رحيل الفنان محمد جمال مُغني "سوريا يا حبيبتي"

الفنان محمد جمال - فيسبوك
الفنان محمد جمال - فيسبوك

فن | 26 مايو 2023 | إيمان حمراوي

فارق المطرب والملحّن اللبناني محمد جمال، الحياة عن عمر يناهز الـ 89 عاماً، في الولايات المتحدة الأميركية، وهو صاحب الأغنية المشهورة عربياً "سوريا يا حبيبتي".


جمال ترك وراءه إرثاً فنياً من أشهر الأغاني والألحان في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي مثل أغنية "بدي شوفك كل يوم".

ونعى جمال ناشطون وإعلاميون على مواقع التواصل الاجتماعي، واصفين إياه بأنه "أحد أعمدة الأغنية الحديثة والسريعة".

وبحسب وسائل إعلام لبنانية، إن جمال توفي في إحدى مستشفيات لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا حيث كان يعيش، إذ هاجر بعد الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975.

جمال سافر إلى مصر مطلع ستينيات القرن الماضي، وتعاون مع المطربة اللبنانية صباح، ومع نجاح سلام وفنانين آخرين في تقديم الألحان لهم، كما تعاون مع الرحابنة،  وفي مطلع السبعينيات بدأت نجوميته بأعماله الفردية، فعرفت أغنيته "كنا أنا وأنت" و"آه يا أم حمادة" وغيرها.

ولد الراحل في مدينة طرابلس اللبنانية في أيار عام 1934، عاش فيها ثم في بيروت، وبدأت مواهبه الغنائية مبكراً حيث كان يغني في حفلات مدرسته الأناشيد الوطنية وأغاني كبار المطربين.

وبدأ نشاطه الفني في الإذاعة اللبنانية عام 1954، تعلّم عزف العود من والده، ثم سافر إلى القاهرة عام 1956 وشارك في فيلم "الأرملة الطروب" وشارك في فيلم "هاء 3 " عام 1961 إلى جانب رشدي أباظة وتوفيق الدقن وماهر العطار .

وتعرف على الفنانة طروب عام 1957 وتزوجا وكونا ثنائياِ فنياً دام حتى عام 1964.

ومن أشهر أغاني الثنائي "من فضلك يا ست البيت"، "قول كمان"، "يا ختي عليها"، إضافة للعديد من الأغاني الوطنية أثناء فترة الوحدة بين سوريا ومصر.
 


قصة سوريا يا حبيبتي

اكتسب الراحل شهرة في سوريا بعد أن شارك في أغنية "سوريا يا حبيبتي"، التي بقيت لعقود الأغنية الوطنية الرسمية، والتي غناها مع المطربة نجاح سلام، خلال حرب تشرين التحريرية 1973، وألّفها محمد سلمان،  كما غنى لسوريا أغنية "كبير يا تشرين".
 

أغنية "سوريا يا حبيبتي" مجدّت جنود الجيش لسوري في حرب تشرين التحريرية، مشيرة إلى حزب البعث بشكل مباشر، تقول الأغنية:

"قنالنا جولاننا سماؤنا وأرضنا، تفديهم دماؤنا تحميهم أبطالنا، وبعثنا يسير لمجده الكبير، مبشراً بعودتي ورافعاً كرامتي مجدداً هويتي".

روى محمد سلمان، في مقابلة تلفزيونية، أنه بدأ بكتابة كلمات هذه الأغنية مع اندلاع حرب أكتوبر، وقرّر السفر من لبنان إلى سوريا ليكون قريباً من الأحداث، لكن أوراقه الرسمية تأخرت ولم يتمكن من السفر فأكمل جزءاً آخر منها في بيروت تحديداً بعدما سمع خليجيان يتحدثان بفخر عن هذه المعركة وأنه بات للمواطن العربي ما يفتخر به، وفق صحيفة "البعث".

ليضيف الجزء المختص بـ"الآن إني عربي.. يحق لي اسم أبي ومن أبي رصاص بندقية يصنع الحرية للأمة الأبية".

 وتابع أنّ ابنته سألته عن فلسطين ودورها في هذه المعركة، فأكمل كلمات الأغنية بـالعبارة التالية: "لم ينتهِ المشوار يا عروبة، حتى تعود أرضنا السليبة، ففي الخيام طفلة المصيبة، تنادي يا سوريتي الحبيبة،أعيدي لي كرامتي، أعيدي لي حريتي، أعيدي لي هويتي".

وحينها توجّه محمد سلمان إلى استوديو الإذاعة وسجلها بصوته وصوت نجاح سلام ومحمد جمال، وقام التلفزيون السوري بتصويرها. 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق