مونديال قطر 2022 يدخل التاريخ من بوابة تحكيم النساء

لأول مرة في التاريخ طاقم تحكيم نسائي كامل بقيادة الفرنسية ستيفاني فرابارت يقود مباراة ألمانيا وكوستاريكا، ضمن مباريات الجولة الثالثة من الدور الأول للرجال، في مونديال قطر2022.

اقرأ أيضاً: حضور مباريات كأس العالم حكر على الأغنياء

المونديال الأكثر جدلاً، والذي حملت كأسه الأرجنتين، بعد فوزها على فرنسا بضربات الترجيح، كان استثنائياً في كل شيء، ما سيجعله نقطة فارقة في بطولات كأس العالم، التي قد نشهد في نسخها القادمة تطورات أكبر وأشمل.

بين النظرة النمطية والواقع

الصورة النمطية للعبة كرة القدم تصور اللعبة على أنها لعبة ذكورية، لا علاقة للنساء فيها، على الرغم من إقامة بطولات كروية خاصة بالنساء، إلا أن الفكر الجمعي حافظ على تفوق الرجال لعباً وتحكيماً وتعليقاً وتشجيعاً، من منطلق نظرة دونية للمرأة.

توجيه وسائل الإعلام ومخرجي المباريات كرّس هذه النظرة، عبر تركيزه خلال المباريات الدولية على إبراز الحضور الأنثوي من خلال الفاتنات والجميلات، أو من خلال إبراز مظاهر أنثوية مفرطة، وحصرها في مجال الاستعراض فقط.

ومع إعلان "فيفا" أن مونديال قطر سيكون الأول من نوعه الذي سيدير إحدى مبارياته طاقم تحكيمي كامل من النساء، بدأت التكهنات من قبل المتابعين، حول مدى نجاح هذه الخطوة، وإمكانية "المجازفة" ضمن حدث تاريخي ينتظره عشاق "الساحرة المستديرة" كل أربع سنوات.

وانطلقت صافرة البداية في مباراة ألمانيا وكوستاريكا التي جرت ضمن الجولة الثالثة من دوري المجموعات في الأول من كانون الثاني الحالي، تحت إشراف طاقم تحكيمي كامل من النساء بقيادة الفرنسية ستيفاني فرابارت حكم الساحة، ومساعدة كل من الرواندية سليمة موكانسانغا واليابانية يوشيمي ياماشيتا والبرازيلية نويزا باك والمكسيكية كارين دياس ميدينا والأمريكية كاثرين نيسبيت. 

سارت أحداث المباراة بشكل طبيعي واعتيادي، كأية مباراة أخرى ليتوجه انتباه المتابعين من الحديث عن الطاقم التحكيمي رويداً رويداً ليتحول إلى مجريات المباراة، كغيرها من المباريات، وليثبت الطاقم التحكيمي أنه لا فرق بين هذه المباراة وسابقاتها من حيث القوة والإثارة، وحتى القرارات التحكيمية الصادرة، ومدى تقيّد اللاعبين بها.

وانتهت المباراة، وفازت ألمانيا على كوستاريكا بأربعة أهداف مقابل هدفين، وبدون وجود أية أخطاء تحكيمية، بحسب محللين وخبراء رياضيين، وبأقل بطاقات صفراء، وهي بطاقة صفراء وحيدة ضد أحد لاعبي المنتخب الكوستاريكي.

قد يهمّك: فريق الأرجنتين يفوز بكأس العالم 2022 ويهزم فرنسا

الحكم ستيفاني

ستيفاني فرابارت فرنسية حاصلة على شهادة التحكيم الدولي عام 2009، أدارت بطولة كأس السوبر الأوروبي عام 2019 بين ليفربول وتشيلسي، شاركت منذ عام 2011 في تحكيم مباريات الدوري الفرنسي لأندية الدرجة الثالثة، ثم الثانية عام 2014، لتشارك في تحكيم كأس العالم للسيدات والذي أقيم في كندا 2015.

أحرزت ستيفاني لقب أفضل حكم امرأة في العالم لثلاثة أعوام متتالية 2019 و2020 و2021 لتميّزها في مجال التحكيم، وهو السبب الذي دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لاختيارها كي تدير إحدى مباريات كأس العالم للرجال قطر 2022.

ومع الحركة المتسارعة لعجلة التطور العالمي في جميع المجالات والميادين، ليس ضرباً من الخيال أن نتوقع مشاركة فرق ومنتخبات للاعبين ولاعبات من الجنسين ضمن بطولات كأس العالم، أو ربما معلقات رياضيات يثبتن أنفسهنّ، علينا فقط الانتظار.