"حتى العودة إلى سوريا الحرة".. تمثال المعري لاجئاً في باريس

تمثال رأس أبي العلاء المعري في ضاحية مونتروي بباريس - روزنة
"أيقونة انتظار السوريين للسلام والعدالة والديمقراطية في بلدهم"، هكذا وصفت منظمة "ناجون" النصب التذكاري لرأس الشاعر الفيلسوف السوري أبي العلاء المعري، عند مراسم تدشينه الرسمية، أمس الأربعاء، في ضاحية مونتروي شرق العاصمة الفرنسية باريس، بالتزامن مع الذكرى الثانية عشرة لانطلاق الثورة السورية.
وشهد حفل إزاحة الستار عن التمثال البرونزي الضخم، عشرات السوريين والفرنسيين والعرب، وسط حضور النحات عاصم الباشا الذي صاغ تمثال "المعري" (ارتفاعه 3,25 متر، ووزنه طن ونصف)، مع كلمة عن رمزية المشروع ألقاها مدير "ناجون"، الفنان السوري فارس الحلو، وأخرى ترحيبية بالتمثال من عمدة "مونتروي" باتريس بيساك.
وعرفت ناجون النصب بـ"تمثال برونزي كبير لرأس الشاعر والمفكر السوري الشهير أبي العلاء المعري (973-1057)، باعتباره مثالاً ناصعاً للمثقف الكوني الحر الذي لم يرتهن إلا لضميره الحي".
لاجئ.. حتى العودة إلى المعرة
وقالت بلدية "مونتروي" عبر موقعها الإلكتروني، إن التمثال البرونزي مرحب به بعد مطالبة شعراء وصناع أفلام وكتاب وباحثين سوريين في المنفى باستضافته عند مدخل المدينة "بورت دو مونتروي"، قادماً من منفاه السابق في مدينة غرناطة الإسبانية.
وختمت: "هذا التمثال لاجئ في مونتروي حتى يتمكن من العودة إلى سوريا الحرة".
ونشرت صور للتمثال في الحساب الرسمي بانستغرام:، مرفقة بشرح: "التمثال يشبه ما أقامه النحات فتحي محمد عند مدخل قرية المعري الأصلية (مدينة معرة النعمان). بعد قمع النظام العنيف للثورة السورية واعتقال وتعذيب وإعدام آلاف التقدميين من قبل السلطة الحاكمة، تم قطع رأس هذا العمل (التمثال) من قبل الجهاديين".
وأكدت: "من خلال الترحيب بهذا العمل في المنفى، ترغب مونتروي في جعل صوت سوريا خال من الاستبداد والتعصب والاحتلال، يتردد صداها ويعيد تأكيد أملها في السلام".
تمثال رأس "إمام العقل".. إهداء للمعتقلين السوريين
وبعد فقرة موسيقية أعدت خصيصاً لمناسبة التدشين، قدمتها الفنانة نعمى عمران، توجه الحضور بمسير تكريمي لضحايا الثورة السورية والزلزال في سوريا وتركيا، حاملين الشموع ومرددين هتافات تطالب بـ"إسقاط بشار الأسد ونظامه".

وصل المشاركون إلى سينما "le méliès"، حيث نظمت "مائدة سورية" وعرض فيلم "ماء الفضة، سوريا سيرة ذاتية" للمخرج السوري أسامة محمد الذي ناقش العرض بعد انتهائه مع الناقد السينمائي الفرنسي نيكولاس غوديت.

وتقول "ناجون" أن مشروع تمثال "رأس إمام العقل أبو العلاء المعري" هو سوري "خالص" من ناحية الفكرة والتنفيذ والتمويل، حيث بدأ العمل به منذ عام 2018 بمبادرة من فارس الحلو وحماس عاصم الباشا، ونفذ في غرناطة واستقر بها حتى نقله إلى فرنسا.
وحظي المشروع بتجاوب الكثير من الناجيات والناجين من المعتقلات السوري "ممن يتوقون لترك بصمة ثقافية سورية منيرة في أوروبا"، وفق المنظمة.
واعتبرت "ناجون" أن النصب أعد ليكون "رمزاً للسلام والثقافة والروابط بين الشعوب والمدن عبر الأجيال"، مهدية إياه لـ"كل المناضلين في سبيل الحريات وحقوق الإنسان المغيبين في كافة المعتقلات السورية والعالم، والمعتقلين في كافة المعازل السرية في سوريا (...) لن يكون العالم بخير ما دام المجرمون طلقاء".

و"ناجون" هي منظمة سورية غير حكومية تعنى بمحاربة ثقافة الإفلات من العقاب بكل السبل المتاحة الفكرية والأدبية والفنية والحقوقية والإعلامية، والمساهمة في بناء مجتمع حر، وفق ما ذكر بصفحتها في فايسبوك.
الكلمات المفتاحية