"دعنا نذهب مغامرة".. متنفّس دانيال وأصدقائه الجامعيين في اللاذقية

طلاب سوريون في إحدى الرحلات - روزنة
عبر الدراجات الهوائية أوالحافلات ينطلق مجموعة من الطلبة الجامعيين في اللاذقية إلى مناطق مختلفة كل حين، إما داخل المحافظة أو خارجها، في رحلات يصفونها بـ"المتنفّس الوحيد للشباب من ضغط الحياة في سوريا".
"let's go adventure" (دعنا نذهب مغامرة) مبادرة أطلقها منذ عامين، دانيال (23 عاماً) طالب طب أسنان في اللاذقية، بهدف التنسيق مع زملاء له أو من جامعات أخرى، ممن يبحثون عن فسحة للترفيه، ومستعدين لخوض رحلة إلى الطبيعة أو مسير الدراجات أو السباحة وغيرها.

المبادرة تكبر.. وندعم بعضنا
بحماس وسعادة، يشرح دانيال لروزنة عن مبادرته التي وصلت لأبعد من المتوقع: "كنّا في البداية عدد محدود جداً من الأصدقاء. مع مرور الأيام كبر العدد ليصل إلى 600 شخص في بعض الرحلات".
ويوضح أن اختيار مكان الرحلة يتم باستفتاء بين الطلاب المشاركين، ولا يقتصر الأمر على الأماكن القريبة "ذهبنا إلى أماكن في حماة وحمص ودمشق وطرطوس، إضافة إلى اللاذقية حيث نقيم".
آخر رحلة كانت مسير دراجات هوائية ضمّت 25 شخصاً لمسافة 40 كيلومتراً، من مدينة اللاذقية لرأس شمرا أو "أوغاريت" والكورنيش.

وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها نسبة واسعة من الطلبة، يتساعد المشاركون أحياناً لدفع تكاليف الرحلة، يقول دانيال: "في كثير من الأحيان يساعد ميسور الحال من لا تتوفر لديه القدرة المادية، ليكونوا إلى جانب بعضهم البعض في تلك الرحلات، وبخاصة بعد الزلزال".
وتتراوح تكلفة الرحلات بشكل عام، بين 25 إلى 30 ألف ليرة سورية للشخص الواحد، بحسب الوجهة التي تقصدها المجموعة.
أما الرحلات الكبيرة "تكون مكلفة أكثر لاننا نحجز فيها دي جيه (منسّق موسيقا)، إضافة إلى حاجتنا للموافقات الأمنية وحجز المطاعم وغير ذلك"، يوضح دانيال.
انتهت الامتحانات.. هيّا نحتفل!
كالكثير من الطلبة، يصف دانيال فرحته بانتهاء فترة الامتحانات بأنها "أكبر إنجاز بحياتي"، واحتفالاً بهذه المناسبة "السعيدة"، نظم مع أصدقائه، في آب الفائت، أكبر رحلة لهم منذ انطلاق مبادرة "دعنا نذهب مغامرة".
واتجهت حينها 20 حافلة إلى وادي قنديل شمالي اللاذقية، تقل 600 طالب طب من مختلف المحافظات.
ويرى دانيال أنه "بالرغم من ضغط دوام طلاب الطب، وعدم مساعدة الظروف وبخاصة المادية، إلا أننا نجد فسحة لأنفسنا كوسيلة لتفريغ الطاقة".

نذلل العقبات.. مستمرون
وينظّم دانيال تلك الرحلات كل أسبوعين مرة، بمساعدة بعض الأصدقاء.
ويحاول الشاب مع أصدقائه التغلب على العراقيل المادية أو اللوجستية التي تواجههم، في سبيل إتمام مغامراتهم ورحلاتهم.
ويذكر دانيال أنهم أبرموا اتفاقاً لتوفير تكلفة مسير الدراجات قدر الإمكان على الطلبة المشاركين: "اتفقنا مع محل لتأجير البسكليتات، على مبلغ 15 ألف ليرة مقابل اليوم الواحد، بدلاً من 5 أو 6 آلاف للساعة الواحدة، المتعارف عليها في سوريا. كان حل جيد، والسعر يعتبر رمزي لفريقنا".

وخلال السنوات الأخيرة، عانى الطلاب والسوريون بشكل عام، من تردي الأحوال العامة والاقتصادية والمعيشية والأمنية، إضافة لأزمة الكهرباء والمياه والمواصلات، لكن دانيال وأصدقاءه وغيرهم من السوريين، يحاولون خلق "فسحة أمل" وفق إمكانياتهم المتاحة.
الكلمات المفتاحية