرق القارب الذي أودى بحياة عشرات السوريين.

وعلى سبيل المثال، تجاهلت وكالة "سانا" وصحيفة الوطن، ذكر أية أخبار عن الحادثة، أو حتى الإشارة للضحايا والناجين من السوريين فيها، على الرغم من مرور أكثر من خمسة أيام عليها.

وسبق أن قال أيمن أبو محمود، الناطق باسم تجمع أحرار حوران، لروزنة: "هناك 150 شخصاً على متن القارب من الجنوب السوري، معظمهم من درعا والبعض من القنيطرة، من بين المهاجرين. وثقنا نحو 20 ناجٍ من أبناء درعا، والبقية في عداد المفقودين".


مظاهرات في اليونان


لم يقتصر التضامن والتفاعل على الدول التي ينحدر منها المهاجرون من ضحايا المركب، بل ذكرت وكالة الأناضول التركية أن أكثر من ألف شخص تظاهروا عقب الحادث في العاصمة اليونانية أثينا، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن غرق القارب الذي كان على متنه بين 400 و750 شخصاً.

وبحسب الأناضول، احتج المتظاهرون على سياسات الهجرة للاتحاد الأوروبي وكذلك الناتو، وما وصفوها بـ"السياسات الإمبريالية" التي تتبعها، ما يتسبب بتدفق المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، مرددين هتافات "لقد حوّلوا البحر الأبيض المتوسط ​​إلى بحر الموت".


تلاشي الآمال بالعثور على ناجين


أنقذت السلطات اليونانية 104 أشخاص، كما انتشلت جثث 78 شخصاً، منذ اليوم الأول للحادثة، بحسب "رويترز"، التي أكدت أن الآمال تلاشت بالعثور على ناجين.

قد يهمّك: روايات سوريين عن قارب الموت.. اليونان: "صورة أخي بين الناجين"



ونقلت الوكالة عن أمين عام "الرابطة السورية في اليونان"، أيمن البكري، قوله: إنه تلقى "مئات المكالمات" من أشخاص سوريين في ألمانيا وتركيا ودول أخرى، من الذين يخشون من وجود أقارب سوريين لهم على متن "قارب الموت".

وأضاف البكري، في حديثه لـ"رويترز": "لدي العديد من الصور، على الأقل 15 صورة حتى الآن، لأشخاص مفقودين، أطفال صغار، 16 عاماً، 20 عاماً، 25 عاماً، آباؤهم يبحثون عنهم".

وبحسب ما روي له فإنه لا يوجد من بين الناجين نساء. "ماتت جميع النساء، وغرقن، وغرق أطفالهن بين أذرعهنّ".

ونشرت مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي، متخصصة بمتابعة أخبار المفقودين في رحلات اللجوء، لقاءات مع بعض السوريين الناجين، إضافة إلى تلقيها مناشدات من عائلات المفقودين، للبحث عن ذويهم.

وتتوقع السلطات اليونانية ارتفاع عدد القتلى بعد توقف العثور على ناجين من بين ركاب القارب، الذين تضاربت الأنباء حول عددهم، بين 400 و750 شخصاً. 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق