نقلت بعض نقاط المراقبة التركية تمركزها من مواقعها الداخلية في محافظة إدلب، قبل أيام، لتتمركز بالقرب من خطوط التماس مع المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري.
وأفادت مصادر محلية لروزنة، أن نقطة المراقبة المتواجدة في بلدة سرمين انتقلت إلى منطقة معارة عليا المحاذية لخطوط التماس، كما انتقلت نقطة المراقبة المتواجدة في مدينة بنش إلى مدينة تفتناز التي تفصلها عن مناطق سيطرة النظام بضعة كيلو مترات.
وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أمس، أن القوات التركية "انسحبت من النقاط لإعادة ممتلكات المدنيين بعد أن سيطرت على المواقع منذ عام 2020، وأخلت القوات العديد من النقاط ابتداء من بلدة معارة النعسان وحتى محيط مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي".

خريطة توزع السيطرة في شمالي غربي سوريا بحسب ما نشر موقع "الإعلام العسكري للثورة السورية"
ويرى الناشط السياسي عبد الكريم العمر، في حديث مع روزنة من إدلب، أن عملية إعادة التموضع التي ينفذها الجيش التركي بالقرب من خطوط التماس في شمالي غربي سوريا، هي للدعم والإسناد العسكري لتلك المنطقة.
وأشار العمر إلى أنها "رسالة سياسية موجهة للنظام السوري بأن بقاءنا في الشمال على ما هو عليه، لن يتغير شيء، وأن مسار التطبيع هو مسار آخر يختلف عن الوجود العسكري التركي، وهو كلام المسؤولين الأتراك".
وأوضح أن الرسالة موجهة أيضاً إلى المعارضة السورية، بعد التصريحات التركية التي تتحدث عن أن الوضع القائم شمالي غربي سوريا لن يتغير.
وسادت حالة من التخوف في أوساط عدد من السوريين في المنطقة، عقب عملية التقارب التركي - السوري، التي قال وزير الخارجية التركي إنها تهدف للتطبيع مع دمشق، إلى جانب تخوفهم من نتائج الانتخابات التركية والتي قد تؤثر على المنطقة.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حديث مع شبكة CNN، مطلع الأسبوع الحالي، أن تركيا لن تنسحب في الوقت الراهن من سوريا، بسبب التهديدات التي وصفها بـ"الإرهابية" على حدودها الجنوبية.
جاء تصريح أردوغان عقب لقاء وزير الخارجية فيصل المقداد مع قناة "RT" الروسية، والذي قال إن أي لقاء بين بشار الأسد وأردوغان مرهون بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.
وسحبت تركيا عدداً من نقاطها العسكرية في مناطق بريفي إدلب وحماة عقب تقدم قوات النظام إلى تلك المناطق، بعد العملية العسكرية التي شنتها عام 2019، وسيطرت من خلالها على مناطق واسعة من المحافظتين.
يذكر أن تركيا بدأت بنشر نقاطها العسكرية في شمالي سوريا عام 2017، بعد تفاهمات مع الجانب الروسي في أستانة، حيث وصل عددها نهاية أيار 2018 إلى 12 نقطة تركية، بحسب ما ذكرت BBC.
الكلمات المفتاحية