ريف حلب: أب ينهي حياة طفلتيه ويهدّد طفلتين غيرهما

الأمن الجنائي في حلب - فيسبوك
الأمن الجنائي في حلب - فيسبوك

نساء | 26 أبريل 2023 | إيمان حمراوي

"أين أصبحنا، أين الإنسانية؟" "هذا ليس بأب، بلا قلب ولا رحمة" "صارت بلدنا مهد الموت" هي تساؤلات وتعليقات غاضبة لسوريين على جريمة قتل ارتكبها والد بحق ابنتيه (13 - 14 عاماً) بطريقة وحشية في ريف حلب الشرقي.


الطفلة سيدرة ذات الـ 14 عاماً، قضت حياتها أولاً على يد والدها "حسن ج" بعد الاعتداء عليها ومن ثم دفنها في فناء المنزل بقرية تل شغيب في ريف حلب أمام زوجة والدها هناء، كما أفادت شقيقتها نورا (15 عاماً)، وفق بيان وزارة الداخلية لدى حكومة النظام السوري.

وحضرت هيئة الكشف الطبي والقضائي لاتخاذ الإجراءات اللازمة، بعد العثور على جثة الطفلة سيدرا مدفونة في فناء المنزل.

أما الطفلة الثانية لميس (13 عاماً) أنهى والدها حياتها وقام بحرق جثتها ورمي رفاتها أمام شقيقها عبدو (16 عاماً)، بحسب بيان وزارة الداخلية.

ألقت السلطات القبض على زوجة الأب هناء والمدعو عبدو الشقيق، اللذين أكدا خلال التحقيق صحة المعلومات، بعدما توفي الأب إثر إصابته بقنبلة رماها حين وصول عناصر الأمن.

لم يكتفِ الأب بقتل ابنتيه سيدرا ولميس، حين وصول دورية من فرع الأمن الجنائي في حلب إلى المكان، أقدم على احتجاز ابنتيه "هبة وحلا" مشهراً قنبلة حربية، هدّد بتفجيرها فيهما في حال الاقتراب منه.

اقرأ أيضاً: إدلب: أب يقتل ابنته خنقاً وحرقاً والسبب "مشكلات عائلية"



ورمى حسن ثلاثة قنابل على الدوريات محاولاً الفرار، ما أدى إلى انفجار أحدها وإصابته مع ابنتيه وضابطين من فرع الأمن الجنائي، وتم إسعاف المصابين إلى مستشفى حلب الجامعي لتلقي العلاج، وتوفي الجاني حسن هناك.

ولا تزال التحقيقات مستمرة لكشف جميع ملابسات الجريمة.

وبحسب موقع "نورث برس" المحلي، اثنين من ضباط فرع الأمن الجنائي بحلب تعرضوا للإصابة مع عناصر تابعة لـ"لواء القدس" الفلسطيني أثناء محاولة القبض على الجاني الذي رمى قنابل يدوية خلال محاولته الهرب، مشيراً إلى أنه يتعاطى  المخدرات.

وأضاف الموقع، أنه يتم العمل على تقديم الرعاية للأطفال من قبل جمعية خيرية متخصصة في رعاية الأطفال المتعرضين للعنف، حيث أنّ والدة الأطفال مطلقة وتقيم في مكان آخر.

ومطلع العام الجاري أقدم شاب ثلاثيني على قتل شقيقته وزوجته وأطفاله الخمسة، في بلدة الوقف بريف حلب، وبحسب تقارير محلية، اعترف بتعاطيه للمخدرات من نوع "إتش بوز" الرائجة في شمالي سوريا.

وتشهد سوريا ارتفاع ملحوظاً في معدلات الجرائم، وبشكل خاص قتل الإناث، في ظل ارتفاع تعاطي المخدرات،  لدى السوريين بنسبة وصلت إلى 8 بالمئة بعد أن كانت بالمئة في العام 2011، وفق دراسة صادرة عن "مركز الحوار السوري" بالشراكة مع منظمة "ميدي غلوبال" بعنوان "الهدم من الداخل: المخدرات، السلاح  الجديد لهدم المجتمع السوري" أواخر العام الفائت.

وقتلت امرأة على يد زوجها في دمشق، منتصف شهر آذار الماضي، بعد طعنه بسكين حادة، بسبب خلافات شخصية بينهما.

وأواخر عام 2021 أقدم أب في بلدة كفربطنا بالغوطة الشرقية على تعذيب طفلته (5 سنوات) حتى الموت بتحريض من زوجته، ومن ثم دفنها في مقبرة حزرما، بشكل سري، وفق وزارة الداخلية.

واحتلت سوريا المرتبة الثامنة عالمياً بارتكاب الجرائم، من أصل 142 دولة، والمرتبة 135 عالمياً في نسبة الأمان أيضاً من أصل 142 دولة، للعام 2023 وفق موقع "نامبيو" المهتم بتقييم مستوى الأمان والجريمة في العالم.

ووثّقت منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة مع منظمتي مساواة وسارا في تقرير نهاية العام الفائت، ما لا يقل عن 185 جريمة قتل لنساء وفتيات بذريعة "الدفاع عن الشرف"، وما لا يقلّ عن 20 ضحية أخرى نتيجة العنف المنزلي، ووقوع ما لا يقل عن 561 حادثة عنف منزلي في سوريا منذ 2019.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق