بشار الأسد: نرحّب بقواعد روسية جديدة ولقاء أردوغان مشروط

بشار الأسد - فيسبوك
بشار الأسد - فيسبوك

سياسي | 16 مارس 2023 | إيمان حمراوي

صرح رئيس النظام السوري بشار الأسد من موسكو، اليوم الخميس، أن دمشق ترحّب بأي مقترحات لإقامة قواعد عسكرية روسية جديدة، مؤكداً أيضاً أن لقاءه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرتبط بجاهزية أنقرة للخروج الكامل من الأراضي السورية والتوقف عن دعم ما وصفه بـ"الإرهاب".


وقال "الأسد" لوكالة "سبوتنيك" الروسية في مقابلة على هامش زيارته إلى روسيا: "نعتقد أن توسيع الوجود الروسي في سوريا هو شيء جيد، لا يمكن للوجود العسكري الروسي في أي دولة أن يُبنى على شيء مؤقت".

وأضاف: "نحن نفترض أنه إذا كان هناك رغبة روسية في توسيع القواعد، أو زيادة عددها، هذا موضوع فني أو لوجستي".

وقالت وزارة الدفاع الروسية في كانون الثاني الفائت، إن موسكو ودمشق رممتا قاعدة الجراح الجوية العسكرية في شمالي سوريا لاستخدامها بشكل مشترك، والتي تم استعادتها من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عام 2017.

وشكر بشار الأسد خلال لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على تقديم الأخير المساعدة بعد زلزال شباط المدمر، وأشاد بدعم موسكو لوحدة أراضي سوريا.

وتابع: "أريد أن أستغل هذه الزيارة الأولى لي بعد بدء الحرب في أوكرانيا، لأجدد موقفنا الثابت في دعم الموقف الروسي من هذه الحرب".

وأشار الأسد إلى وجود مشاريع استثمارية بين البلدين، تصل إلى 40 مشروعاً في مجالات الطاقة والكهرباء والنفط، في مجال النقل، في مجال الإسكان، في المجالات الصناعية، وفي مجالات مختلفة أخرى كثيرة.

وكانت روسيا تدخلت في سوريا إلى جانب النظام السوري في أيلول عام 2015، ودعمته عسكرياً وسياسياً، في إطار عملية استعادة معظم الأراضي السورية التي خسرها سابقاً لصالح المعارضة.

اقرأ أيضاً: سوريون في الشمال السوري متخوفون من انفتاح تركي على الأسد



لقاء الأسد بأردوغان مشروط!

بالنسبة لمسار إعادة العلاقات مع تركيا، أكد بشار الأسد أن المفاوضات مع أنقرة تهم دمشق بالدرجة الأولى، على اعتبار أنّ تركيا هي جزء من الحرب في سوريا ولديها قوات داخل البلاد "تحتل أراضينا"، على حد قوله.

ولفت إلى أنّه لم يكن ممكناً حدوث تواصل مباشر بين النظام السوري وأنقرة بسبب الدور الذي لعبته الأخيرة في سوريا ودعمها لـ"الإرهابيين"، وبسبب دخول جزء من الجيش التركي إلى الأراضي السورية، واصفاً تركيا بالـ"دولة المحتلة".

وحول لقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اشترط: "إن هذا يرتبط بالوصول إلى مرحلة تكون تركيا فيها جاهزة بشكل واضح وبدون أي التباس للخروج الكامل من الأراضي السورية، والتوقف عن دعم الإرهاب وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل بدء الحرب في سوريا".

وأكد أنّ هذه "هي الحالة الوحيدة التي يمكن عندها أن يكون هناك لقاء بيني وبين أردوغان".

وكان المبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتيف، قال في تشرين الثاني عام 2022، إن روسيا مستعدة لتنظيم محادثات بين دمشق وأنقرة على أعلى مستوى، ولكن ربط عقد هذا الاجتماع بتوفر شروط ناضجة لحدوثه.

وسبق أن صرح الرئيس التركي في المؤتمر الصحفي بالعاصمة التشيكية براغ قبل يوم من تصريح المبعوث الروسي،  على هامش الاجتماع الأول للمجموعة السياسية الأوروبية، والتي قال فيها: من الممكن أن ألتقي الأسد، عندما تكون الظروف مناسبة.

وأوضح الرئيس التركي: "مثل هذا الاجتماع ليس على جدول الأعمال حالياً، لكن لا يمكنني أن أقول إنه من المستحيل مقابلة الأسد"، وتابع قائلاً: "عندما يحين الوقت المناسب، يمكننا أيضاً أن نتجه إلى الاجتماع مع الرئيس السوري".

"التنف معسكر كامل من الإرهابيين"

وفيما يتعلق بالولايات المتحدة، أشار الأسد إلى أنّ واشنطن تواصل تدريب من وصفهم بـ"الإرهابيين" في قواعدها الموجودة بشكل "غير شرعي" مثل منطقة التنف الحدودية.

وادّعى الأسد أنّ "التنف هو عبارة عن معسكر كامل من الإرهابيين ولا يوجد له هدف آخر. ما الذي تستفيده الولايات المتحدة من وجودها في هذه المنطقة في قلب منطقة صحراوية؟ لا شك هي لديها معسكرات للإرهابيين فيها عشرات الآلاف مع عائلاتهم (...) نحن متأكدون من هذا الشيء".

وأُنشئت قاعدة التنف العسكرية عام 2014 من قبل الولايات المتحدة في إطار محاربة التحالف الدولي لتنظيم داعش، وتقع على بعد 24 كم من الغرب من معبر التنف الحدودي، في بادية حمص.

وتعتبر صحيفة "واشنطن بوست" أن قاعدة التنف ستصبح مكاناً ذو أهمية كبرى للإدارة الأمريكية في إطار خطط البيت الأبيض لمواجهة سعي إيران لتكريس نفوذها في المنطقة.

ويوجد في التنف مخيم الركبان المحاصر من قبل قوات النظام والقوات الروسية، منذ تشرين الأول 2018، وذلك عبر قطع جميع الطرقات المؤدية إليه، وفي مطلع أيار الماضي، منعت قوات النظام المهربين من إدخال الأدوية والطعام إلى مخيم الركبان، تبع هذه الخطوة قيام منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" بتخفيض حصة المخيّم من المياه إلى النصف وترك أكثر من 7 آلاف نسمة يواجهون قساوة الصحراء وحدهم. 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق