قبل أيام من جولة الحسم في الانتخابات الرئاسية التركية 28 أيار الجاري، تجددت تصريحات المسؤولين الأتراك بما يخص قضية اللاجئين في تركيا، واستخدامها كإحدى الأوراق لاستقطاب الناخبين خلال الفترة الحالية.
وجدد عدد من المسؤولين الأتراك حديثهم عن اللاجئين في تركيا، من أبرزهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو والرئيس المنتهية ولايته المرشح ضمن الجولة الثانية للانتخابات رجب طيب أردوغان، ومنافسه مرشح المعارضة كمال كلجدار أوغلو.
وصرّح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن مشكلة اللاجئين لا يتم حلها عبر خطاب الكراهية والخطابات الشعبوية، في إشارة إلى تصريحات كليجدار أوغلو بشأن ترحيل اللاجئين السوريين.
وقال جاويش أوغلو في مقابلة خاصة، مساء أمس، على قناة "خبر تورك" إنه يجب إعادة اللاجئين السوريين ليس فقط إلى شمالي سوريا، بل يجب أن يعودوا إلى بيوتهم وأراضيهم حتى في مناطق سيطرة النظام السوري.
حوار مع النظام
وأشار أوغلو إلى أن تركيا تعمل على تهيئة البيئة اللازمة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مضيفاً: "بدأنا الحوار مع النظام السوري حول هذه القضية، من خلال المباحثات التي جرت في موسكو، بالإضافة لقضية وحدة سوريا ومكافحة الإرهاب".
اقرأ أيضاً: اجتماع موسكو الرباعي: أجواء إيجابية وخارطة للعلاقات التركية - السورية

وأوضح أن الاجتماعات التي جرت في موسكو وضمت النظام وتركيا وإيران عملت على تحضير خارطة الطريق لعودة اللاجئين، بشكل آمن "وبما يضمن كرامة الإنسان"، عبر تحضير البنية التحتية اللازمة وبدعم من المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي.
ونوّه المسؤول التركي إلى ضرورة تعاون حكومة دمشق حتى يتمكن اللاجئون السوريون من العودة إلى بلادهم، وفق خارطة الطريق التي تعتمد على التقدم في الحل السياسي، ومكافحة الإرهاب، والعودة الآمنة للاجئين.
واستدرك فكرته بأنه لا يمكن إعادة جميع اللاجئين، فهناك قطاعات مهمة يعمل بها اللاجئون السوريون، وتركيا بحاجة إليهم كيد عاملة، في مجالات الزراعة والصناعة.
أردوغان: نحن بحاجة أصحاب المؤهلات
حديث مولود جاويش أوغلو لم يختلف عمّا جاء في تصريحات الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان مع شبكة "CNN" الأمريكية قبل يومين، حيث أعلن أن تركيا لا يمكنها إرسال جميع اللاجئين السوريين، فهي بحاجة إلى أصحاب المؤهلات العالية، كالأطباء والمهندسين والمحامين والممرضين.
وانتقد أردوغان حديث المعارضة المتكرر بإعادة جميع اللاجئين السوريين إلى سوريا، دون تقديم آلية مساعدة، مشيراً إلى بناء المنظمات التركية لوحدات سكنية في شمالي سوريا، ليتمكن مليون لاجئ سوري من العودة إليها.
وأكد أردوغان أن تركيا لن تنسحب من سوريا، في الوقت الحالي، بسبب وجود ما وصفها بـ"التهديدات الإرهابية على طول الحدود السورية التركية".
وتحدث الرئيس التركي عن احتمال لقائه ببشار الأسد، بوساطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما يمكنهما من فتح باب لإعادة العلاقات بينهما، "تحديداً في معركتنا ضد الإرهاب في الجزء الشمالي من سوريا"، وبأنه لا يرى أية عقبة في طريق مصالحتهم.
كليجدار أوغلو يجدد تهديداته
وجدد زعيم المعارضة التركية المرشح المنافس لأردوغان في الانتخابات كمال كليجدار أوغلو تهديداته بإعادة اللاجئين، حيث أعلن، الخميس، في مؤتمر صحفي أنه سيعيد كل اللاجئين، مشيراً إلى وجود نحو 10 ملايين لاجئ في تركيا.
كما تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي صوراً للافتات طرقية في مدينة اسطنبول، ضمن الحملة الانتخابية للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، والتي تدعو لانتخاب كليجدار أوغلو، وتهدد بإعادة اللاجئين السوريين.

المقداد: لا تطبيع قبل الانسحاب
وفي نفس السياق، قال وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد إن بلاده لن تطبع العلاقات مع تركيا حتى تنسحب من الأراضي السورية.
وأكد خلال لقاء خاص على قناة "RT" الروسية أن لقاء بشار الأسد مع رجب طيب أردوغان "مرهون بخروج القوات التركية من أراضي سوريا".
وعُقد في موسكو اجتماع رباعي، في 10 أيار الجاري، ضم وزراء خارجية كل من النظام السوري وتركيا وروسيا وإيران، حيث أعلنت الأطراف الاتفاق على مواصلة اتصالاتهم وإعداد خارطة طريق "للنهوض" بالعلاقات التركية – السورية.
يذكر أن محاولات التطبيع بين تركيا والنظام السوري تزامنت مع انفتاح سياسي عربي تمثل بعودة الأخير لشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية، وحضور بشار الأسد القمة العربية 32 بجدة، والتي طوت صفحة من العزلة السياسية العربية طيلة 12 عاماً.
الكلمات المفتاحية