الإدارة الذاتية لـ"روزنة": أجلينا سوريين من السودان مجاناً

لحظة وصول أول رحلة إجلاء إلى مطار القامشلي - روزنة
أفاد عضو لجنة العلاقات المكلفة من "الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا" بإجلاء السوريين من السودان، مصطفى بالي، بأن"الإدارة" تكفّلت بكامل تكاليف رحلة الإجلاء التي نظمتها لنقل السوريين العالقين في السودان إلى مدينة القامشلي.
وكشف بالي، في تصريح خاص لـ"روزنة" بأن اللجنة تعمل على تحضير القائمة الاسمية للرحلة القادمة، وأن الأولوية فيها ستكون للحالات الإنسانية الخاصة جداً، والفقراء الذين لا يملكون قيمة تذاكر الحجز، "تحسباً لأي طارئ يتسبب بوقف تنظيم تلك الرحلات".
اقرأ أيضاً: من الخرطوم إلى جدة.. رحلة مجهولة للمئات قد تنتهي بسوريا

وأشار إلى أن 161 لاجئاً سورياً من العالقين في السودان وصلوا إلى مطار القامشلي، في أول رحلة تنظمها لإجلاء السوريين هناك، بينهم 10 أطفال رضع، وكان ذلك عبر حجز 151 مقعداً في الطائرة، وجميعهم من مناطق شمالي شرقي سوريا، "إلا أن الهدف في الرحلات القادمة نقل جميع السوريين".
وقال عضو اللجنة إنه مع بدء الاشتباكات في السودان بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أجرت لجنة العلاقات الخارجية في "الإدارة الذاتية" اتصالاتها مع الجهات القادرة على تقديم الدعم التقني.
وأوضح أن الدعم التقني المطلوب كان عبر التواصل مع شركات الطيران لتخصيص رحلات جوية لإجلاء اللاجئين السوريين العالقين في السودان، وأنهم بعد شهر من تلك الاتصالات نجحوا بتحريك أول رحلة من مطار بورسودان إلى مطار القامشلي.
وأشار إلى أنهم واجهوا عدة صعوبات خلال الرحلة الأولى، "حيث أن غالبية السوريين في السودان كانوا يتمركزون في الخرطوم، ثم انتشروا في مختلف المناطق السودانية بحثاً عن أماكن آمنة أثناء الاشتباكات، إضافة إلى كيفية التواصل وتجميع السوريين في مدينة بورسودان، استعداداً لنقلهم".
ومن بين العقبات التي واجهتهم تأمين رحلات طيران منتظمة، يضاف إليها التكاليف الباهظة لها، حيث تكفلت الإدارة الذاتية بالنفقات الكاملة لتلك الرحلات.
ووعدت "الإدارة الذاتية" في بيان نشرته على صفحتها الرسمية في فيسبوك، بإجلاء أكبر عدد ممكن من العالقين في السودان، حيث أكدت وجود "رحلة إجلاء أخرى في القريب العاجل".
ونشرت الإدارة صوراً تظهر اللحظات الأولى لوصول الذين تم إجلاؤهم في الرحلة.
وجهة جديدة
بعد تأخر حكومة النظام السوري في تأمين رحلات إجلاء للسوريين العالقين في السودان، اضطر عدد منهم للهرب خارج السودان عبر الحدود البرية، فكانت الوجهة هي الدول المجاورة.
ونشرت "روزنة"، قبل أيام، تقريراً عن وصول عدد من السوريين الهاربين من الاشتباكات في السودان، إلى إثيوبيا القريبة، عبر الحدود السودانية - الإثيوبية.
كما يشير التقرير إلى أن آخرين توجهوا إلى الحدود المصرية بهدف الدخول إلى الأراضي المصرية وتأمين إقامة فيها، إلا أنه أمر ليس متاحاً للجميع، كما هي الحال مع الذين تمكنوا من الحجز في رحلات إلى دمشق، كلفتهم مبالغ باهظة.
سوريون عالقون
عدد لا بأس من السوريين لم يتمكنوا من التسجيل في قوائم الإجلاء مازالوا يقيمون في السودان، على الرغم من احتدام المعارك بين الطرفين المتصارعين.
قد يهمّك: السودان.. سوريون خائفون لروزنة:"لا مكان نلجأ إليه والسفارة غائبة"

عالقون في العاصمة الخرطوم لا يتمكنون من التحرك والتنقل بسبب حدة الاشتباكات، وينتظرون توقفها لينتقلوا إلى مكان أكثر أمناً، بينما تقف الأوضاع الاقتصادية الصعبة لبعضهم الآخر عائقاً أمام انتقالهم إلى مناطق بعيدة عن الاشتباكات.
في الرابع من أيار الحالي بدأ الإعلان عن رحلات مدفوعة تبدأ من 450 دولار أمريكي وأكثر، في ظل وضع اقتصادي وأمني متردي يعاني منه السوريون الهاربون من الحرب السودانية التي بدأت منتصف نيسان الفائت، بحسب ما أكد سوريون لـ"روزنة".
ويبلغ عدد السوريين المقيمين في السودان حوالي 30 ألفاً، بحسب القائم بالأعمال في سفارة النظام السوري لدى الخرطوم بشر الشعار.
يذكر أن الاشتباكات اندلعت، في 15 نيسان الماضي، بين قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو، وقوات الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان.
الكلمات المفتاحية