آخر ضحاياه إيلون ماسك... الذكاء الاصطناعي ومخاطر التضليل والتحايل

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أيام، خبراً يدعي بأن المدير التنفيذي لشركة "تويتر" تزوج من روبوت أنثوي. إلا أن الخبر كان عارياً عن الصحة، بحسب منصة "تأكد"، التي تعنى بتقصي الحقائق وتدقيق الأخبار والمعلومات ومحاربة التضليل. 

وذكرت المنصة أن نتائج البحث التي أجراها فريق العمل أثبتت عدم صحة الخبر.

اقرأ أيضاً: هل يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر ويهدد وظائفهم؟

وأوضحت أن الصور المتداولة "تم تصميمها بواسطة الذكاء الاصطناعي ونشرت لأول مرة في 4 أيار الجاري، على مجموعة AI Art Universe في موقع فيسبوك، تحت عنوان "السبب الحقيقي وراء رغبة إيلون في تنظيم الذكاء الاصطناعي".

وأشارت إلى أن الصور هي من تصميم المنشئ الرقمي Guerrero Art، الذي وضّح على حساباته العامة على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الصور التي يقوم بنشرها عبارة عن تصاميم تم إنشاؤها باستخدام برنامج AI Mid Journey، وهو برنامج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر ينشئ صوراً من الأوصاف النصية.

إنه أمر مخيف!

انتشرت صورة، في آذار الماضي، لبابا الفاتيكان فرنسيس، يظهر من خلالها وهو يرتدي معطفاً أبيض اللون، منفوخاً، ما أثار موجة من السخرية والنقد على مواقع التواصل الاجتماعي.

تبيّن لاحقاً أن الصور مصممة عبر برامج الذكاء الاصطناعي، وهي من تصميم، بابلو خافيير، نفس المصمم الذي صمم صورة إيلون ماسك، بحسب ما ذكرت منصة "تأكد".

            

                   
                                                                       صورة البابا فرنيس التي صممها خافيير بالذكاء الاصطناعي

وقال خافيير في حديث لموقع buzz feed news إنه لم يكن يتوقع ولا يريد أن تنتشر صورة البابا بهذا الشكل.

وأضاف بأنه "مخيف بالتأكيد، أن يجري الناس مع الأمر دون التشكيك فيه"، حيث وجهت انتقادات حادة لرجل الكنيسة الكاثوليكية، على ما وصفه المنتقدون بـ"البذخ".
 

مستقبل غامض

في ظل التطور التكنولوجي والمعلوماتي بات المستقبل غامضاً حول مدى تأثير ذلك التطور بشكل سلبي، دون أن يكبح جماحه، قال مهندس المعلوماتية عباس المحمد.

وأشار محمد إلى أنه يمكن الآن تصميم صور وفيديوهات عبر الذكاء الاصطناعي، يصعب على العامة التحقق منها، لشخصيات عامة، يمكن من خلالها الإساءة لهم، عبر فضائح جنسية، مثلاً، أو تصريحات كاذبة، منسوبة لهم.

واعتبر المحمد أنه لا بدّ من وضع ضوابط محددة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، حتى لا يتمكن المسيئون من نشر ما يريدونه، بينما هناك استعداد مسبق لدى العامة للتصديق والتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تحذيرات

حذرت صحيفة "The New York Times" في تقرير لها، مطلع أيار، من مخاطر الذكاء الاصطناعي، والذي جاء بعنوان "الأب الروحي للذكاء الاصطناعي يغادر شركة غوغل ويحذر من الخطر في المستقبل".

وتناول التقرير أسباب استقالة "عراب الذكاء الاصطناعي"، البريطاني جيفري هينتون (75 عاماً) من شركة "غوغل"، مطلع الشهر الجاري، ليتحدث "بحرية عن مخاطر الذكاء الاصطناعي"، مبدياً ندمه على ما قدمه في ذلك المجال.
 
ونقلت الصحيفة عن هينتون قوله "من الصعب أن ترى كيف يمكنك منع الجهات الفاعلة السيئة من استخدامها لأشياء سيئة".

وأوضح أنه قلق جداً من "أن الإنترنت سوف يغمره الصور ومقاطع الفيديو والنصوص المزيفة، ولن يكون الشخص العادي قادراً على معرفة ما هو صحيح بعد الآن".

قد يهمّك: إلى أين سيصل بنا الإنترنت؟... أشياء لم تخطر لك بعد!

وطالبت مجموعة من الشخصيات "المعروفة من سيليكون فالي (من بينهم إيلون ماسك، وستيف فوزنياك) بوقف كل برامج التطوير لستة أشهر على الأقل". جاء ذلك في تقرير نشره موقع DW عن مخاطر الذكاء الاصطناعي.

وبحسب الموقع، فإن منظمة اليونسكو دعت العالم إلى تطبيق توصية أصدرتها عام 2021 على طرق تطوير هذا الذكاء. والتي تشدد على "إنشاء أداة تشريعية لتنظيم الذكاء الاصطناعي ومراقبته، وتضمن الأمن الكامل للبيانات الشخصية والحساسة".

وذكّر بتأكيد "اليونسكو" على ضرورة استحضار البعد الأخلاقي في طموح الدول للاستفادة من هذا التطوّر التقني، إضافة إلى التحديات الكبيرة التي يخلقها هذا التطور، "خصوصاً إمكانية نشرها لمعلومات مضللة، وأخرى فيها انتهاك لحقوق الأفراد والمجموعات".

تقارير عدة تشير إلى تهديدات أخرى قد يعكسها التطور في مجال الذكاء الاصطناعي، من أهمها القضاء على فرص العمل في المستقبل، ما يضع الذكاء الاصطناعي في مواجهة مباشرة وحرب مع البشر، وهو ما تنبأ به فيلم "I Robot".