انطلاق حملة تلقيح ضد الكوليرا شمالي غربي سوريا
انطلاق حملة تلقيح ضد الكوليرا شمالي غربي سوريا - روزنة
انطلقت حملة لقاح ضد مرض الكوليرا في مناطق شمالي غربي سوريا، متزامنة مع تخوفات كبيرة من انتشار المرض بشكل أوسع في المنطقة بعد كارثة الزلزال المدمر الذي وقع في 6 شباط الماضي.
اقرأ أيضاً: إصابة جديدة بالكوليرا شمالي غربي سوريا
وقال مدير "برنامج اللقاح" في مديرية صحة إدلب، الدكتور رفعت الفرحات لـ"روزنة": "انطلقت حملة اللقاح ضد مرض الكوليرا يوم أمس الثلاثاء، وستستمر حتى يوم 18 آذار، بواقع 10 أيام عمل".
وأكد الفرحات أن الشريحة المستهدفة من الحملة هي جميع الأعمار من فوق عمر السنة الواحدة، للإناث والذكور، حيث يمنح اللقاح المستفيدين مناعة تتراوح بين 3 و 6 أشهر.
وأشار إلى أن المنطقة باتت معرضة بشكل أكبر لانتشار المرض، خصوصاً بعد وقوع الزلزال، منوهاً إلى أن الفريق تسلّم مليون و700 ألف جرعة لقاح قبل حدوث الزلزال، حيث كانت مقررة بسبب اقتراب فصل الصيف.
وبيّن "الفرحات" أن الزلزال تسبب في تأخير انطلاق الحملة، التي تتضمن تجول الفريق على المنازل والمؤسسات العامة والأسواق، لتقديم اللقاحات للمستفيدين.
وأعلن فريق لقاح سوريا الحملة، يوم أمس، على الصفحة الرسمية للفريق، بالتعاون بين "مديريات الصحة في الشمال السوري"، والشراكة مع منظمتي "الأمين للمساندة الإنسانية" و"مسار للأعمال الإنسانية والتنمية".
وأوضح الفريق أن اللقاح آمن وفعال، وأن الحملة تُنفذ تحت إشراف منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف.
وسجلت شبكة الإنذار المبكر 3 إصابات جديدة بالوباء في شمالي غربي البلاد، أمس الأول، ليرتفع عدد الإصابات الكلي إلى 577 حالة، بينما مازال عدد الوفيات ثابتاً عند 23 حالة وفاة.
وتجددت المخاوف من انتشار الكوليرا في سوريا على نطاق أوسع بعد الزلزال الذي ضرب البلاد، خصوصاً في المناطق التي تعرضت للزلزال، بسبب تجمع العديد من المتضررين في مراكز إيواء بأعداد ضخمة وعدم توفر المياه النظيفة، واضطرارهم للاعتماد على مصادر مائية غير آمنة.
وأعلنت اليونيسف رسمياً تفشي مرض الكوليرا في سوريا في الـ 10 من شهر أيلول 2022، لتؤكد منظمة الصحة العالمية، بعدها، انتشار المرض في 14 محافظة من البلاد، وأن الوضع ينذر بالخطر في نهاية العام الماضي.
وفي كانون الثاني الفائت، أعلنت الأمم المتحدة تسجيل 77 ألف حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا، ووفاة أكثر من 100 شخص، بسبب تفشي الوباء في أنحاء سوريا منذ الصيف الماضي، بينما تزداد المعاناة بين سكان المخيمات شمالي البلاد.
ولفتت اليونيسيف إلى أن المرض ينتشر في المخيمات التي تأوي النازحين داخلياً.
وأفادت منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن 100 شخص توفوا نتيجة الإصابة بمرض الكوليرا في سوريا، وذلك منذ إعلان تفشي المرض في آب الماضي.
عن الكوليرا
تعرف منظمة الصحة العالمية المرض أنه عدوى حادة تسبب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوثة بضمات بكتيريا الكوليرا، حيث يمكن أن يتسبب بإسهال مائي حاد ويستغرق فترة بين 12 ساعة إلى 5 أيام لتظهر أعراضه على الشخص سواءً أكان طفلاً أم بالغاً فهو يصيبهما على حد سواء.
وتقول المنظمة إن معظم من يصاب بعدوى المرض يبدي أعراضاً خفيفة أو معتدلة، وأقلية فقط تصاب بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد ما يؤدي إلى الموت خلال ساعات إن ترك دون علاج.
قد يهمك: شبح الكوليرا يخيم على سوريا.. ومدنيون: "لم أسمع بها في حياتي"

ويمكن علاج معظم المصابين بعدوى الكوليرا بنجاح عبر محلول الإمهاء الفموي، ويلزم للحالات الوخيمة حقن وريدي ومضادات حيوية وتشير لوجوب إعطاء اللقاحات الفموية المضادة للمرض.
وتصف منظمة "أطباء بلا حدود" علاج الكوليرا بالبسيط وتضيف أسبابا لانتقال البكتيريا "ملامسة البراز أو القيء المتأتي من الأشخاص المصابين بالمرض، قد يفقد المريض ما يصل إلى 25 لتراً من السوائل يومياً".
وتذكر أيضاً عبر موقعها: "لا ينبغي موت أي شخص بسبب الكوليرا في ظل توفر العلاج. لكنه يحصد حياة أكثر من مئة ألف سنوياً".
وتشير تقديرات الباحثين حسب منظمة الصحة العالمية إلى وفاة 21 ألف إلى 143 ألف شخص سنوياً حول العالم، إضافة لبين 1.3 إلى 4 مليون إصابة، في ظل إطلاق استراتيجية عالمية في 2017 تهدف لتخفيض أعداد الوفيات الناجمة عن المرض بنسبة 90 بالمئة حتى عام 2030.
وتأتي المخاوف الجديدة نتيجة ما يعانيه القطاع الطبي في سوريا من تحديات نقص التمويل، والهجرة الكبيرة للأطباء والممرضين خارج البلاد، وارتفاع أجور العناية الطبية، وتراجع في مستوى خدمات المرافق الطبية بسبب دمار ما نسبته 30 بالمئة من المستشفيات والمراكز الصحية خلال الحرب التي استمرت نحو 10 سنوات.
الكلمات المفتاحية