بعد منتصف الليل، وفي الساعة الثانية عشرة والنصف، فجر اليوم الخميس، بينما الأهالي في مخيم باب السلامة بريف مدينة اعزاز نائمون، اندلع حريق في 10 خيم على الأقل، وأصيب خمسة مدنيين بحروق وسط حالات ضيق تنفس.
"الدفاع المدني في حلب" أوضح أنّ 6 خيام احترقت بشكل كامل وأربع خيام أخرى احترقت بشكل جزئي، حيث اشتعلت الخيم بثوان معدودة بسبب طبيعة القماش المصنوعة منه.
المكتب الإعلامي للدفاع المدني أوضح لروزنة، أنّ سبب الحريق لا يزال مجهولاً، لافتاً إلى أنّ معظم أسباب حرائق المخيمات تكون إما بسبب: "المدفأة أو ماس كهربائي، أو طهو الطعام داخل الخيمة، لعدم وجود أماكن مخصصة لطهي الطعام، إضافة لعبث الأطفال بالنيران".
وأضاف أن: "حرائق المخيمات تكون آثارها كارثية بسبب سرعة اشتعال القماش والنايلون، وتلاصق الخيام ببعضها، وصعوبة وصول سيارات الإطفاء لمكان الحريق بسبب ضيق الطرقات".
وانتشرت فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر مدى الضرر جراء الحريق في المخيم.
وتوفي طفلان الثلاثاء الفائت، متأثرين بحروق شديدة أصيبا بها جراء احتراق خيمتهم (بسبب المدفأة) التي لجؤوا إليها مع عائلتهم خوفاً من الهزات الارتدادية قرب بلدة عزمارين غربي إدلب، إضافة إلى إصابة 6 أشخاص من ذات العائلة.
وتشهد مخيمات الشمال السوري حرائق بشكل شبه مستمر، حيث وثق "الدفاع المدني" خلال كانون الثاني الماضي، اندلاع 92 حريقاً، ما أسفر عن مقتل طفلة، وإصابة ما لا يقل عن 18 شخصاً، فيما بلغ عدد الحرائق العام الفائت 155 حريقاً.
90 بالمئة من العائلات النازحة تعتمد على مواد تدفئة غير صالحة (مواد بلاستيكية، نفايات، وغيرها) داخل الخيم وسط انعدام وجود أماكن آمنة نسبياً للحد من الحرائق، بحسب "منسقو الاستجابة".
اقرأ أيضاً: طفلة جديدة ضحية حرائق مخيمات إدلب.. من المسؤول؟

مما تُصنع الخيم؟
مدير الدفاع المدني رائد الصالح قال لـ"روزنة" في وقت سابق: إن الخيم تُدهن بمادة سريعة الاشتعال، ويكون معدل احتراق الخيمة بين 30 ثانية ودقيقة في حال توفرت أسباب الحريق.
وأكد "الصالح" أنّه لتجنب الحرائق يجب أخذ تدريبات عن الأمن والسلامة، وتزويد المخيمات بطفايات الحرائق، لكن تقصير المسؤولين عن تزويد بعض المناطق بالطفايات يعتبر سبباً من أسباب اندلاع الحرائق ووقوع ضحايا داخل المخيمات.
وحمّل الأمم المتحدة المسؤولية بالدرجة الأولى بسبب استجابتها البطيئة، وفي المقام الثاني ضعف التنسيق بين المسؤولين عن تزويد المخيمات بالآليات اللازمة لحمايتها مثل الطفايات هو ما يدفع لحدوث الحرائق.
وعن مصدر الخيم قال رائد الصالح، إن مفوضية الأمم المتحدة هي مصدر الخيم إضافة إلى مؤسسات تركية مثل الهلال الأحمر أو آفاد، موضحاً أنّ معملاً عالمي لتصنيع الخيم "uda" في أنقرة، يصنع الخيم لمعظم دول العالم، وينتج نحو 6 ملايين خيمة سنوياً.
ويبلغ عدد المخيّمات في الشمال السوري 1489 مخيماً، يقطنها نحو 328 ألفاً و485 عائلة، أي (مليون و512 ألفاً و764 نازح)، نسبة الأطفال تبلغ 56 بالمئة والنساء 23 بالمئة، وفق إحصائية لفريق "منسقو استجابة سوريا".
الكلمات المفتاحية