في لبنان والأردن وتركيا، تبقى أعداد اللاجئين السوريين عرضة للتهويل والتضخيم من قبل السياسيين، إذ يبالغ البعض في الأرقام بغرض الاستثمار السياسي ويتغاضى آخرون عن ذكر الأرقام الحقيقية، لعدم وجود إحصاءات رسمية شفافة، والتضارب أحياناً بين ما يعلنه المسؤولون المحليون والأمم المتحدة.
وفي ظل الانتخابات الرئاسية التركية، برز الحديث عن السوريين مجدداً في التصريحات السياسية، وتأثير أعدادهم على مستقبل البلاد وواقعها الحالي، وأتى على ذلك كل من الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان ومنافسه المعارض كمال كيلجدار أوغلو، وآخرون.
منذ بدء الحرب في سوريا قدّرت الأمم المتحدة أعداد الذين لجؤوا إلى دول الجوار وأوروبا بنحو 5.5 مليون سوري، وتصدّرت تركيا قائمة الدول الأكثر استضافة للاجئين السوريين.
خلال السنوات الأولى اعتمدت الحكومة التركية سياسة الباب المفتوح باستقبال اللاجئين السوريين الفارين من نيران القصف، على خلاف السنوات الأخيرة، حيث بدأ الحديث عن ترحيل وإعادة السوريين إلى بلادهم "طواعية"، في ظل تصاعد لخطاب الكراهية وحوادث الاعتداء على السوريين "تهديداً بترحيلهم".
بدأت رحلة السوريين إلى تركيا، بوصول بضعة آلاف منهم منذ نحو عشر سنوات، لتقفز الأرقام إلى أكثر من ثلاثة ملايين سوري يقيم غالبيتهم بصفة "الحماية المؤقتة".
وتظهر تقارير وأبحاث أن ذروة الدخول إلى تركيا كانت بين 2014 و2017، بسبب تكثيف قوات النظام من عملياتها العسكرية، وسيطرتها على مناطق محاذية للولايات الجنوبية التركية، مثل شرقي حلب ومناطق في إدلب.
تبعها وصول مهجرين قسراً من حمص وريف دمشق وغيرها، إضافة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على مناطق واسعة من الرقة ودير الزور، المحاذية للولايات الجنوبية الشرقية التركية.
تستعرض لكم روزنة الإحصاء السنوي لأعداد السوريين بين 2012 و2023، وكيف تبدلت الأرقام على مدار السنوات الـ 11 الفائتة:
2012
بعد نحو عام من بدء الثورة السورية، لم يتجاوز عدد اللاجئين السوريين إلى تركيا الـ 70 ألف شخص.
وذكرت "إدارة الكوارث والطوارئ" التركية (آفاد) في آب عام 2012 أن هناك 69828 سورياً في تركيا.
برز الحديث عن المنطقة الآمنة، منذ ذلك العام، إذ قال وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، مقابلة هاتفية، عام 2012، إنه إذا تجاوز هذا العدد 100 ألف ، فسيتعين إنشاء منطقة آمنة في سوريا، وفق "بي بي سي".
وحذّرت تركيا الأمم المتحدة في نيسان عام 2012 من احتياجها إلى المساعدة لمواجهة تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيها، وقالت إن أزمة اللاجئين السوريين أصبحت "مشكلة عالمية".
وكان موقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حينها، يدعو بشكل مباشر إلى إسقاط رئيس النظام بشار الأسد.
عام 2013
حتى تاريخ 23 آب عام 2013، ارتفع بشكل طفيف عدد اللاجئين السوريين ضمن مخيمات تحت مسؤولية "إدارة الكوارث والطوارئ" (آفاد)، ليصل إلى 200 ألف و368 لاجئاً سورياً.
وبحسب تقديرات "إدارة الكوارث والطوارئ"، بلغ عدد السوريين الذين يعيشون خارج المخيمات في مدن مختلفة 350 ألف لاجئ سوري.
2014
مع اشتداد المعارك في حلب وسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على مناطق واسعة في الرقة ودير الزور، إضافة لعمليات عسكرية في إدلب، ارتفع عدد السوريين الواصلين إلى تركيا، بشكل ملحوظ في هذه السنة.
وأعلنت وزارة الداخلية، بحسب ما نشر موقع "خبر ترك" مطلع آب 2014، أن عدد السوريين في تركيا بلغ مليون و 385 ألف، وكانت إسطنبول المدينة التي تضم أكبر عدد من السوريين بـ 330 ألفاً، ، واحتلت غازي عنتاب المرتبة الثانية بـ 220 ألفاً.
2015
عادت تركيا للحديث عن المنطقة الآمنة، حيث قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، في حوار مع "بي بي سي" في آب 2015 ،إن بلاده تعتزم إقامة منطقة أمنية على الشريط الحدودي مع سوريا، بالتعاون مع الولايات المتحدة ودول أخرى، بهدف حماية المدنيين من هجمات قوات النظام أو تنظيم "الدولة".
وبلغ عدد اللاجئين السوريين آنذاك مليون و805 آلاف و255 لاجئاً في تركيا، بحسب تقرير لـ"مفوضية اللاجئين" في تموز عام 2015،
يقول متين شوراباتير، المتحدث السابق باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والخبير في مركز دراسات اللجوء والهجرة، إنه وفقاً للأرقام الرسمية، هناك حوالي مليون و 870 ألف لاجئ سوري في تركيا، وفق موقع "voaturkce".
