انطلاق كأس العالم بالمغرب.. طموحات عربية لتكرار مفاجآت مونديال قطر

كأس العالم - unsplash
كأس العالم - unsplash

رياضة | 02 فبراير 2023 | عبد الله الخلف

انطلقت مساء أمس الأربعاء، بطولة كأس العالم للأندية بنسختها التاسعة عشرة في المملكة المغربية، وقص الأهلي المصري شريط افتتاح البطولة إلى جانب أوكلاند سيتي من نيوزيلندا، في مباراة تألق فيها الفراعنة واكتسحوا أبطال أوقيانوسيا بثلاثية بيضاء. 


وبذلك ضرب الأهلي موعداً مع سياتل ساوندرز الأميركي بطل الكونكاكاف "أميركا الشمالية" يوم السبت القادم، في مباراة مرتقبة سيلتقي الفائز فيها مع بطل أوروبا ريال مدريد الإسباني بنصف النهائي.

تضم البطولة سبعة أندية، ثلاثة منها عربية، يتنافسون لغاية الحادي عشر من الشهر الجاري على الكأس، أبرزهم صاحب الأرض وبطل إفريقيا الوداد البيضاوي المغربي، الذي سيخوض لقاءً ساخناً مع الهلال السعودي حامل لقب آخر نسخة من دوري أبطال آسيا يوم السبت، ليواجه الفائز منهما بطل أمريكا الجنوبية فلامنغو البرازيلي في نصف النهائي.

وشهد ملعب طنجة الكبير افتتاحاً مبهراً لمونديال الأندية ليلة أمس، عكس الثقافة المغربية وتخلله عروض ورقصات وأغانٍ شعبية، بحضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA السويسري جياني إنفانتينو، ومدرب المنتخب المغربي "رابع كأس العالم" السيد وليد الركراكي.

ويسعى ممثلو العرب الثلاث لتكرار المفاجآت التي حققتها المنتخبات العربية في كأس العالم الماضي في قطر، وفي السطور التالية سنتعرف على سجل المشاركات العربية في مونديال الأندية وأبرز نجاحاتها وإخفاقاتها، وحظوظها وإمكانية المنافسة على البطولة الحالية.


النصر والرجاء في البرازيل

أُقيمت أول نسخة من كأس العالم للأندية عام 2000 في البرازيل، لتكون بديلة لكأس "الإنتركونتيننتال" التي كانت تقام سنوياً من مباراتين بين بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية.

وضمت بطولة كأس العالم الأولى فريقين عربيين، هما النصر السعودي بصفته بطل كأس السوبر الآسيوي لعام 1998، والرجاء البيضاوي المغربي المتوج حينها بدوري أبطال إفريقيا 1999.

وجمعت أول مباراة بتاريخ كأس العالم للأندية بين ريال مدريد والنصر، انتهت بفوز مدريد بثلاثة أهداف لواحد، وسجل النجم السعودي فهد الهريفي أول هدف للاعب عربي في مونديال الأندية، من ركلة جزاء في شباك الحارس المخضرم إيكر كاسياس.

ووقع الفريقان العربيان في مجموعة واحدة إلى جانب ريال مدريد وكورينثيانز البرازيلي الذي توج بتلك البطولة، وتواجها في الجولة الثانية، واستطاع النصر أن يخطف الانتصار بنتيجة 4 مقابل 3 للرجاء، ليودع الفريقان البطولة من الدور الأول بعد هزيمتين من ريال مدريد وكورينثيانز.

اقرأ أيضاً: عاصمة عربية تستقبل أبرز نجوم الكرة في العالم بثلاثة أيام



بين 2005 و2021.. ملامسة الكأس مرتين

كان من المقرر أن تقام بطولة العالم للأندية عام 2001 في إسبانيا، بمشاركة 11 نادياً،  بينهم الهلال السعودي والزمالك المصري، ولكن تم إلغاء البطولة بسبب إفلاس الشركة الراعية.

لتعود البطولة من جديد عام 2005 على الأراضي اليابانية، بمشاركة الاتحاد السعودي والأهلي المصري، اللذان اصطدما ببعضهما في المواجهة الافتتاحية، والتي حسمها السعوديون مجدداً بهدف وحيد سجله محمد نور.

ولكن حلم اتحاد جدة تبخر في نصف النهائي، بعد الخسارة أمام ساو باولو البرازيلي بنتيجة 3-2، ليتوج البرازيليون بعدها باللقب على حساب ليفربول، ونال الاتحاد المركز الرابع بعد الخسارة بنفس النتيجة أمام ديبورتيفو سابريسا القادم من كوستاريكا.

في 2006 كانت سوريا على وشك المشاركة في البطولة، حين وصل نادي الكرامة لنهائي دوري أبطال آسيا، ورغم فوزه على جيونبوك الكوري الجنوبي بهدفين لهدف في مباراة الإياب التي أقيمت على ملعب خالد بن الوليد في حمص.

إلا أنه لم يتوج باللقب بسبب خسارته في لقاء الذهاب بهدفين نظيفين في كوريا، ليشارك فريق عربي واحد في نسخة 2006 هو الأهلي المصري مرة أخرى، واستطاع نيل المركز الثالث هذه المرة.

في 2007 و2008 شارك كل من النجم الساحلي التونسي والأهلي المصري على التوالي، وحقق الأول المركز الرابع، فيما كانت مشاركة الأهلي مخيبة للآمال بخسارتين واحتلال المركز السادس قبل الأخير.

في 2009 و2010 أقيمت البطولة لأول مرة على أرض عربية، حيث استضافت الإمارات النسختين، وشارك الأهلي والوحدة الإماراتيين على التوالي، ولم يحققا أي نتائج ملفتة.

