تحذيرات جديدة أطلقتها الأمم المتحدة عبر "برنامج الغذاء العالمي" تنذر بتدهور الأمن الغذائي بشكل أكبر بين السوريين اليوم، إذ يعاني حوالي 12.1 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي حالياً، أي أكثر من 50 بالمئة من السكان.
ووفق تقرير "برنامج الغذاء العالمي"، أمس الثلاثاء، فإنّ سوء التغذية في سوريا آخذ بالارتفاع مع وصول معدلات التقزّم بين الأطفال وسوء التغذية لدى الأمهات إلى مستويات غير مسبوقة.
ووصلت معدلات التقزّم بين الأطفال إلى 28 بالمئة في بعض أجزاء سوريا، وانتشر سوء التغذية لدى الأمهات ليصل إلى 25 بالمئة في شمال شرقي سوريا.
وأشار التقرير إلى أنّ هناك 2.9 مليون آخرين معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع.
ولا يغطي متوسط الأجر الشهري في سوريا حالياً إلا حوالي ربع الاحتياجات الغذائية للأسرة فقط، ما يعني ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية، زاد على المصاعب لتي تركتها الحرب، الدمار الذي خلفه الزلزال شهر شباط الماضي، وفق التقرير.
ويصل متوسط تكاليف معيشة الأسرة السورية، نهاية شهر أيلول 2022، إلى ما يقارب الـ3.5 ملايين ليرة، بحسب دراسة نشرتها جريدة "قاسيون" التابعة لـ"حزب الإرادة الشعبية"، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه راتب الموظف السوري الـ 200 ألف ليرة سورية، وفي المتوسط الـ 150 ألف ليرة.
اقرأ أيضاً: "الولد بيجي بس بيسرقوا له رزقته".. سوريون رفضوا الإنجاب بسبب الفقر

المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في سوريا، كين كروسلين، قال إنّ السوريين يتمتعون بالمرونة بشكل ملحوظ ولكن هناك مدى لما يمكن للأشخاص تحمله: "قصف وتهجير وعزلة وجفاف وانهيار اقتصادي والآن زلازل ذات أبعاد مذهلة، في أي مرحلة سيقول العالم كفى؟"
وتضاعف خلال 12 شهراً سعر سلة المواد الغذائية التي يقيس عليها "برنامج الأغذية العالمي" نسبة تضخم أسعار الغذاء، وهي الآن أغلى 13 مرة مما كانت عليه قبل ثلاث سنوات.
وتصنف الآن سوريا من بين البلدان الستة التي تعاني من أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في العالم مع الاعتماد الشديد على الواردات الغذائية.
وبلغت أسعار الغذاء والوقود أعلى مستوياتها منذ عقد بعد سنوات من التضخم وانهيار قيمة العملة، كما أنّ تضرّر البنية التحتية وارتفاع تكلفة الوقود والظروف الشبيهة بالجفاف أدى إلى هبوط إنتاج القمح في سوريا بنسبة 75 بالمئة.
ويقدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية لـ 5.5 مليون شخص في جميع أنحاء سوريا، لكن أزمة التمويل التي يواجهها البرنامج تهدد بتقليص المساعدات في الوقت الذي فيه الناس في أمس الحاجة إليها.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" حذرت في نيسان العام الفائت من تفاقم حدة سوء التغذية لدى الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك سوريا، بعد مضي ستة أسابيع على بدء الحرب في أوكرانيا، التي أدت إلى تضاعف الأسعار في المنطقة.
منسّق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارك لوكوك، صرّح خلال جلسة لمجلس الأمن، العام الفائت أنّ: "12.4 مليون سوري لا يحصلون بانتظام على ما يكفيهم من الغذاء الآمن" مضيفاً أنّ "حوالي 4.5 مليون شخص انضموا إلى السوريين غير القادرين على الحصول على الغذاء بانتظام خلال العام 2021"، وفق موقع "الأمم المتحدة".
ويصل معدل الفقر بين السوريين لأكثر من 90 بالمئة، وفق الأمم المتحدة، في ظل ارتفاع وتضاعف الأسعار في الأسواق وتراجع القدرة الشرائية للمواطن مع انهيار الليرة السورية، وزاد الأمر سوءاً الحرب الروسية منذ أكثر من عام حيث تضاعفت الأسعار بشكل كبير في الأسواق.
الكلمات المفتاحية