2016
في أواخر عام 2016 لجأ عدد لا بأس به من أهالي مدينة حلب إلى تركيا نتيجة تهجيرهم من قبل النظام السوري بعد حملة عسكرية بدعم روسي استهدفت الأحياء الشرقية في المدينة، وأدت إلى مقتل وجرح الآلاف بعد فترة حصار طويلة.
ولقرب حلب من الحدود التركية، قفز عدد اللاجئين بشكل كبير، إذ قال مدير عام إدارة الهجرة بوزارة الداخلية التركية، أتيلا توروس، في كانون الأول عام 2016، إن هناك مليونين و 255 ألفاً و 299 سورياً مسجلاً في تركيا، و 279 ألفاً 574 منهم يقيمون في المخيمات، وفق موقع "posta".
وأعلن الرئيس التركي، في تموز 2016، خطة حكومته منح الجنسية التركية لثلاثة ملايين لاجيء سوري في البلاد، والسماح بازدواج الجنسية ليتمكنوا من العودة إلى سوريا إن أرادوا، وهو ما لم يتحقق لاحقاً.
2017
منذ 2017، اتجهت الأرقام نحو استقرار نسبي حتى الوقت الحالي، إذ أعلنت المديرية العامة لإدارة الهجرة بوزارة الداخلية، أنه حتى 28 كانون الأول عام 2017 بلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين في تركيا 3،424،237 شخصًا. وفق "جمعية اللاجئين".
2018
في هذا العام انتهت تركيا من بناء الجدار العازل مع الحدود السورية بطول 711 كيلو متر، لمنع عمليات التهريب والدخول غير الشرعي إلى أراضيها، ما أدى إلى عدم زيادة كبيرة في أعداد السوريين في مختلف الولايات.
بقيت الأرقام تقريباً على حالها مقارنة بالعام السابق، وحتى 20 كانون الأول 2018، أعلنت المديرية العامة لإدارة الهجرة بوزارة الداخلية أن عدد السوريين المسجلين لديها في تركيا بلغ 3 ملايين و 618 ألفاً و 624 شخصاً.
2019
وعاد العدد للانخفاض قليلاً حيث بلغ عدد السوريين المسجلين في تركيا حتى 25 كانون الأول 2019 ، 3 ملايين و 571 ألفًا 30 شخصًا ،بحسب ما نقلت "جمعية اللاجئين" عن إدارة الهجرة التركية.
2020
وفي 11 حزيران 2020 بلغ عدد السوريين المسجلين تحت الحماية المؤقتة 3 ملايين و 585 ألفًا و198 شخصاً.
2021
وارتفع العدد حتى 31 كانون الأول 2021 ، وبلغ عدد السوريين المسجلين تحت الحماية المؤقتة في تركيا 3 ملايين و 737 ألفًا و 369 شخصًا .
2022
وحتى 23 حزيران 2022 ، بلغ عدد السوريين المسجلين تحت وضع الحماية المؤقتة 3 ملايين و 684 ألفًا و 488 شخصاً.
قبل شهر في أيار 2022 خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للحديث عبر وسائل الإعلام التركية عن خطة لإعادة مليون لاجئ سوري "طوعاً" عبر مشروع يهدف لبناء مئة ألف منزل في الشمال السوري بالتعاون مع منظمات دولية.
2023
قال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو،في مقابلة مع قناة "CNN TURK"، في الـ 23 من أيار الجاري، إن عدد السوريين في تركيا يبلغ 3 ملايين و381 ألف شخص.
وأشار إلى أن ادعاءات المعارضة حول وجود 10 ملايين سوري في تركيا "غير صحيحة".
حتى 17 أيار 2023، انخفض عدد السوريين المسجلين تحت الحماية المؤقتة في تركيا بمقدار 29 ألفًا و 600 مقارنة بشهر مارس وأصبح 3 ملايين و 381 ألفًا و 429 شخصًا، وعليه انخفض عدد السوريين المسجلين منذ بداية العام بنحو 154،569 سورياً، بحسب "جمعية اللاجئين".
الحاصلين على الجنسية التركية
وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أعلن منتصف نيسان الماضي، أن عدد الحاصلين على الجنسية التركية من اللاجئين السوريين بلغ 230 ألفاً و998 فرداً.
وفي بيان وزارة الداخلية 15 نيسان 2023 ، أفادت أن عدد المواطنين الأتراك من أصل سوري الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات هو 130،914، وفق موقع "جمعية اللاجئين".
ويراقب السوريون نتائج الانتخابات الحالية باهتمام، لتصريح مرشح المعارضة "كيلجدار أوغلو" نيته إعادة كل السوريين لوطنهم بتنسيق مع النظام، ووفق خطة تضمن لهم عودة كريمة، في حين يصرح "أردوغان" أن العودة لن تكون قسراً، مع العمل على إعادة نحو مليون إلى مشاريع تنفذ شمالي البلاد، وتصريحات رسمية حول التنسيق مع النظام لتأمين عودة الخارجين من مناطقه، وفق مسار موسكو الرباعي.
الكلمات المفتاحية