كما في كل عام ينتظر سوريون يوم 15 آذار للمشاركة في مظاهرات شعبية تقام إحياء لانطلاق الثورة السورية ضد النظام السوري.
اقرأ أيضاً: عودة الاحتجاجات إلى السويداء وتمزيق صور بشار الأسد
عودة في التاريخ
بعد تونس ومصر وليبيا واليمن، وصلت موجة الربيع العربي إلى سوريا، والتي كان يطلق عليها سوريون مصطلح "جمهورية الرعب"، لما يعيشونه من كبت واستبداد وقمع لعقود في ظل حكم النظام السوري.
وفي 15 آذار 2011، انطلقت أول مظاهرة في سوقي الحميدية والحريقة بدمشق، طالب المتظاهرون فيهما بالإصلاح وفتح باب الحريات في سوريا. شارك فيها عدد من السوريين حيث واجهها عناصر الأمن السوري وتمكنوا من تفريق المتظاهرين.
في 18 آذار، واجه النظام المتظاهرين في درعا بالقمع والاعتقال وإطلاق النار، ليسقط أول قتيل برصاص الأمن السوري في درعا، وهو محمود قطيش الجوابرة لاعب نادي الشعلة.
اتسع نطاق المظاهرات ليصل غالبية المدن والبلدات السورية، ويتردد صدى هتافات إسقاط النظام في مظاهرات سلمية من البوكمال شرقاً حتى القصير غرباً.
الذكرى 12.. مظاهرات شمالي البلاد
بعد مرور 12 عاماً على انطلاق أول مظاهرة في سوريا، يشارك آلاف السوريين في مظاهرات تحاول رفع الشعارات الأولى للثورة، على الرغم من التغير الكبير الذي حدث على أرض الواقع، من قتل وتهجير ومعارك ونزوح، وغياب للمظاهرات السلمية بشكل عام.
فنظم نشطاء ثوريون، اليوم، في ساحة السبع بحرات بمدينة إدلب التي تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام"، مظاهرة مركزية حاشدة، ضمت الآلاف، رددوا خلالها شعارات "الشعب يريد إسقاط النظام" و"ياالله ارحل يا بشار".
خلال المظاهرة، وجه مدير الدفاع المدني السوري رائد الصالح رسالة شكر إلى السوريين، الذين وقفوا إلى جانب فرق "الخوذ البيضاء" خلال وقبل الزلزال الأخير الذي ضرب المنطقة في 6 شباط الماضي، كما شارك عدد من الناشطين والفاعلين في الشأن العام، بكلمات للحاضرين.
ورفع المتظاهرون لافتات تعيد المطالب الأولى للثورة، وتذكر بالذين رحلوا على "درب الثورة". مثل: "على درب الثوار الأوائل ماضون حتى النصر"، إضافة إلى لافتات تذكر بالمعتقلين في سجون النظام السوري مثل "لا تنسوا المعتقلين".
وشارك بعض منشدي الثورة الأوائل في المظاهرة، من مهجري درعا وحماة إلى شمالي البلاد، وأعادوا ترديد بعض الأناشيد الثورية، في ظل تفاعل وحماس من المتظاهرين.
وانطلقت عدة مظاهرات في مدن وبلدات ريف حلب الشمالي والغربي، من بينها الأتارب وعفرين وأخترين والباب ورأس العين في الحسكة، بينما أجل المنظمون مظاهرة كانت مقررة في مدينة جرابلس بسبب الظروف الجوية، وما تشهدها المنطقة من أمطار غزيرة، حتى يوم غد 16 آذار.
باستثناء الطبقة.. لا مظاهرات في مناطق سيطرة النظام و"قسد"
شهدت مدينة الطبقة التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية"، مظاهرة شارك فيها العشرات من أهل المدينة والمقيمين فيها إحياء لذكرى الثورة السورية.
ورفع المتظاهرون لافتات تؤكد على وحدة السوريين، وأهداف الثورة الأولى: "الشعب يريد إسقاط النظام" و "ومن الطبقة إلى حمص إلى السويداء إلى القامشلي الشعب السوري واحد" و"الثورة فكرة والفكرة لاتموت".
كما شهدت منطقة الشعطيات بريف دير الزور، تجول مدنيين على الدراجات النارية حاملين علم الثورة السورية.
قد يهمّك: سوريون في الشمال السوري متخوفون من انفتاح تركي على الأسد

بينما لم تشهد بقية المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري أية مظاهرات حتى لحظة إعداد التقرير، فيما اقتصرت المظاهرات في مناطق "الإدارة الذاتية" على مدينة الطبقة.
وضمن النشاطات المرتبطة في الذكرى، يسعى سوريون إلى إقامة وقفات وأنشطة مختلفة في عدة عواصم أوروبية، من بينها استضافة مدينة باريس لرأس المعري.
ثورة مستمرة.. حراك إلكتروني
شهدت وسائل التواصل الاجتماعي نشاطاً كما في كل عام، ضمن الاحتفالات بسنوية انطلاق الثورة السورية.
فشارك عدد من رواد وسائل التواصل الاجتماعي صورا بـ"علم الثورة السورية"، على ملفاتهم وصورهم الشخصية، إضافة إلى عبارات عن استمرارية الثورة، وشعاراتها.
كذلك، شارك ناشطون بالحراك السلمي، ذكرياتهم في الأيام والأسابيع الأولى لانطلاق الثورة، مقارنة بالواقع الحالي في البلاد.
الكلمات المفتاحية