طرق الإنقاذ بدائية.. آبار كوباني تبتلع طفلاً ثانياً في شهرين

طرق الإنقاذ بدائية.. آبار كوباني تبتلع طفلاً ثانياً في شهرين
اجتماعي | 22 مايو 2023 | نور الأحمد

لقيت الطفلة ميرال مصرعها، بعد سقوطها في بئر ارتوازية بمدينة كوباني (عين العرب)، بعد فشل محاولات الإنقاذ البدائية، التي استمرت ليومين قبل أن تنتهي بإخراج جثمانها.


والواقعة هي الثانية خلال شهرين فقط، بعد خسارة طفل لحياته إثر سقوطه في أحد آبار كوباني أيضاً، حيث اتسمت محاولات الإنقاذ في المرتين، بأنها بدائية وغير ناجعة، لعدم توفر الآليات اللازمة، ما يجعلها شبه محكومة بالفشل قبل بدئها.

وقال لزكين ابراهيم، أحد أقرباء الطفلة، لروزنة، إن ميرال (3 سنوات) سقطت الخميس الفائت في بئر بعمق 17 متر تقريباً في بيت جدتها، وبعد محاولة ذويها الفاشلة لإخراجها، استعانوا بفرق الإنقاذ من بلدية "كوباني"، التي وصلت برفقة "قوى الأمن الداخلي" وفرق الإسعاف.

ولم تستطع فرق الإنقاذ انتشال الطفلة إلا بعد 42 ساعة، السبت، حسب لزكين، الذي يوضح: "عند انتشالها لم يصدر أي صوت منها، لكن جسدها كان دافئاً، فأسعفت على الفور إلى مشفى كوباني على أمل أنها لم تمت، لكنها كانت مفارقة للحياة".

اقرأ أيضا: بعد محاولات إنقاذه.. طفل يفارق الحياة في بئر بكوباني

ويشرح خال الطفلة محمد، لروزنة، عن محاولات الإنقاذ الفردية: "عندما سقطت قرابة الرابعة عصراً، حاولنا انتشالها عبر إنزال طفل في البئر الذي حفر بغية تصريف مياه الصرف الصحي بالمنزل، لكن لم تفلح المحاولة، فاستعنا بفرق الإنقاذ التي أنزلت كاميرات، ليظهر أن الطفلة بحالة يرثى لها".

بدوره، أشار الرئيس المشترك  لـ"قسم الطوارئ" في كوباني، جعفر أحمد، أن نقص الآليات كان السبب الرئيسي لعدم استطاعتهم انتشال الطفلة على الفور وإنقاذ حياتها، إذ استخدمت الفرق طرق بدائية وآليات بسيطة.

وأضاف لنا: "البئر ضيق جداً، حاولنا بالمعدات الأولية الحفر جانب البئر، لكن ذلك لم يكن كافياً"، لافتاً إلى حاجتهم لآليات أكثر تطوراً تمكنهم من التعامل مستقبلاً مع حالات مشابهة فور حصولها.

وتأتي حادثة سقوط ميرال، بعد نحو 50 يوماً على فقدان طفل آخر (8 سنوات) لحياته في منطقة كوباني، حيث سقط حينها في بئر ارتوازية عمقها 50 متراً، وفشلت حينها محاولات إنقاذه، لعدم توفر المعدات اللازمة، حسب الفرق العاملة هناك.

وتتكرر حوادث سقوط الأطفال في الآبار الارتوازية بمختلف المناطق السورية، وفي غالب الأحيان تنتهي بوفاتهم، من بينها خسارة ثلاثة فتيان يعملون في رعي الأغنام لحياتهم، إثر سقوطهم في بئر بقرية قورقنيا شمالي إدلب في حزيران الفائت.

وأعلن الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في وقت سابق العمل على إغلاق الآبار المهجورة في شمالي غربي البلاد، طالباً من الأهالي التعاون مع فرقه لتحديد مواقعها وإغلاقها.

اقرأ: بعد مأساة ريان.. تحرك وترقّب لمصير الطفل فواز قطيفان

وتتكرر حوادث سقوط الأطفال في الآبار بالمناطق الريفية في سوريا والعالم، في ظل لفت الأنظار إلى ضرورة تنفيذ حملات من الحكومات المحلية لإغلاقها وتوعية الأهالي بمخاطرها، خاصة بعد الاهتمام العالمي مع قضية الطفل المغربي ريان، الذي واكبت الصحافة عمليات إنقاذه المستمرة لأيام في شباط العام الفائت، والتي انتهت بمأساة إخراجه ميتاً من البئر.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق