ارتفع عدد المهاجرين السوريين عبر البحر المتوسط باتجاه إيطاليا، في الآونة الأخيرة، سواء من تركيا أو لبنان أو من سوريا، ما ضاعف عدد ضحايا الهجرة غير الشرعية في ظل تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية عموماً.
نوال صوفي، الناشطة الدولية في مجال حقوق الإنسان، نشرت أمس الإثنين، نداء استغاثة لعشرات السوريين المهاجرين من سوريا، قالت إنهم تعرّضوا لإطلاق نار من قبل قوات النظام السوري بعد انطلاقهم من الحدود السورية.
لم يتمكن المهاجرون السوريون من الوصول سوى إلى قبرص، بحسب تسجيل صوتي.
صوفي تواصلت مع خفر السواحل القبرصي في الساعة الواحدة فجر الثلاثاء، وعلمت منهم أنه سوف "يتم إنقاذهم بعد قليل".
أحد الأشخاص الذين تحدثت معهم على متن القارب ونشرت صوفي تسجيلاً صوتياً له، قال إنهم نحو 150 شخصاً صعدوا على متن قارب، مع عائلاتهم وأطفالهم، من الحدود السورية، دون ذكر الجهة، حيث أطلق عليهم النار، ما أدى إلى دخول المياه للقارب، وبالتالي لم يستطيعوا الوصول سوى إلى السواحل القبرصية اليونانية، فيما كانت الوجهة إلى إيطاليا.
وغالباً ما يهاجر السوريون بطرق غير شرعية عبر طرطوس إلى قبرص، من خلال شبكات مهربين.
مسؤول لجان التنسيق المحلية في مدينة جبلة، أبو يوسف جبلاوي، قال لموقع "السورية نت" في تقريرنشر العام الفائت، إن عشرات الشباب بعضهم من اللاذقية وآخرون من محافظات أخرى يهاجرون من طرطوس إلى قبرص، مقابل مبلغ 3 آلاف دولار للشخص عبر المهربين، دون اعتراض من قبل سلطات النظام.
وتخرج الرحلات مرتين أو 3 مرات أسبوعياً من الساحل بين طرطوس وبانياس ليلاً، وفق التقرير.
وتواجه رحلات الهجرة غير الشرعية مخاطر كبيرة كالوفاة إما غرقاً أو بسبب الجوع والعطش، كما حدث مع سوريين كثر في الآونة الأخيرة.
في الـ 13 من أيلول الجاري، أعلنت قيادة خفر السواحل التركية، عن وفاة 6 مهاجرين، بينهم سوريون، بعدما تركتهم قوات الحرس اليونانية في بحر إيجة قبالة شواطئ مرمريس في ولاية موغلا، وإنقاذ 73 مهاجراً، وفق وكالة "الأناضول".
في العاشر من أيلول انطلق المهاجرون من لبنان على متن مركب خشبي بطول 15 متراً بهدف الوصول إلى إيطاليا، وفق شهادة المهاجرين لوكالة "الأناضول".
كما لقي ستة مهاجرين سوريين حفتهم في الـ 12 من أيلول الجاري، جراء الجوع والعطش، بينما كانوا على متن قارب يعبرون البحر المتوسط باتجاه إيطاليا، كانوا من بين مجموعة مؤلفة من 26 شخصاً، وفق المفوضية الأممية في إيطاليا، كيارا كردوليتي.
اقرأ أيضاً: بعد وفاة عائلته في المتوسط.. سوري يتّهم اليونان: "نزلونا لنموت"
قوارب هجرة جديدة
قوات خفر السواحل القبرصية اعترضت 137 مهاجراً على متن قارب شرقي الجزيرة، اليوم الثلاثاء، في ثاني عملية من نوعها خلال أيام، وفق موقع "مهاجر نيوز".
وذكرت إذاعة "ار إي كيه" نقلاً عن خفر السواحل، أن المهاجرين انطلقوا من لبنان، وسوف تتم إعادتهم إليها في القريب العاجل، وفق اتفاق بين لبنان وقبرص لإعادة اللاجئين.
وأضافت خفر السواحل، أنه تم إنقاذ نحو 300 مهاجر جنوب شرق الجزيرة، أمس الاثنين، في عملية كبيرة مشتركة مع سفينة شحن في المنطقة، ونُقل جميع الركاب إلى السفينة على متن مروحيات وقوارب تابعة لخفر السواحل، ويعتقد أن المهاجرين بدؤوا رحلتهم من لبنان، دون معرفة جنسياتهم والمكان الذي تم اقتيادهم إليه.
وبحسب إحصاءات الاتحاد الأوروبي، استقبلت قبرص حتى الآن أعلى طلبات لجوء سنوية خلال الأعوام الماضية، مقارنة بحجم سكانها، ووفق الإحصاءات الرسمية القبرصية، بلغ عدد طالبي اللجوء خلال النصف الأول من هذا العام 12 ألفاً، أي ما يعادل العدد المسجل خلال 2021 بأكمله.
وكانت مفوضية اللاجئين حذّرت في حزيران الماضي، من التجارب والمخاطر التي يواجهها المهاجرون عبر المتوسط، وقالت إن أعداد الضحايا يشهد ارتفاعاً حاداً.
ووفق تقريرها "لانهاية في الأفق" قالت المتحدثة باسم المفوضية، شابيا مانتو، إن العام الفائت شهد تسجيل حوالي 3 آلاف و231 حالة وفاة أو فقدان في البحر المتوسط وشمال غربي المحيط الأطلسي، أما عام 2020 شهد ألف و881 حالة وفاة، وفي عام 2019 شهد تسجيل 1510 حالة وفاة، وأكثر من 2227 حالة وفاة عام 2018.
وكانت الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل "فرونتكس" قالت في تقريرها شهر نيسان الفائت، إنّ عدد المهاجرين الذين يحاولون دخول الاتحاد الأوروبي بطرق غير نظامية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري ارتفع إلى أعلى مستوياته منذ 2016، موقع "euronews".
وقدرت الوكالة الأوروبية أن أكثر من 40 ألف و300 "عملية عبور غير نظامية" تمت صوب دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة بين كانون الثاني وآذار ، بزيادة قدرها 57 بالمئة عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وأوضحت أنّ أكثر من 18 ألف و300 حالة عبور، كان معظمهم من السوريين والأفغان، خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث تم إجراء أكثر من 5100 محاولة عبر جزيرة قبرص، بزيادة سنوية تبلغ 3 أضعاف.
الكلمات المفتاحية