وشهدت النسختان التاليتان مشاركة السد القطري والترجي التونسي والأهلي المصري، وكانت أفضل مرتبة حققها العرب هي نيل السد المركز الثالث في بطولة 2011.

أما المشاركة العربية الأبرز تحسب لنادي الرجاء البيضاوي، الذي استطاع الوصول للمباراة النهائية في نسخة 2013 التي أقيمت في المغرب أيضاً، ولكنه خسر أمام العملاق البافاري بايرن ميونيخ الألماني.

وتكرّر الوصول للنهائي مجدداً هذه المرة مع نادي العين الإماراتي الذي كان مستضيف بطولة 2018، إلا أن سوء حظه جمعه مع بطل أوروبا التاريخي ريال مدريد، وخسر بأربعة أهداف مقابل هدف.

وبين 2019 و2021 استمرت المشاركات العربية، وكان المركز الثالث هو أبعد نقطة يصلون إليها، وفي النسخة الماضية تواجه الهلال السعودي مع الأهلي المصري في مباراة تحديد المركز الثالث، وحسمها المصريون برباعية بيضاء.

قد يهمك: فريق الأرجنتين يفوز بكأس العالم 2022 ويهزم فرنسا



دفعة معنوية

وصول المغرب لنصف نهائي مونديال قطر، وفوز السعودية على الأرجنتين بطلة العالم، وخسارة فرنسا وصيفة البطل أمام تونس، نتائج إيجابية حدثت لأول مرة في تاريخ مشاركات العرب بكأس العالم للمنتخبات وفاجأت الجميع.

هذه النتائج ستعطي الأندية العربية دافعاً معنوياً كبيراً، خاصة الوداد المغربي الذي يستضيف البطولة على أرضه، والهلال السعودي الذي يمثل لاعبوه العمود الفقري للمنتخب الذي هزم ليو ميسي ورفاقه.

أما الأهلي المصري فهو النادي العربي صاحب المشاركات الأكثر بتاريخ البطولة بواقع ثماني مرات، لن تكون مهمته صعبةً للغاية أمام سياتل الأمريكي، فهو المتمرس في البطولة الذي لا يخشاها.

ولكن سيصطدم الأهلي في حال تأهله بالفريق الأعرق في التاريخ ريال مدريد، المدجج بالنجوم وصاحب الرقم القياسي بالتتويج بالبطولة 4 مرات، والذي يسعى لإهداء جماهيره لقباً آخراً سيشكل دفعة معنوية كبيرة لهم في الاستحقاقات القادمة بدوري الأبطال والمنافسات المحلية.

فيما سيواجه الوداد أو الهلال بطل أميركا الجنوبية فلامنغو البرازيلي، وصيف نسخة 2019، الذي سبق للهلال أن لعب معه في تلك البطولة وخسر أمامه بثلاثة أهداف مقابل هدف.

نظام البطولة الحالي وكيف أنشأت!

تعود فكرة استحداث بطولة العالم للأندية لخمسينيات القرن الماضي، حينها تم الاتفاق على إنشاء بطولة إنتركونتيننتال، والتي تجمع بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية، بنظام الذهاب والإياب.

وتوج ريال مدريد بالنسخة الأولى عام 1960 على حساب بينارول من الأوروغواي، بعد التعادل السلبي في المواجهة الأولى، والانتصار الساحق 5-1 في لقاء الإياب، ولكن بينارول عاد في العام التالي وتوج باللقب على حساب بنفيكا البرتغالي.

ومع إدخال باقي القارات في القرن الـ 21 للمشاركة في البطولة، إلا أن الهيمنة الأوروبية-الأمريكية الجنوبية استمرت ولم يذهب اللقب لقارة أخرى.

وتقام البطولة حالياً بمشاركة 7 أندية، وهم بطل دوري أبطال أوروبا، وأبطال أمريكا الجنوبية والشمالية وآسيا وإفريقيا وأوقيانوسيا، إضافة إلى بطل دوري البلد المستضيف.

وتبدأ البطولة بمباراة افتتاحية بين بطل أوقيانوسيا التي تعد القارة الأضعف والفريق صاحب الضيافة أو وصيف البطولة القارية في حال كان المستضيف هو ذاته بطل قارته.

وبعدها تقام مباراتين تضمان أبطال قارات إفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية مع الفريق المتأهل من اللقاء الأول، ويواجه الفائزين بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية الذين يلعبان بدءاً من نصف النهائي.

وتقام مباراتان لتحديد المركز الخامس، والمركز الثالث، وتواجه البطولة انتقادات جماهيرية وإعلامية بسبب نظامها الذي يعتبره كثيرون مملاً ولا يتيح الفرصة لمشاهدة مباريات قوية ومنافسة ممتعة، وغالباً ما تكون البطولة محسومة لبطل أوروبا في السنوات الأخيرة الذي يتوج بها من مباراتين فقط.

ومن المتوقع أن تكون هذه النسخة هي الأخيرة بشكلها الحالي، حيث أكد جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA في 16 كانون الأول من العام الماضي أن البطولة ستضم 32 فريقاً اعتباراً من عام 2025.

وبيّن أن الهدف من النظام الجديد هو جعل البطولة أكثر جاذبية، ورفع إيرادات الفيفا المالية، ولكن قوبل هذا القرار بانتقادات من هيئات رياضية، قالت إن الشكل الجديد قد يكون له عواقب وخيمة على صحة اللاعبين واقتصاد كرة القدم بسبب ازدحام الجدول بالمنافسات المحلية والقارية. 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق