مصاب بشلل نصفي منذ 12 عاماً يمشي مجدداً.. "كأنني طفل صغير"

رجل هولندي مصاب بشلل نصفي استطاع المشي مجدداً - يوتيوب
"لقد استعدت الحرية"، هكذا وصف الهولندي "غرت يان"، مصاب بشلل نصفي ، حاله بعد استعادته قدرته على السير مجدداً، بفضل زراعة أجهزة ذكية في المخ، وذلك بعد أكثر من عشر سنوات قضاها مقعداً بسبب حادث.
اليوم بات باستطاعة غرت يان (40 عاماً) أن يقف ويتنقل في مساحات متنوعة وحتى باستطاعته صعود الدرج "بواسطة التفكير"، ذلك عبر تقنيتين أتاحتا له استعادة الاتصال بين الدماغ والنخاع الشوكي، وهو إنجاز يتحقق للمرة الأولى بفضل هذا الاكتشاف.
يقول غرت لـ "بي بي سي":"أشعر أنني طفل صغير أتعلم المشي مرة أخرى".
ويعاني غرت من إصابة في الحبل الشوكي على مستوى الفقرات العنقية، جراء تعرّضه لحادث دراجة هوائية عام 2011.
إصابة الحبل الشوكي تقطع الاتصال بين الدماغ ومنطقة الحبل الشوكي التي تنتج المشي مما يؤدي إلى الإصابة بالشلل.
الرجل الهولندي "لم يكن يستطيع في البداية وضع قدم واحدة أمام الأخرى"، تقول الجرّاحة السويسرية الأستاذة في مركز فو الطبي الجامعي، جوسلين بلوك، خلال شرحها نتائج دراسة، نُشرت الأربعاء، في مجلة "نيتشر" العلمية.
بحسب الدراسة، إن غرت أول شخص استعاد القدرة على التحكم بحركة ساقيه وإيقاع خطواته بواسطة التفكير، كذلك هناك عدد من المرضى الآخرين الذين لم يكن بإمكانهم السير، أصبحوا اليوم قادرين على التحرّك.
آلية استعادة السير على القدمين
وتوصل العلماء إلى هذا الإنجاز عبر الجمع بين تقنيتين زُرعتا في دماغ الشخص وحبله الشوكي، بحسب ما أوضح لوكالة "فرانس برس" الباحث غِيّوم شارفيه، من مفوضية الطاقة الذرية والطاقات البديلة، وهي أحد الأطراف المشاركة في المشروع.
وجاء ذلك نتيجة أبحاث أجرتها فرق في فرنسا وسويسرا طوال عشر سنوات.
ويشكل الحبل الشوكي المحمي بالعمود الفقري، امتداداً للدماغ، ويتحكّم بعدد كبير من الحركات، ويؤدي تلف الاتصال بالدماغ إلى العجز عن تنفيذ هذه الحركات على نحو غير قابل للإصلاح.
و لمعالجة تلك المشكلة زرعت لدى المريض المصاب بالشلل فوق منطقة الدماغ، المسؤولة عن حركات الساقين، أقطاب كهربائية ابتكرتها مفوضية الطاقة الذرية والطاقات البديلة.
تلك الأقطاب تتيح فك شفرة الإشارات الكهربائية التي يولدها الدماغ، حينما يفكر الشخص في السير، ومن ثم تحول هذه النوايا إلى متواليات كهربائية لتحفيز الحبل الشوكي، ما يؤدي إلى تنشيط عضلات الساقين لتحقيق الحركة المنشودة.
اقرأ أيضاً: أخطاء تسبب الشلل الدماغي.. والعلاج الفيزيائي يحسن حالة المريض

البيانات تنقل عبر نظام محمول، يوضع على جهاز المشي أو في حقيبة ظهر صغيرة، ما يتيح للمريض الاستغناء عن أي مساعدة خارجية، عبر التحكّم الطوعي بتحركاته ومداها.
ووصف غرت ما مر به ليتمكن من السير مجدداً لدقائق متتالية، بأنه "رحلة طويلة"، حيث خضع لعمليتين جراحيتين من أجل وضع الغرستين، وبعد 6 أشهر من التدريب استعاد جزءاً من قدراته الحسية والحركية.
عالم الأعصاب الفرنسي أستاذ علم الأعصاب في مدرسة البوليتكنيك الفدرالية في لوزان غريغوار كورتين، ذكر أن "المرضى السابقين كانوا يسيرون بجهد كبير، أما الآن فلا يحتاج المريض سوى إلى التفكير في المشي لكي يقوم بخطوة".
بحسب غِيّوم شارفيه من مفوضية الطاقة الذرية والطاقات البديلة، إن تلك التقنية ستستغرق أبحاثاً لسنوات عدة قبل تعميمها.
الكلمات المفتاحية