ذكرت وكالة رويترز أن السعودية قدمت عرضاً للنظام السوري، يتضمن دعمه بـ4 مليارات دولار كتعويض عن تجارة المخدرات، التي تعتبر السعودية سوقاً كبيراً لتصريفها.
وأوضحت الوكالة في تقرير نشرته أمس، نقلاً عن مصادر خاصة، أن المبلغ الذي اقترحته السعودية جاء بناء على تقديرات أرباح تلك التجارة التي يحققها النظام السوري.
اقرأ أيضاً: تحقيق صحفي يكشف تورط ماهر الأسد في عمليات تهريب الكبتاغون

ونقلت عن مسؤول أردني كبير أن الأردن أبلغ سوريا بأنه يعتبر المخدرات تهديداً لأمنها القومي. مؤكداً أن "الضغط على الحدود هائل وهذه ليست عصابات. من الواضح أنها مدعومة من قبل الميليشيات المدعومة من إيران والمتحصنة داخل الدولة".
وأشارت إلى نفي السعودية تلك الأنباء، عبر مصدر مسؤول في الخارجية، منوهةً إلى عدم الحصول على رد عبر الإيميل، حول صحة المعلومات من الجانبين السعودي والسوري، قبل نشر التقرير.
اجتماع عمان الساخن
تحدث التقرير عن سلبية الأجواء في اجتماع عمان التشاوري، الذي جمع وزراء خارجية كل من النظام السوري والأردن والسعودية ومصر والعراق، مطلع الشهر الجاري.
وأفادت مصادر خاصة لـ"رويترز"، رفضت الكشف عن اسمها، أن الاجتماع الخماسي كان "متوتراً للغاية"، وأن الوزراء العرب "كانوا منزعجين من لهجة فيصل المقداد".
وبحسب المصادر فقد أبلغ المقداد نظراءه العرب في الاجتماع أن التقدم في كبح الكبتاغون يعتمد على الضغط العربي على الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات.
وربط دعوة وزراء الخارجية العرب لعودة اللاجئين بالحصول على أموال لإعادة إعمار سوريا.
إنتاج الكبتاغون مستمر
يشير تقرير آخر نشرته "رويترز"، اليوم، نقلاً عن مصادر استخبارية مقرها في المنطقة إلى أن الكبتاغون ما يزال ينتج في مصانع صغيرة على طول الحدود السورية اللبنانية وكذلك في مصانع أكبر أقرب إلى الحدود السورية مع الأردن، كما تنتج بعض الكميات في لبنان بحسب مصادر أمنية.
وأوضح التقرير أن دول الخليج تعتبر هي من أهم الأسواق لتصريف المخدرات الصادرة من سوريا، عبر شبكات التهريب.
استهداف معاقل المخدرات داخل سوريا
استهدفت طائرة حربية، 8 أيار، يرجح أنها أردنية، بغارة جوية منزلاً في قرية الشعاب التابعة لمحافظة السويداء، يعود لأحد أهم تجار المخدرات في جنوبي سوريا المدعو مرعي الرمثان، ما تسبب بمقتله مع 7 من أفراد عائلته.
كما شمل الاستهداف عدة مواقع أخرى في محافظة درعا، قيل إنها مواقع لصنع وتخزين الكبتاغون.
وأكدت رويترز، نقلاً عن مصادر استخباراتية، أن الأردن شن تلك الغارات نتيجة "القلق العربي العميق بشأن هذه المسألة".
سوريا مركز رئيسي لتصدير الكبتاغون
ونشرت وكالة الصحافة الفرنسية، في تشرين الثاني الماضي، تقريراً صحفياً تحدثت فيه عن تورط النظام بتصنيع وتجارة وتهريب الكبتاغون.
واستند التقرير إلى شهادات من بعض المهربين والمسؤولين الأمنيين الحاليين والسابقين، في سوريا ودول أخرى.
وأكد على أن سوريا باتت مركزاً أساسياً لشبكة تمتد بين سوريا والعراق والأردن وتركيا، وصولاً إلى دول الخليج مروراً بدول أفريقية وأوروبية، معتبراً أن "السعودية السوق الأول للكبتاغون".
وقال مستشار سابق في حكومة النظام لوكالة فرانس برس من خارج سوريا "لا توجد محرّمات في الحروب، والبلاد كانت ولا تزال في حاجة ماسة للنقد الأجنبي من أجل رفد اقتصاد الدولة".
وبحسب التقرير، تتورّط أجهزة أمنية وعسكرية سورية عدة في تلك التجارة، قد تكون أبرزها الفرقة الرابعة التي تتبع ماهر الأسد، وفق ما أفادت مصادر عدة بينها أمنيون سابقون في سوريا ومهربون وخبراء.
وتتحدث كارولين روز، من معهد نيولاينز الذي نشر تحقيقاً حول صناعة الكبتاغون قبل أشهر، "لعبت الفرقة الرابعة دوراً أساسياً في حماية وتسهيل وتهريب الكبتاغون في حمص واللاذقية، وفي نقل الشحنات إلى مرفأي طرطوس واللاذقية".
ويعد الجنوب السوري، وتحديداً محافظتا السويداء ودرعا، معقل طرق تهريب أساسية لحبوب الكبتاغون نحو الأردن، وفق ناشطين وأمنيين سابقين من المنطقة.
وأفاد موظّف بمعمل أدوية في سوريا لفرانس برس من خارج سوريا، إن بعض مصانع الأدوية متورطة كونها قادرة على استيراد المواد الأولية لتلك الصناعة "غير المعقدة التي يمكن أن تتم في أي معمل أدوية خاص".
عقوبات غربية
على الرغم من نفي النظام السوري، المتكرر، للاتهامات التي تتحدث عن مسؤوليته على تصنيع وتهريب المخدرات، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية فرضت على بعض مسؤوليه والمقربين منه عقوبات اقتصادية.
آخر تلك العقوبات، ما أعلنه الاتحاد الأوروبي، في 24 نيسان الماضي، من عقوبات على مجموعة أفراد مرتبطين بشكل مباشر بعائلة الأسد، على خلفية اتهامهم بالتورط في تجارة الكبتاغون.
قد يهمّك: مسؤول عراقي: عصابات تهريب عراقية تنقل الكبتاغون من سوريا

وضمّت القائمة كل من سامر كمال الأسد، ومضر رفعت الأسد، ووسيم بديع الأسد، وبموجب هذه العقوبات تجمد أصول المذكورين، إضافة إلى منعهم من منح تأشيرات سفر.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية بالتنسيق والتعاون مع الحكومة البريطانية، في 28 آذار، عقوبات على عدة شخصيات مقربة من النظام السوري في كل من سوريا ولبنان، بسبب ما قالت الوزارة "دورهم في إنتاج وتهريب المخدرات".
وفي شهر أيلول الماضي، أقرّ مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون لتعطيل وتفكيك إنتاج المخدرات في سوريا والاتجار بها، معتبراً مناطق النظام السوري هي المركز الحالي لتجارة المخدرات في البلاد.
ويعتبر الكبتاغون من أكثر المواد المخدرة سهولة في التصنيع بسبب توفر المواد الأولية المكونة من مزيج من الفينيثيلين والكافيين ومواد مالئة أخرى. وصنع لأول مرة في ألمانيا في ستينيات القرن الماضي، للمساعدة في علاج اضطرابات نقص الانتباه، والخدار والحالات الأخرى.
الكلمات المفتاحية