توفيت صباح اليوم الخميس، السياسية السورية النسوية المعارضة، بسمة قضماني، في باريس بعد معاناة مع المرض عن عمر يناهز الـ 64 عاماً، تاركة خلفها إرث أكاديمي كبير.
الراحلة من مواليد دمشق عام 1958، هاجرت مع أسرتها بعد سجن والدها الذي كان يعمل في وزارة الشؤون الخارجية.
ترعرعت في لبنان والمملكة المتحدة، ثم سافرت للدراسة في باريس حيث حازت شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد العلوم السياسية Sciences Po، لتصبح بعد ذلك أستاذة مساعدة في العلاقات الدولية في جامعة باريس، وفق مركز "مالكوم كير كارنيغي للشرق الأوسط".
عملت "قضماني" أستاذة بمعهد العلاقات الدولية الفرنسية، وهي عضوة في المجلس الاستشاري لمعهد كارنيغي للشرق الأوسط وعضوة في مجلس أمناء المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية والمؤسسة الأورو متوسطية لدعم ناشطي حقوق الإنسان.
اقرأ أيضاً: بسمة قضماني تستقيل من هيئة التفاوض... ما علاقة الائتلاف بذلك؟

نشاط سياسي ونسوي رسمي بعد 2011
بعد عام 2011 لعبت السياسية "قضماني" دوراً بارزاً في المعارضة ضد حكومة النظام السوري، وكتبت بانتظام مقالات ترحب بدعوة المتظاهرين إلى الديمقراطية في سوريا.
في أيلول عام 2011، تم الإعلان رسمياً عن إنشاء "المجلس الوطني السوري"، وكانت من الأعضاء المؤسسين والمتحدثة باسم المجلس، كما كانت عضو في المكتب التنفيذي، واستقالت من المجلس في آب عام 2012.
تم اختيارها لاحقاً كعضوة في "الهيئة العليا للمفاوضات" ثم في "هيئة التفاوض السورية" كسياسية مستقلة، وهي عضوة في "اللجنة الدستورية السورية" و "لجنة الصياغة" التابعة لها.
وكانت بسمة قضماني من الأعضاء المؤسسين للحركة السياسية النسوية السورية، وهي تجمع لسياسيات نسويات سوريات وسياسيين نسويين سوريين لـ"النضال ضد نظام الاستبداد، والمطالبة بالحرية والعدالة والكرامة (...) والدفاع عن حقوق النساء في بلادهن/بلادهم".
ووفق موقع "هيئة التفاوض السورية" إن الراحلة أسّست عدة مبادرات، منها المنتدى القانوني السوري، وبرنامج تحضير للتعليم الأكاديمي الافتراضي للشباب السوري، ومبادرة كلنا سوريا للشتات السوري، وعضوة مؤسسة لمجموعة موارد سوريا.
تركت الراحلة كتباً ومقالات حول النزاعات في الشرق الأوسط، والشتات الفلسطيني، والأمن الإقليمي، والتنمية السياسية في المجتمعات العربية، والعلاقة بين الدين والسياسة في العالم الإسلامي.
قد يهمك: بسمة قضماني: أنا ماني جاية شلح النساء حجابهم أو لبسهم ياه

مبادرة "الإصلاح العربي" وتعزيز الديمقراطية
بسمة قضماني، هي المديرة التنفيذية لمبادرة "الإصلاح العربي"، وهي شبكة من معاهد البحوث والسياسات العربية المستقلة تعمل على تعزيز الديمقراطية في العالم العربي.
وفي الفترة ما بين 1999 و2005 عملت في المكتب الإقليمي لمؤسسة فورد في القاهرة كرئيسة لبرنامج الحَوكمة والتعاون الدولي حيث كان نشاطها الرئيسي يتركز على تقديم الدعم وتمكين مراكز الأبحاث العربية ومنظمات المجتمع المدني.
في فترة ما بين 1981 و1998 أسست وأدارت قسم دراسات الشرق الأوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس.
وفي الفترة من 2007 إلى 2009، كانت مستشاراً أولياً في مجال التعاون الدولي في مجلس البحوث الوطني الفرنسي.
قادت برنامج الحكومة والتعاون الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "مؤسسة فورد"، ثم أصبحت مستشاراً كبيراً في مجال التعاون الدولي في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي.
من بين أعمالها المنشورة مجموعة من الكتب التي ألفتها وحدها وأخرى حررتها وفصول في مجلدّاتٍ محرّرة ودراسات في دورياتٍ محكّمة متخصصة ومقالات صحفية في الصحف العربية والدولية.
ألّفت العديد من الكتب والأوراق الأكاديمية والمقالات باللغتين الفرنسية والإنكليزية حول موضوع التحول الديمقراطي في العالم العربي، والشتات الفلسطيني، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، واستراتيجيات الدول العربية تجاه الحركات الإسلامية، والتغيير السياسي في شمال أفريقيا، والأمن الإقليمي.
حصلت على جائزة جمعية فرنسا فلسطين عام 1998 لكتابها عن الشعب الفلسطيني في المنفى (باللغة الفرنسية). وتقوم بإلقاء محاضرات في العديد من المؤسسات الاكاديمية والمنتديات السياسة العربية والأجنبية.
حصلت الراحلة على جائزة "ريموند جورج" لعام 2011 من أجل العمل الخيري المبتكر الذي أنشأه صندوق ميركاتور "جائزة تكريم المساهمات البارزة في العمل الخيري الأوروبي" لدور منظمتها "مبادرة الإصلاح العربي" في تعزيز الديمقراطية في سياق الربيع العربي.بس
الكلمات المفتاحية